أساسية ديالى تكسر حاجز الصمت … العنف الأسري على طاولة النقاش الأكاديمي والأمني

بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، نظمت كلية التربية الأساسية بجامعة ديالى – ممثلة بوحدة حقوق الإنسان ولجنة حقوق الإنسان في قسم اللغة العربية، بالتعاون المشترك مع قيادة شرطة محافظة ديالى، وبالتنسيق مع شعبة التعليم المستمر وشعبة الإعلام والاتصال الحكومي – ندوة علمية متخصصة بعنوان: “العنف الأسري المفهوم والإجراء.. قراءة في البعد الاجتماعي”.
شهدت الندوة حضوراً واسعاً ومشاركة فاعلة من قبل عدد من التدريسيين والطلبة ومنظمات المجتمع المدني المهتمة بالشأن الحقوقي والاجتماعي.
هدفت الندوة التي أدار جلستها المدرس المساعد أحمد صادق المندلاوي، وحاضر فيها كل من المدرس الدكتورة خولة إبراهيم أحمد والمقدم الدكتور شاهر جلال عطية (ممثل قيادة الشرطة)، إلى التعرف على ظاهرة العنف الأسري من منظور شامل يجمع بين التعريف النظري (المفهوم) والإجراءات العملية والقانونية للتعامل معها. وسعت الندوة إلى رفع الوعي بالمخاطر الاجتماعية والنفسية والقانونية للعنف، وفتح قنوات تواصل بين المجتمع والمؤسسات الأمنية والقانونية.
وتضمنت الندوة مناقشة عدة محاور أساسية: قدم المحور الأول: التعريف المفاهيمي للعنف الأسري وأشكاله المختلفة (الجسدي، النفسي، الاقتصادي)، وتأثير البعد الاجتماعي على تفشي هذه الظاهرة. اما المحور الثاني: بين الإجراءات القانونية والأمنية المتبعة في التعامل مع شكاوى العنف الأسري في محافظة ديالى، والدور الذي تضطلع به قيادة الشرطة في الحماية والتوعية.
وتخللت الندوة مناقشات جادة ومداخلات قيمة من قبل المشاركين، أغنت المحتوى العلمي وأكدت على أهمية تضافر الجهود المجتمعية والرسمية لمواجهة هذه الآفة الخطيرة.
واوصت الندوة بتفعيل آليات الشراكة المجتمعية: عن طريق الدعوة إلى تشكيل لجنة تنسيق ومتابعة دائمة تجمع ممثلين عن المؤسسات الأكاديمية (الجامعة والكلية)، الأجهزة الأمنية (قيادة الشرطة)، ومنظمات المجتمع المدني، لمتابعة قضايا العنف الأسري ووضع خطط عمل مشتركة للوقاية والتدخل. والمطالبة بتكثيف الورش والندوات والحملات الإعلامية المستمرة التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع، لا سيما طلبة المدارس والجامعات والأسر، حول مخاطر العنف وآليات الإبلاغ عنه وحقوق الإنسان الأساسية. والتأكيد على ضرورة إنشاء وحدات دعم نفسي وقانوني داخل المؤسسات التعليمية أو بالتعاون مع المراكز المختصة، لتقديم المشورة والدعم للضحايا والمساهمة في تأهيل مرتكبي العنف. فضلاً عن تشجيع الباحثين الأكاديميين (طلبة الدراسات العليا والأساتذة) على إجراء دراسات معمقة وموجهة لدراسة الأسباب الجذرية لظاهرة العنف الأسري في المجتمع العراقي وتقديم حلول مبنية على الأدلة والبراهين العلمية. وتفعيل دور شعب الإعلام والاتصال الحكومي في الجامعات والكليات لإطلاق حملات إعلامية هادفة ومؤثرة تناهض العنف بكافة أشكاله وتنشر ثقافة حقوق الإنسان والسلام الأسري والاجتماعي.
ويأتي تنظيم هذه الندوة ضمن التزام الكلية بدعم أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي أقرتها الأمم المتحدة، وتتلاءم بشكل خاص مع الأهداف التالية: الهدف الثالث: الصحة الجيدة والرفاه: عبر معالجة الآثار النفسية والجسدية للعنف الأسري لضمان رفاه الأفراد والمجتمع. والهدف الخامس: المساواة بين الجنسين: حيث يمثل العنف الأسري انتهاكاً صارخاً لحقوق المرأة والمساواة، وتعمل الندوة على مناهضته. والهدف السادس عشر: السلام والعدل والمؤسسات القوية: من خلال تعزيز سيادة القانون وضمان الوصول إلى العدالة وبناء مؤسسات قوية وشفافة (الكلية وقيادة الشرطة) لمكافحة العنف. والهدف السابع عشر: عقد الشراكات لتحقيق الأهداف: يتجسد التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والأمنية ومنظمات المجتمع المدني كنموذج للشراكة الفاعلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
![]()
