
تدريسي في اساسية ديالى بقسم الارشاد النفسي والتوجيه التربوي ينظم امسية ثقافية عن العالم العراقي الكبير الدكتور عبد الجبار عبد الله
تدريسي في اساسية ديالى بقسم الارشاد النفسي والتوجيه التربوي ينظم امسية ثقافية عن العالم العراقي الكبير الدكتور عبد الجبار عبد الله
ضمن سلسلة الإبداعات الأدبية في مقر اتحاد أدباء وكتاب ديالى وعلى باحة الإتحاد نظم الاستاذ الدكتور عبد الرزاق جدوع محمد الجبوري التدريسي في قسم الارشاد النفسي والتوجيه التربوي بكلية التربية الاساسية، أمسية ثقافية عن العالم العراقي الكبير الدكتور عبد الجبار عبد الله بعنوان (عالم عراقي في بدئه ومنتهاه رؤية سوسيولوجية)
تضمنت الامسية الثقافية سيرته الذاتية وأهم انجازاته العلمية، وادار الجلسة الاعلامي عبد الحكيم الدهلكي وبحضور حافل من أبرز مثقفين ديالى.
تطرقت الامسية الثقافية الى السيرة الذاتية للعالم العراقي الكبير إذ ولد الدكتور عبد الجبار عبد الله في قلعة صالح – لواء العمارة ( محافظة ميسان ) عام 1911.و اكمل دراسته الاعدادية في بغداد عام 1930. نال شهادة البكالوريوس في العلوم من الجامعة الامريكية في بيروت عام 1934.و حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الطبيعية (الفيزياء) من معهد مساتشوست للتكنولوجيا MIT في الولايات المتحدة الامريكية. ومعهد مساتشوست للتكنولوجيا، الذي يعد ارقي جامعة علمية في العالم على الاطلاق. وهو واحد من أربعة طلبة فقط في العالم تتلمذ على يد ألبرت أينشتاين، عند عودته للعراق شغل منصب رئيس هيئة الطاقة الذرية العراقية عام 1958 قبل شغله منصب رئيس جامعة بغداد الذي بقي فيه حتى استلام حزب البعث لمقاليد الحكم عام 1963م بعد انقلاب 8 شباط حيث أقيل من منصبه وأعتقل. كان عبد الجبار عبد الله يجيد إضافة إلى اللغتان العربية والآرامية اللغات الإنكليزية والفرنسية والألمانية، له العديد من النظريات العلمية وخصوصاً في مجال الأنواء الجوية حيث أنه ينسب له الفضل الكبير في العديد من الأعمال الخاصة بفرع الأعاصير والزوابع من فيزياء الجو. له العديد من المؤلفات في مجال الفيزياء والعلوم باللغة العربية. غادر العراق إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد مضايقات حكومية له وإتهامه بالانتماء إلى تيارات يسارية شيوعية وهو ما كان محظوراً آنذاك. قلده الرئيس الأمريكي هاري ترومان وسام “مفتاح العلم” لجهوده العلمية المتميزة. كما تقرر عام 2009م تسمية إحدى قاعات جامعة بغداد وأحد شوارع بغداد باسمه تكريماً له.
عُين استاذاً ورئيساً لقسم الفيزياء في دار المعلمين العالية في بغداد من سنة 1949 الى 1958. و خلال هذة المدة رشح استاذا باحثا في جامعة نيويورك الامريكية بين سنتي 1952 و 1955.و في عام 1958 عين أميناً عاماً لجامعة بغداد ووكيلاً لرئيس الجامعة. واستمر في هذين المنصبين حتى عام 1959. في عام 1959 عين رئيساً لجامعة بغداد، اذطرح الزعيم عبد الكريم قاسم اسم الدكتور عبد الجبار عبد الله مرشحاً لرئاسة جامعة بغداد الفتية الى مجلس الوزراء مبيناً كفاءته العلمية العالمية العالية وما سيقدمه هذا الرجل للجامعة من مكانة دولية علمية.. فضلاً عن ان عدد من اعضاء مجلس الوزراء مدعومين من قبل الفريق الركن نجيب الربيعي رئيس مجلس السيادة رشحوا الدكتور عبد العزيز الدوري وشخصية اخرى.الزعيم عبد الكريم قاسم يعرف الدوافع من طرح اسم الدكتور الدوري و الاسم الآخر كمرشحين لهذا المنصب والتي اهمها كون الدكتور عبد الجبار عبد الله غير مسلم، وبنفس الوقت فالزعيم يعرف ارتباطات الدوري بالمخابرات البريطانية.انها المرة الوحيدة والاولى التي يصر فيها الزعيم عبد الكريم قاسم على موقفه ويجبر مجلس الوزراء على تبني هذا الموقف. حاول الفريق الركن محمد نجيب الربيعي التسويف و المماطلة بهذا الموضوع، وخلال كل اجتماع اسبوعي لمجلس الوزراء يذكره الزعيم عبد الكريم قاسم بملف رئيس جامعة بغداد، ويدعي انه قد نساه في البيت. استمر هذا الحال نحو الشهرين والموضوع بالنسبة للزعيم مهم وملح لان خطوات مهمة ستبنى عليه ففي احد الاجتماعات عندما طالب الزعيم بفتح ملف رئيس جامعة بغداد، ادعى رئيس مجلس السيادة نجيب الربيعي عدم و جود الملف معه قال الزعيم في الاجتماع “انني وبحكم كوني القائد العام للقوات الوطنية المسلحة سوف اقوم بحل مجلس السيادة ونشكل غيره لان الكثير من الامور تتعرقل”، عندها ابرز الربيعي الملف ووقع الجميع عليه موافقين على ترؤس الدكتور عبد الجبار عبد الله جامعة بغداد.. له العديد من البحوث العلمية التي نشرت في ارقى المجلات العلمية الامريكية و الاوروبية.وهو عضو في العديد من الجمعيات العلمية في امريكا واوروبا. استمر بمنصب رئيس جامعة بغداد حتى قيام انقلاب 8 شباط الدموي حيث اقيل من منصبة.، اعتقل وعومل معاملة مهينة عند اعتقاله بعد انقلاب 8 شباط 1963 .والحقيقة ان كل عراقي يفتخر في ان تكون بلاد مابين النهرين قد انجبت عالما عبقرياً ووطنياً وأباً مربياً مثل الدكتور عبد الجبار عبد الله. وقد لمس الزعيم عبد الكريم قاسم منه هذه المكانة العلمية العالمية العالية والوطنية وإخلاصه لتربة العراق وثورة 14 تموز، وقد قرر ان تكون لجامعة بغداد الفتية منزلة علمية عالمية عالية من خلال ترؤس شخصية مثل الدكتور عبد الجبار عبد الله رئاسة جامعة بغداد. والدكتور عبد الجبار عبد الله عراقي ينتمي الى طائفة الصابئة المندائيين، ولم يعن هذا بالنسبة للزعيم أي محدد فأولاً واخراً هو عراقي .
لقد كان الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد قد وصف الراحل حين ذكره في قصيدة عنوانها في رحاب العالم عبد الجبار عبد الله ، في ذكرى رحيله :
هذا اوانك لا اواني ورهان مجدك لا رهاني
وصداك انت المالئ الدنيا فما جدوى بياني ؟
مرماك اوسع من يدي وثراك ابلغ من لساني
وسناك ابعد في المروءة ان اراه ، وان يراني
وحضورك الباقي ….. وكل حضور من ولدوك فاني
يامن له كل المكان وليس يملك من مكان
لكن وللاسف ما حصل مع العالم عبدالجبار عبدالله من عنف و اضطهاد واهانة في اواخر حياته قد حصل مع الكثير من العلماء والفلاسفة والمفكرين في عالمنا العربي وبالتحديد في مشرقنا العربي، وكأن المبدع نبت غير مرغوب فيه، لقد غًيب هذا العالم الفذ عن مجتمعه اعلاميا، فلازال الكثير من ابناء مجتمعنا حتى اصحاب الشهادات لم يسمعوا به،فجاءت امسيتنا الثقافيةلتكشف الستار عن هذا العالم (العلم) فيا للمأساة .