ندوة علمية في مركز التعليم المستمر بجامعة ديالى بعنوان ( التعليم بين التلقين والتفكير ) يلقيها الاستاذ الدكتور ( عبد الرزاق جدوع محمد ) المحترم التدريسي في قسم الارشاد النفسي والتوجيه التربوي
برعاية السيد رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور ( عبد المنعم عباس كريم المحترم ) وبحضور الاستاذ المساعد الدكتورة ( بيداء حسن حسين المحترمة ) مديرة مركز التعليم المستمر اقام مركز التعليم المستمر / جامعة ديالى ندوة علمية بعنوان ( التعليم بين التلقين والتفكير ) لمنتسبي اقسام الجامعة لهذا اليوم ( الثلاثاء) الموافق( ٢٠٢٣/٩/٢٦ ) في قاعة المركز ، حاضر فيها الاستاذ الدكتور ( عبد الرزاق جدوع محمد ) المحترم التدريسي في كلية التربية الأساسية . :
وتناولت المحاضرة إشكالية التعليم في مؤسساتنا التعليمية إجمالا بالنظام التعليمي العام الذي بدد في عقول طلبتنا الإمكانيات العقلية ، فالطالب(الموهوب وغير الموهوب ) اعتاد في تعليمه أسلوب التلقين القائم على الحفظ دون الفهم ما أدى في نهاية الأمر اعتماد ( الموافقة )في السلوك المتمثلة في الخضوع والتسليم ، والتي غيبت لديه العقل وإمكانيات الإبداع ، ولم يتعود هذا الطالب على ثقافة الرفض التي لا تعني التمرد بقدر ما تعني له نزعة عقلانية .ذلك ان التنمية لا تتحقق في أي مجتمع من دون تفتيح العقول وتمكينها من أساليب التفكير العلمي ، والارتفاع بالتعليم من مستوى التلقين الى مستوى التربية الحقة وتنمية القدرة على التفكير المبدع وكل ذلك يبقى دون جدوى ، اذا لم يستند على إيمان الفرد بالعقل وتوقه الى الحقيقة ، وتحرره من ذاته ومن الخارج . يلوح لي ان المعرفة النظرية الاسترجاعية باتت اليوم هي السائدة اذ جعلت من التفوق في هذا المجال الطريق الأمثل الى الانتقال الاجتماعي ، ومن استطاع ان يسير في هذا الطريق سمي ناجحا ، فالتعليم بات اليوم يمثل الهدف الذي يتطلع اليه اولياء امور حين يلتحق أبناؤهم في السنة الأولى للمرحلة الابتدائية ، وتدور الأيام حتى يراهم الأهل في رحاب الجامعة ، وتتحدد جدارة المتعلم بالوصول الى التعليم العالي عن طريق امتحانات تقيس قدراته على الذاكرة فقط ، وكثيرا ما تثور ثائرة الطلاب وأولياء الأمور حين تحيد الأسئلة حتى قليلا عن المقررات ، ومثال ذلك اختبرت طلابا في المرحلة الأولى / كلية التربية ، وجئت لهم بثلاث أسئلة في الامتحانات الشهرية ، احد هذه الأسئلة الثلاث كان سؤالا فكريا ، فما كان من الطلبة إلا ان يتركوا الإجابة عنه لأنه خارج عن ما هو مقرر لهم لانهم لن يعتادوا أسلوب التفكير .والملاحظ ان من النادر ان نجد طالبا يطرح إشكالية فكرية او ان يقف في قاعات الدرس ينقد او يعلن عن رأي مخالف. من هنا نؤكد ان التلقين قاتل للموهبة والابداع فكم من موهبة ضاعت بسبب الاصرار على هذا الاسلوب الذي لازال سائدا في مدارسنا بل وحتى في جامعاتنا وما وجود الملخصات او الملازم او الكراسات والاسئلة التذكرية او الحفظية الا امثلة حية على واقع التعليم الحالي وماوصل اليه من تراجع ملحوظ .