المحاضرة الثالثة
قسم التاريخ / كلية التربية الاساسية المرحلة : الثالثة
المادة / تاريخ العالم المعاصر
استاذ المادة : د. سوسن عادل ناجي
ابرز نتائج الحرب العالمية الثانية
لقد كشفت نهاية الحرب عن عمق المأساة التي عاشتها البشرية على مدى اكثر من خمس سنوات من الحرب المتواصلة، اذ لم تقتصر ويلات هذه الحرب على قارة اوروبا وحدها ( على الرغم من انها تسببت فيها) وانما طالت معظم مناطق العالم لا سيما في اسيا وافريقيا، ويتجسد ذلك في عدد الضحايا الهائل من البشر مدنيني وعسكرين، فقد فاق عدد قتلى هذه الحرب (70) مليون انسان واكثر من هذا العدد من الجرحى والمشردين ( وصل عدد اللاجئين في مخيمات بدائية عام 1945 الى 11 مليون انسان)، كما دمرت الة الحرب التي ابدع الانسان في صنعها وتطوريها لتكون اكثر قدرة على القتل والتدمير، مدن بكاملها ومراكز صناعية كان يمكن ان تسهم في دعم الرفاه والتقدم الانساني.
وكان استخدام السلاح الذري ذات التدمير الشامل قد ساهم في تعميق الاثار الانسانية للحرب، اذ لم يميز هذا السلاح بين انسان واخر، بين عسكري او مدني صغير ام كبير، كما ان تلك الاسلحة لا تبقي على المدنية باي شكل من اشكالها عمرانية كانت ام صناعية، بل انها لا تبقي على اي اثر للحياة في المنطقة المستهدفة بشرية ام حيوانية ام زراعية.
لقد افصحت هذه الحرب عن قدرة الانسان غير المحددة على عمل اي شيء من اجل قتل اخيه الانسان لا لشيء سوى من اجل شهوة التسلط والسيطرة والطموحات المريضة.
بروز الفلسفة القومية العنصرية المقيتة والتي نمت في المانيا منذ عقود ونضجت مع وصول النازيين الى السلطة، وتتمثل السياسة العنصرية الالمانية بالنظرة الدونية التي ينظر الى الالمان الى سواهم من تغير النظام الدولي الذي كان سائداً قبل الحرب تغيراً جذرياً وذلك من خلال:
- أ-تراجع القوى التقليدية عن دورها العالمي ومنها بريطانيا وفرنسا والمانيا لما لحق بها من تدمير هائل جعلها تنكفئ لمعالجة اثار الحرب اقتصادياً وعمرانياً وعسكرياً.
- ب-بروز الولايات المتحدة كقوى عظمى في العالم نتيجة دخولها المتأخر في الحرب وحفاظها على قوتها الاقتصادية والعسكرية فضلاً عن ابعد اراضيها عن العمليات العسكرية.
- ج- ظهور العامل الايديولوجي كعامل محرك للعلاقات الدولية، اذ ان احتلال الاتحاد السوفيتي لاوروبا الشرقية واقامت انظمة شيوعية فيها مثل تحدياً للتوجه الليبرالي والرأسمالي الذي تنتهجه الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين واعتبروا التحرك السوفيتي خطراً يجب مواجهته.
- د-مع القاء القنبلة النووية على اليابان اصبح امتلاك السلاح الذي له اثره الحاسم في العلاقات الدولية، اذ اطلق على المرحلة اللاحقة بمرحلة (الرعب النووي).
- ه-اثناءالحرب تم عقد مؤتمرات اتفق خلالها على انهاء وجود عصبة الامم وانشاء منظمة بديلة تكون اكثر قوة وفاعلية للحفاظ على السلام العالمي.
وفي 25 نيسان من عام 1945 انعقد مؤتمر سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة حضره مندوبون عن 51 دولة لإقرار ميثاق منظمة الامم المتحدة الذي تألف من ديباجة و 111 مادة.
المصادر:
- الن فشر، تاريخ اوروبا في العصر الحديث 1789- 1950،ترجمة احمد نجيب هاشم، القاهرة 1958.
2.عبدالعزيز سليمان نوار ، التاريخ المعاصر في اوروبا، بيروت،1973.
3.موسى محمد آل طويرش، تاريخ العالم المعاصر 1914- 1975،بغداد، 2006.