اثر نقل التعلم الحركي
أ.د. نبيل محمود شاكر
كلية التربية الساسية / جامعة ديالى
نقل أثر التعلم
تعد ظاهرة نقل أثر التعلم إحدى الأسس الرئيسة في التعلم لذلك فقد كان مركز أبحاث ودراسات من قبل علماء النفس والمهتمين بالتعلم والتدريب، وقد بدأ البحث في تأثيرات هذه الظاهرة في العملية التعليمية منذ زمن مبكر ولا تزال الدراسات في هذا المجال قائمة ولحد يومنا هذا، ولغرض الإلمام بكل جوانب هذا الموضوع وبما يتناسب مع مستوى الحداثة والتجديد والاستخدامات العلمية والنفسية في المجال الرياضي، فقد كان المفهوم التقليدي لنقل التعلم يعني “العملية التي يستخدم فيها الفرد تعلم قد اكتسبه في ظروف جديدة تختلف عن الظروف السابقة.
وقد أكد كل من ( أسامة كامل, أمين أنور خولي 1983 ) “بأن النقل يحدث من طرف من أطراف الجسم إلى آخر ومن فعالية إلى أخرى ومن الحركات
وأشار (فاضل الازيرجاوي) “أنه إذا كان هناك تربية فلابد أن يكون هناك انتقال لأثر التربية” وهذا يعني انه في حالة التعرف أو استيعاب معلومات ما لموضوع معين قد يستفيد منها الفرد في مواقف جديدة قد تحدث له مستقبلاً سواء كان على مستوى التعلم أو مستوى التعامل الاجتماعي. وعرفهُ (Stage 1977 ) إذ قال “أن انتقال أثر التعلم هو عندما يؤثر تعلم ما على تعلم عمل أخر جديد” وعرفهُ نزار الطالب إذ أشارا إلى “انه كل ما أثرت قابليات جديدة في تغير قابليات الشخص أو معلوماته.
و استناداً إلى كل ما تقدم من المفاهيم وتعريفات لظاهرة انتقال أثر التعلم نستطيع أن نحدد
نقل أثر التعلم بأنه أية معلومة سواء كانت في مخزونة في الدماغ أو على شكل برنامج علمي أو خبرة سابقة أو معلومات نظرية يمكن أن تؤثر في الأداء الجديد سلباً أو إيجاباً.
كما يمكننا أيضا أن نلخص مفهوم نقل أثر التعلم بما يأتي:-
هناك أنواع من النقل يحدث بسبب التشابه والتماثل في العناصر للمهارة، وان هناك نقل يحدث نتيجة للخبرة السابقة.
أن النقل يمكن أن يكون إيجابيا أو سلبياً اعتماداً على نوعية الواجب إذ يمكن أن يحدد على انه المقدار الحاصل أو الفقدان في فعالية ما أو واجب حركي نتيجة للتدريب أو الخبرة في واجب حركي آخر.
إن النقل يتأثر بجملة من العوامل من أهمها :-
أ- الخبرة السابقة.
ب- الانتباه، وتركيز الانتباه و بعض من العمليات العقلية.
ج- المبادئ الأساسية ومعرفتها والتعلم الأساسي.
د- ردود الأفعال المشابهة.
إن المدرب أو المعلم ونتيجة لأهمية نقل آثر التعلم في العملية التعليمية عليه أن يلم بهذه الظاهرة إلماماً جيداً ويعرف كل تفصيلاتها كي يستفيد منها في تسريع العملية التعليمية أو تطوير قدرات وإمكانيات الطالب مستفيداً من الخبرات السابقة التي تعلمها في المجال الذي يعمل فيه.
أنواع انتقال أثر التعلم:-
– الانتقال الإيجابي:-
“إذ يؤدي التدريب أو التعلم على عمل معين في تسهيل أداء عمل لاحق” أي عندما تساهم المعلومات المخزونة على تسهيل وتسريع تعلم عمل آخر. فمثلاً ان تعلم التنس يساعد او يعيق في تعلم الريشة أو كرة الطاولة.
– الانتقال السلبي:-
“ويقصد بهذا النوع من الانتقال، أثر الخبرات السابقة في إعاقة تعلم المهارات الجديدة أو عدم إتقانها إذ يحدث أحياناً أن يعرقل التعلم السابق تعلم أفعال جديدة وبذلك يطلق على هكذا نوع من النقل بالنقل السلبي” .
– الانتقال الصفري:-
ويقصد به هو”عدم تأثير المهمة الأولى في المهمة الثانية أو تساوي أثر الانتقال السالب والموجب.”
أنواع نقل التعلم حسب اتجاهات جديدة وحسب اتجاه التعلم
أ-الانتقال الأفقي أو العرضي:-
“إن هذا النوع من النقل يحدث عندما يستخدم المتعلم مهارة سبق وان تعلمها في موقف جديد في مستوى الموقف السابق نفسه الذي تم فيه التعلم . إذ تقاس قوة وفعالية واتساع الانتقال الأفقي لأثر التعلم بعدد وتنوع المواقف الجديدة التي يستطيع المتعلم استخدام وتوظيف ما تعلم فيها بصورة صحيحة وهذا يعني انه كلما زادت فرص التدريب على تطبيق القدرات المتعلمة في مواقف متشابهة جديدة أدى ذلك إلى اتساع قاعدة التعلم أفقياً وعرضياً.
ب-الانتقال الرأسي أو العمودي :-
“وهو الانتقال الذي يحدث بين تعلم بسيط إلى تعلم آخر أكثر تعقيداً أي من المهام البسيطة إلى المعقدة.
ومثال على ذلك الاستفادة من تعلم الدحرجة في كرة القدم وهي مهارة بسيطة في مهارة التهديف والتي تكون الدحرجة جزء فيها وان مهارة التهديف هي أكثر تعقيداً. أما ( 1991Schmidt) فقد خرج قليلاً عن تلك التقسيمات لأنواع اثر التعلم التقليدي إذ انه جاء بمفاهيم جديدة وابتكر تقسيماً جديداً أبتعد فيه كثيراً عن مفهوم العناصر المتشابهة وتأثيراتها في عملية النقل . إذ توصل ومن خلال الكثير من الدراسات “بأنه أحياناً وبالرغم من وجود عناصر متشابهة بين مهارتين إلا انه لا يحدث نقل بينهما، وأحياناً أخرى يحدث نقل تعلم بين فعاليتين تتشابه فيها مستوى الإدراك الحسي فيها أو في العناصر التصورية أو الاستراتيجيات واستناد إلى ذلك قسم نقل التعلم إلى قسمين رئيسين هما:-
1 -النقل القريب.
2- النقل البعيد.
تصاميم نقل اثر التعلم
هنالك العديد من التصاميم الخاصة بنقل اثر التعلم وسوف يتم التطرق إلى أهم هذه التصاميم ومنها :-
1.
الضابطة |
– |
مهمة (ب) |
التجريبية |
مهمة (أ) |
مهمة (ب) |
المجموعة |
المهمة المنقولة |
المهمة الأصلية |
الضابطة |
– |
مهمة (ب) |
التجريبية |
مهمة (أ) |
مهمة (ب) |
المجموعة |
المهمة المنقولة |
المهمة الأصلية |
الضابطة |
– |
مهمة (ب) |
التجريبية |
مهمة (أ) |
مهمة (ب) |
المجموعة |
المهمة المنقولة |
المهمة الأصلية |
التصميم |
المجموعة المتطلبات الأساسية |
|
متطلبات النقل |
1 |
تجريبية-اختبار قبلي للمهارة (ب) |
تعلم المهارة (أ) |
تعلم مهارة (ب) |
ضابطة- اختبار قبلي للمهارة (ب) |
راحة |
تعلم مهارة (ب) |
|
تجريبية |
تعلم المهارة (أ) |
تعلم مهارة (أ) |
|
ضابطة |
تعلم المهارة (ب) |
تعلم مهارة (أ) |
|
تجريبية |
تعلم المهارة (أ) |
تعلم مهارة مشابهة لـ (ب) |
|
ضابطة |
تعلم المهارة (أ) |
تعلم مهارة مشابهة لـ (ب) |
|
تجريبية + ضابطة |
تعلم المهارة (أ) |
أعطاء فترات راحة مختلفة بين المجموعتين لتعليم مهارة (ب) |
أن التصميم الأول يختبر مجتمع البحث بالمهارة الثانية قبل توزيعهم على المجموعتين الضابطة والتجريبية وبهذا فان الباحث قد اعد تكافؤ بين المجموعتين بالاعتماد على اختبار أولي .
أما التصميم الثاني فيتطلب تعلم نصف أفراد العينة المهارة الأولى ثم المهارة الثانية في حين إن النصف الثاني يتعلمون العكس ، إن هذا التصميم يستخدم لدراسة النقل من احد الأجهزة الحسية إلى جهاز حسي آخر .
أما التصميم الثالث فيتطلب تدريب المجموعة الأولى على تعلم المهارة الأولى ثم المهارة الثانية في حين أن المجموعة الثانية تتعلم المهارة الأولى ثم مهارة شبيهة بالمهارة الثانية .
والتصميم الرابع يتطلب تعلم أفراد العينة كافة المهارة الأولى ثم المهارة الثانية ولكن الاختلاف في الفترة بين تعلم المهارة الأولى والمهارة الثانية . أن المجموعة الضابطة التي تتعلم المهارة الثانية تستخدم في بعض الأحيان لتحديد تأثير الزمن على عملية النقل .
1. تصميم (Schmidt):-
المجموعة |
المهمة المنقولة |
المهمة الأصلية |
التجريبية |
مهمة (أ) |
مهمة (ب) |
الضابطة |
– |
مهمة (ب) |
أن هذا التصميم يمثل مجموعتين ، المجموعة الأولى تتعلم المهارة (أ) ثم تتعلم المهارة (ب) الأصلية ،أما المجموعة الثانية فلا تتعلم شيئاً قبل تعلمها المهارة (ب) الأصلية ، وان اختبار النقل للمجموعتين سوف يكون في المهارة (ب) الأصلية التي تعلمتها المجموعتان وهناك ثلاث احتمالات نتيجة لهذا الاختبار :-
الاحتمال الأول :- هو نتيجة نقل ايجابية وهذا يعني أن المهارة (أ) قد عززت اكتساب التعلم في المهارة (ب) بنقل آثر تعلمها للمهارة (ب).
الاحتمال الثاني :- هو نتيجة نقل سلبية وهذا يعني أن المجموعة الثانية كانت أفضل في الاختبار من المجموعة الأولى وان تتداخلاً سلبياً قد حدث بين المهارتين مما سبب انخفاض مستوى التعلم للمجموعة الأولى (مجموعة النقل في المهارة (ب).
الاحتمال الثالث :- هو عدم حدوث النقل ويعكس ذلك عدم وجود فروق بين المجموعتين ويرجع السبب لعدم تأثير المهارتين الواحدة بالأخرى .
نظريات انتقال أثر التعلم
نظرية التدريب الشكلي
نظرية ثورنداك ( العناصر المشابهة )
نظرية التعميم
نظرية المبادئ العامة ( الجشتالت )
نظرية الاستجابة العلاقية
شروط انتقال أثر التعلم
لأهمية موضوعة انتقال اثر التعلم من جهة ولتعدد نظرياته واختلاف تفسيراتها في الكيفية التي يحدث فيها نقل التعلم فان من البديهي جداً أن يختلف العلماء والباحثون والمختصون في مجالات التعلم الحركي في تحديد شروط انتقال اثر التعلم ولكننا ومن خلال إطلاعنا على بعض من أراء هؤلاء الباحثين يمكن لنا أن نحدد أهم الشروط في مجال انتقال اثر التعلم وهي:-
1. صياغة أهداف التعلم صياغة واضحة وصحيحة , مما يساعد المتعلم على إدراك الموقف وفهمه ونقل ما تعلمه من مواقف سابقة إلى الموقف الجديد .
2. تنويع طرائق التعلم لان الانتقال لا يحدث أليا وإنما يحتاج إلى توجيه وتخطيط حتى تتم عملية الانتقال.
3. ان الوصول إلى مرحلة الإتقان في التعلم يؤدي إلى سهولة الانتقال إلى تعلم جديد , حيث يتمكن من استخدام القدرات المتقنة في الاستجابة لمواقف جديدة.
العوامل المؤثرة في نقل أثر التعلم
العوامل المتعلقة بموضوع التعلم:-
يتوقف انتقال اثر التعلم من موضوع إلى أخر على وجود عناصر متشابهة بين الموضوعين ,والتشابه قد يكون:-
_ التشابه في المكونات .
_ التشابه في الاستجابة .
_ التشابه في المثير .
وهناك عوامل أخرى أيضا متعلقة بطريقة التعلم وهي :-
_ الفترة الفاصلة بين التدريب السابق والتدريب الحالي , فكلما زاد الفارق الزمني قلت احتمالية عملية النقل .
_ فاعلية طريقة التعلم في تحفيز الفرد باتجاه تحقيق الأهداف.
_ درجة إتقان تعلم موضوع التدريب السابق , حيث كلما زاد الإتقان في التعلم السابق زادت إمكانية نقله إلى تعلم حديث.
_ تنويع الموضوعات المراد حدوث الانتقال إليها, فكلما زاد عدد الأعمال التي يتحول إليها الفرد عن عمله الأصلي قل اثر الانتقال الايجابي .
_ التدريب المقرون باستخدام أحسن طرائق التعلم
العوامل المؤثرة في انتقال اثر التعلم :-
أن هذه العوامل كما يظهر قد قسمت إلى:-
أ- الوقت (الفترة الزمنية بين موقف التدريب السابق المراد حدوث الانتقال منه، والتدريب على المهارة الجديدة ) إذ إن طول هذه الفترة قد يؤثر سلبيا أو إيجابيا يؤثر في عملية النقل، وهذا ينطبق على نظرية (شمت) وتقسيمه نقل التعلم إلى نقل قريب، أو بعيد ، إذ أشار إلى أن الأطفال في المدرسة الابتدائية ، يتعلمون ويتدربون على حركات ممكن أن تساعدهم في المستقبل وفي دراستهم المتقدمة (نقل بعيد )، أما في النقل القريب فنتدرب خلال أيام الأسبوع كي تنقل ما تعلمناه إلى يوم المباراة الذي يحدد في نهاية الأسبوع .
ب-اختيار الطريقة الفعالة والواقعية التي هي أكثر ملائمة في التدريب أو تعلم الموضوع المراد تعلمه …… والتي تسهل أيضا عملية انتقال الخبرة السابقة. ومن خلال الطريقة الملائمة والعمل على إتقان المهارة المطلوب تعلمها من خلال التكرار والتغذية الراجعة وصولا إلى أفضل حالة من الإتقان في الأداء للمهارة، فكلما زادت درجة الإتقان في التعلم السابقة كانت الانتقال إيجابيا. مع مراعاة درجة التنوع في الأساليب والموضوعات التي تخص الموضوع المراد تعلمه. ويمكن تصنيف هذه العوامل إلى ثلاثة أنواع :-
1. عوامل متعلقة بموضوع التعلم .
2. عوامل متعلقة بطريقة التعلم .
3. عوامل متعلقة بالمتعلم نفسه .
العوامل المتعلقة بالمتعلم :-
هناك بعض العوامل المتعلقة بنقل اثر التعلم والخاصة بالمتعلم ونستطيع ان نلخصها بمايلي:-
1. مستوى الذكاء , حيث إن هناك تناسباً طردياً بين مستوى الذكاء وقابلية انتقال اثر التعلم.
2. فهم المبادئ والقوانين والقدرة على التعميم .
3. درجة الدافعية للتعلم.
4.القابليات الفردية
أنماط النقل في التعلم الحركي
1- النقل من احد أطراف الجسم إلى الطرف الأخر: حيث إن التعلم يحدث في الجهاز العصبي المركزي ولكن المنفذ هو الطرف أو مجموعة العضلات ومتى ما تعلم الفرد مهارة معينة فانه يتمكن من تنفيذها بالطرف الأخر ، مثلا نتعلم عملية الإخماد بالقدم اليمنى ولكن نتمكن من إخماد الكرة بالقدم اليسرى أيضا وبدون تعلم مسبق .ونود الإشارة الى ان نتائج بعض الأبحاث التي أجريت في هذا المجال ان هناك انتقالا ايجابيًا من طرف إلى أخر إذا كانت الممارسة :
-1 في بادئ الأمر على الجانب المفضل.
-2 تؤكد على الفهم المعرفي للمهارة.
-3 تعطي خبرة مباشرة للجانب غير المفضل بعدما يتم تعلم المهارة بالجانب المفضل.
-4 نتبع مبدأ الزيادة او التأكيد لتعلم للمهارة.
2-نقل المهارات من لعبة إلى أخرى: و هناك العديد من الدراسات العلمية التي أشارت إلى وجود عملية نقل بين مهارة ومهارة اخرى، فقد أجرى بحثًا لدراسة كمية النقل بين الألعاب التالية: الريشة، والتنس، وكان من نتائج البحث ان تعلم التنس كان عام ً لا مساعدًا على تعلم الريشة الطائرة