المحاضرة السابعة
الحركة الكردية المسلحة 1925
لم تكن الحركة الكردية المسلحة في جنوب شرق الاناضول وليدة انية بل امتدت جذورها الى ابعد من الفترة الزمنية التي انطلقت فيها . حيث تظافرت عدة عوامل على انطلاقها في هذا الوقت ,، كان العامل القومي من ابرزها حيث ادى تنكر الكماليين للشعب الكردي عند انتصار حركتهم واتباعهم سيطرة عرقية قصيرة النظر بتطبيق سياسة التتريك واعلان اللغة التركية اللغة الوحيدة في البلاد في العالم 1924 وجعلها اجبارية في التخاطب في المرافق العامة كالمدارس والجيش والدوائر الرسمية الاخرى الى ايقاظ الشعو القومي لدى الاكراد.
كان تأثير العوامل الاقتصادي لا يقل اهمية عن العامل القومي في تدبير واستياء الاكراد فقد تضررت الطبقة الاقطاعية كثيرا من الاجراءات الحكومية الرامية الى فرض سيطرتها البرجوازية الكردية من جراء ارتباط المنطقة بالسوق التركي .
وأخذت العوامل السابقة بعدا دينيا واضحا , حيث كان العامل الديني وسيلة لكسب تأييد العامة من الاكراد من ذوي العاطفة الدينية الصادقة والقوية الذين لم يألفوا الاجراءات الكمالية مثل الغاء الخلافة وما يتعلق بها “فقد وضح لكل ذي عينين أن الجمعيات الكردية دبرت الدعوة تحت شعار الدين لتصل الى غايتها الوحيدة وهي انشاء كردستان مستقل في ولاياتنا الشرقية”
وهكذا فلا غرابة والحال هذه ان يقود هذه الحركة العارمة الشيخ سعيد النقشبندي زعيم طريقة الدراويش النقشبندية .
اندلعت الحركة في شباط 1925 في منطقة بيران مقر اقامه الشيخ سعيد النقشبندي فأحرجت موقف الحكومة كثيرا , لذا اتخذت إجراءات سريعة للقضاء عليها مثل دعوة مواليد جديدة , ونقل وحدات عسكرية كبيرة لمحاصرة المنطقة ودعوة كبار الضباط ممن يحفلون في المجلس الوطني للالتحاق بالجيش , لقيادة وحداتهم .
وفي 3 اذار 1925 اقصي فنحي (اوقيار ) عن رئاسة الوزراء , عين عصمت باشا بدلا منه .فاسرع هذا في اصدار قانون (( أقرار السكون)). وهم بمثابة اعلان الاحكام العرفية في اليوم التالي وجرى التأكيد على محاكم الاستقلال في المناطق الشرقية واستخدام سكة حديد بغداد_ برلين لنقل القوات العسكرية لمحاصرة الاجزاء الجنوبية الشرقية .
مكنت الاجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية السلطة من القضاء على الحركة الكردية حيث وقع الشيخ سعيد ومجموعة من اتباعه في الاسر ونفذ حكم الاعدام ب (46) منهم بين 27 ايار و 29 حزيران من سنه 1925 , وحكم بالإعدام أيضا على عدد كبير من المدنيين .
اندلعت الحركة الكردية في تنسيق اهدافها ورغم الاندفاع الكبير الذي تميزت بة ويعزي ذلك الى اسباب منها : التباين الكبير بين قوة الحكومة التركية وبين قوة الحركة من حيث عدد الجند وتدريبهم واسلحتهم . فضلا عن فشل قيادة الشيخ سعيد النقشبندي في استقطاب كل العناصر المعارضة لحكم مصطفى كمال , ذلك ان الطريقة النقشبندية لم تحظ بالقبول من جميع الناس كما ان الشعارات الدينية التي رفعها الشيخ سعيد وعدم اتخاذه استقلال كردستان هدفا رئيسيا , اضفى على الحركة طابعا رجعيا