جامعة ديالى / كلية التربية الأساسية محاضرات مادة : جغرافيا الاستيطان الريفي
قسم الجغرافية المرحلة : الثالثة
أستاذ المادة : م.م.مياده فرحان حميد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المجتمع الريفي ///
ازداد الاهتمام بالريف والجوانب المتعلقة به في الاوانة الاخيرة وخاص اواسط قرن العشرين والمحاولات مازالت الى يومنا هذا للتوصل الى تعريف ثابت تتفق عليه اكثر الاختصاصات العلمية . ومن هنا فقد اكد (فلبريك ) في تعريفة للجغرافية تحليل وتفسير انماط سكني وتعميره للارض 0 على ان الدراسات التي تناولت العمران لم يعد التركيز فيها على انماط المساكن ومواد البناء المستخدمة بل على موضوعات تتعلق بتوزيع وتصنيف المساكن والتنظيم المكاني للمساكن والمستوطنات 0
ويبدو هذا النمط من الدراسات لاقي اهتمام المدرسة الفرنسية حيث قام العديد من روادها بدراسة مفصلة للمستوطنات كما قام الجغرافيون الالمان بدور مماثل وعنيت بها المدرسة الانكليزية التي وسعت نطاق دراستها فشملت المستوطنات الريفية مثلما شملت مراكز الحضارة ولا ريب في أن أهتمام الجغرافية بالمسكن انما هو من القبيل العناية بظاهرة من صميم حياة الانسان ومن شأن الجغرافي في تعميق النظرة الموضوعية وتوسيع دائرة البحث الميداني ، وصولا الى تقويم عملية السكن ، وأنماط المستوطنات ومتابعة العوامل المؤثرة بها ويمثل الاسيتطان الريفي في دراسته لأنماط المستوطنات الريفية وتطورها وتوزيعها الى جانب أهتمامه بمسكن الريفي. فقد جاءت محاولات (هاند لين ) في دراسته لعدد من الصفات المستقلة التي وجدها تنطبق على كل المجتمعات الريفي في العالم ويمكن توضيح ذلك بالتالي :
- 1-مجتمع ريفي بسيط .
يتسم هذا النمط بالحياة البسيطة الى حد ما في عاداته وتقاليده واعرافه وثقافته اذ يرتبط الانسان بارضه ارتباط كبير (الطبيعة) ويستقر فيها ويعيش حياة التعب والكد والصراع مع الارض التي يعتزون بها كونها مورد رزقهم وعلى قدر قوة علاقتهم بها تقوى ثرواتهم واقتصادهم
- 2-مجتمع ريفي معقد “
يتسم هذا النمط بالحياة الصعبة المعقدة المركبة التي يحكمها احترام الذات والوقت والنظام ضمن روتين مملل ومتعب للعقل والبدن وتكون العلاقة فيها بناءا على المصلحة والمنفعة المتبادلة فضلا عن الاختلاف في المظهر الخارجي المعقد المليئة بالابنية والقطع الخرسانية الصماء ذات الالوان الغامقة والتي تحجب الشمس والهواء وتزيد من الاختناق والزحمة والضوضاء .
ويبدو ان العلامة العربي ابن خلدون قد تطرق لذلك في مقدمته الشهيرة مشيرا فيها الى اوجه الاختلاف بين المجتمع الريفي والمدني في بلد من البلاد العربية ووقف عند كثير من الاختلافات رغم عدد من التشابهات ، ونظرته هذه جذبت انظار واهتمام الباحثين في اوربا وابرزهم العالم الالماني (فرديناند توينز) الذي لاحظ الاختلاف بين المجتمعين واعطى لكل واحد منهما صفة حيث وصف المجتمع الريفي بانه مجتمع عائلي متحد متقارب في الدم والقرابة ثم وصف المجتمع الحضري على انه مجتمع ذو طابع رسمي عقائدي غير متماسك وغير مترابط فهم خليط متنوع وان اجتمعوا في بعض الصفات ، في حين ميزالعالم الفرنسي (اميل دوركهايم) الاختلاف بين المجتمعين ضمن مجموعة صفات وابرزها العلاقات الاجتماعية في المجتمع الريفي ووصفها على انها علاقات متماسكة متشابكة مترابطة تجمع الافراد فيما بينهم اساسها الدم والقرابه والدين بينما تكون العلاقات في المجتمع الحضري رسمية روتينية نفعية في التعامل والتقارب ، اما الابحاث الامريكية في مجال تحديد مفهوم المجتمع الريفي فقد اعتمدت صفة واحدة تقريبا وهو وضع تعريف للمجتمع الريفي على اساس احصائي يسهل على الباحثين والمهتمين والدارسين في شؤون الجغرافية والاحصاء والاقتصاد ان يحددوا البيانات الخاصة بالمناطق الريفية واعتبرو المجتمع الريفي هو الذي يكون عدد سكانه اقل من 2500 نسمه وكما يزيد عن هذا الثابت يكون تجمع سكاني غير ريفي ولو كان سكانه يزاولون الزراعة كنشاط زراعي ، اما في قارة افريقيا واسيا فكثير من بلدانها من يعتبر المجتمع الريفي هو الذي يعمل سكانه بالزراعة والانتاج الزراعي بغض النظر عن المساحة التي يشغلونها وعدد السكان الموجود وهذا المعيار يعرف (بالمعيار المهني ) .
نشأة المجتمع الريفي وتطوره.
ان المتتبع تاريخيا لوجود الانسان على الارض منذ قديم الزمان يجده كان يعيش منفردا رفبقا بالحيوانات في الغابات يقضي نهاره بالتعرف على مظاهر الارض المختلفة من حوله وهو في تجواله يبحث عن الطعام ليسد حاجته منه .لذلك عاش الانسان في جماعات صغيرة يتحرك مرتحلا دون انقطاع لا يعرف الاستقرار ليجد نفسه متثاقلا مع افراد جماعته الذين لا يملكون نفس قوته وتحمله في استمرارية الترحال ليستقر مضطرا بمكان واحد في ارض يراها ملائمة تتوفر فيها الحاجات التي يطلبها ويستخدمها في غذائه اليومي باحثا عن مأوى له وللافراد جماعته ولما كانت الاسرة (العائلة )هي الوحدة الاساسية في بناء القرية الاجتماعي وبأستمرار النمو توسعت الاسرة واصبحت مجموعة أسر متقاربة أي مرتبطة بصلة القرابة الفعلية مكونة العشيرة ومن العشيرة حالة اشمل وهي المجتمع القروي الريفي ضمن جماعات ريفية او مجتمعات ريفية كحقيقة واقعة ظهرت بحلتها الاخيرة بعد مرورها بمراحل متعددة يمكن ابرازها بالتالي :
- 1-مرحلة البحث عن القوت .
- 2-مرحلة الصيد والقنص .
- 3-مرحلة الوعي .
- 4-مرحلة الزراعة .