اهمية دراسة التاريخ :
تأتي اهمية دراسة علم التاريخ باعتباره علم نقد وتحقيق وان اقرب العلوم الطبيعية شبهاً به هو علم الجيولوجيا، فكل من الجيولوجي والمؤرخ يدرس اثار الماضي ومخلفاته، لكي يشخص ما يمكنه استخلاصه عن الماضي والحاضر على السواء ويزيد عمل المؤرخ عن عمل الجيولوجي من حيث اضطرار الاول الى ان يدرس ويعتبر العامل البشري الارادي الانفعالي حتى يقترب بقدر المستطاع من الحقائق التاريخية وعلى ذلك نجد التاريخ مزاجاً من العلم والادب والفن في وقت واحد .
واذا كان علم التاريخ ضرورياً للدراسة الخاصة والعامة والثقافة الشعوب بعامة فلا بد من بحثه ودرسه وكتابته، قيل ان يدرس في المدارس والمعاهد، ولا يدرس التاريخ عضواً ولا يكتب اعتباطاً وليس كل من يحاول الكتابة في التاريخ يصبح مؤرخاً، كما قد يتصور بعض الناس او كما يتخيل بعض الكتاب، وان منهج البحث التاريخي هو المراحل التي يسير خلالها الباحث حتى يبلغ الحقيقة التاريخية بقدر المستطاع ويقدمها الى المختصين بخاصة والقراء بعامة وتلخص هذه المراحل في تزويد الباحث نفسه بالثقافة اللازمة له، ثم اختيار موضوع البحث ، وجمع الاصول والمصادر، واثبات صحتها وتعيين شخصية المؤلف وتحديد زمان التدوين ومكانه وتحري نصوص الاصول وتحديد العلاقة بينها ونقدها نقداً باتطنياً ايجابياً وسلبياً واثبات الحقائق التاريخية وتنظيمها وتركيبها والاجتهاد فيها وتعليلها وانشاء الصيغة التاريخية، ثم عرضها عرضاً تاريخياً معقولاً، والخقيقة المطلقة في الماضي او الحاضر؟ وهل يمكن للانسان ان يعرف حقيقة ذاته تمام المعرفة؟ فالحقيقة التي يصل اليها المؤرخ هي حقيقة صحيحة نسبياً وكلما زادت نسبة الصدق فيها اقترب التاريخ من ان يصبح تاريخاً بالمعنى لصحيح في حدود امكانه وتتحدد قيمة واهمية التاريخ المكتوب بناء على بعض الاسس الجوهرية فاولاً: ينبغي ان يفحص نوع المادة التي استقى منها الباحث معلوماته، اهي نقوش او اثار قديمة معاصرة تثبت صحتها وصحة معلوماتها، اهي اصول ووثائق ومراسلات مستخرجة من دور الارشيف التاريخية وتثبت انها غير مزيفة وان معلوماتها صحيحة وانه لم يسبق نشرها او على الاقل لم يسبق استخدامها بدرجة بدرجة كافية؟ ام ان المادة التي اعتمد عليها الباحث هي مجرد مراجع ثانوية ليست ذات قيمة علمية، وثانياً: تتجرد قيمته التاريخ المكتوب بناء على قدرة الباحث على الدرس والبحث، وقدرته على نقد ما تحت يده من الاصول والمصادر والمراجع وطريقته في استخلاص الحقائق وتنظيمها وتفسيرها وعرضها، ويختلف الباحثون في النقد وفي استخلاص الحقائق وتنظيمه وتفسيرها وعرضها، وثالثاً : تتحدد قيمة التاريخ المكتوب بناء على بعد الباحث عن التحيز والاهواء ومطابقته للواقع بقدر المستطاع واحياناً يتاثر الباحث بروح عصر معين، مثل عصر الحروب الصليبية او عصر الانقلاب الصناعي او نمو الديمقراطية او ظهور الاشتراكية فيكتب وهو يحاول اخضاع الموضوع المعين لرايه وفكره والكتابة التي يطعن فيها كاتب مسيحي على المسلمين في زمن الحروب الصليبية او العكس، لا تعد في اطلاقها صحيحة، فالكتابة التي يتعمد فيها الكاتب ان يتخذ اتجاهاً معيناً وقد تعد تاريخاً لنوع من التفكير او النزاعات الانسانية الجديدة بالدراسة، وتتحدد اهمية التاريخ المكتوب بناء على ثقافة الباحث، والمامه بطريقة البحث التاريخي وبناءً على استعداده الشخص ومكانه وكثير من كتب التاريخ تعد من افسح ثمرات العقول لنصح عقلية المؤرخ وثقافته الواسعة، وخبرته الوطيدة وتبصره ونجاحه في اعطاء وحدة واضحة وجامعة.
المصادر :
- حسن عثمان، منهج البحث التاريخي، دار المعارف ، ط13، القاهرة ، 1993 .
- شوقي الحمل، علم التاريخ نشأت وتطوره ووضعه بين العلوم الاخرى ومناهج البحث فيه، الطبعة الاولى، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1982.
- محمد مصطفى صفوت، التاريخ اهميته وطرق تدريسه، مجلة العلوم ، القاهرة، 1942.
- حسن عثمان، كيف يكتب التاريخ، مجلة الرسالة، القاهرة، 1941.
شروط وصفات المؤرخ :
من الصفات الواجب توفرها في المؤرخ، كما في غيره من الدراسين ان يكون مهيأً للدرس جلداً صبوراً، فلا تمنعه وعورة البحث ولا المصاعب والعقبات عن مواصلة العمل، ولا توقفه ندرة المصادر، ولا يصرفه عن عمله غموض الوقائع والحقائق التاريخية واختلاطها او اضطرابها وينبغي عليه ان يقضي الشهور والسنوات وهو يعمل ويرتحل من بلد لاخر، وفي وطنه وفي كل مكان يمكن ان يعثر به على ما يفيده وينبغي عليه الا يتسرع او يغضب تعجيلاً لنيل منفعه، لان هذا سيكون على حساب العلم والحقيقة التاريخية، وينبغي على المؤرخ ان يكون امينا شجاعاً مخلصاً، فلا يكذب ولا ينتحل ولا ينافق، اصحاب الجاه والسلطان، ولا يخفي الوقائع والحقائق التي قد لا يعرفها غيره في بعض الاحيان، والتي قد لا ترضيه او ترضى قومه، اذا انه لا رقيب عليه غير ضميره ومن يخج على ذلك لا يمكن ان يعد مؤرخاً ولا ريب ان يكشف عن عيوب الماضيواخطائه تفيد الى حد كبير في السعي الى تجنب عوامل الخطأ في الحاضر، وعدم الكشف عنها يعد تضليلاً وبعيدأ عن التبصر والمصلحة الوطنية، وقد يكون اخفاء الحقيقة التاريخية عملاً ةطنياً في بعض الظروف، كما تفعل كل الامم، ولكن لابد من ظهور الحقيقة بعد زوال الضرورة التي دعت الى اخفائها، حتى يمكن استخلاص اكبر قسط من الحقيقة التاريخية، ولا يمكن ان يكتب التاريخ بغير التوصل الى الوقائع الصحيحة.
ويلزم للمؤرخ ان تتوافر له ملكه النقد، فلا يجوز له ان يقبل كل كلام او يصدق كل وثيقة او مصدر جانباً بغير الدرس والفحص والاستقراء، فيأخذ الصدق، او اقرب ما يكون اليه ويطرح جانباً ما ليس كذلك واذا اعوزت المؤرخ ملكة النقد سقطت عنه صفته، واصبح مجرد شخص يعكس كل ما يبلغه على انه حقيقة واقعة وليس بهذا يدرس او يكتب التاريخ.
وينبغي على المؤرخ ان يكون بعيداً عن حب الشهرة والظهور والا يحفل بالكسب والالقاب والجاه والمناصب، وان يكرس نفسه لعمله العلمي في صمت وسكون، من دون ان يوزع جهده هنا وهناك، ودون ان يقوم باعمال اخرى، نافعة بغير شك، ولكن ان يقوم بادائها اخرون على خير وجه اذ ان الحقيقة العلمية التي قد يكشف عنها تعدل كل الوان الكسب وحصنوف المناصب او تزيد عنها، وهؤلاء العاكفون المتفرغون للدرس والبحث في كافة العلوم والفنون ومنهم المؤرخون، هم الذين يقوم على اكنافهم على نمو اساس تقدم الانسانية وازدهار الحضارة، ومن الضروري ان يكون المؤرخكغيره من رجال العلم- ذاعقل واعٍ مرتسب منظم، لكي يستطيع ان يميز بجلاء بين الحوادث، وينسق انواع تقدم الانسانية وازدهار الحضارة.
ومن الضروري ان يكون المؤرخ كغيره من رجال العلم اذ عقل واعٍ مرتب منظن، لكي يستطيع ان يميز بجلاء بين الحوادث وينسق انواع الحقائق، ويفيد بها في الموضع المناسب ولكي يكون قادراً على تحديد العلاقة بين حوادث التاريخ في الزمن والمكان، ويربط بينهما على اتساق وتوافق وبغير ذلك تختلط الحوادث امام المؤرخ وتضطرب تفصيلاتها ويعجز عن الربط بينها ويفقد صفته كمؤرخ.
ومن الصفات الاساسية للمؤرخ عدم التحيز فعليه ان يحرر نفسه بقدر المستطاع من الميل او الاعجاب او الكراهية خاص او لناحية تاريخية معينة وهو بمثابة القاض الذي لا يكون حكمه اقرب الى العدل الا بقدر المستوى الذي يصل اليه من البعد عن التحيز والهوى، وكيف ننتظر ممن بلغ اعجابه او كراهيته لعصر ما حد التحيز، ان يكتب تاريخياً علمياً؟ الن تكون كتابته ملونة بالتحيز يجعلها تميل الى جانب او اخر، مما يبعد بها عن بلوغ الحقيقة التاريخية، وينبغي على المؤرخ ان يكون صاحب احساس وذوق وعاطفة وتسامح وخيال بالقدر الذي يتيح له انه يدرك اراء الغير وتاريخ الاخرين، وبذلك يمكنه ان يتلمس اخبار الاسكندر، وقيصر وعمر بن الخطاب، وصلاح الدين الايوبي، وابن رشد، وميكلا نجلو، وباخ ولويس الرابع عشر، ونابليون، ونلسون، ومحمد علي، واحمد عرابي وغيرهم ويمس ما جاش بصدورهم من شتى العواطف، ويفهم بقدر المستطاع الروافع التي حركتهم لاتخاذ سلوك معين في الزمن الماضي، ويشارك رجال الامس مواقفهم في ساعات التاريخ الفاصلة، في فترات الانقلاب وفي عهود المقاومة وفي ظروف النجاح والفشل، وان اثار الانسان لتتحدث الى قلب المؤرخ المجيد فيجيد في ثناياها صدى البشر وصدى نفسه وتتجلى فيه روح العلم والفن، ويبحث التاريخ حياً، ويجسد في التاريخ ويعيش للتاريخ.
لذلك نستطيع ان تجمل وتبين مما سبق ان الصفات الواجب توفرها في المؤرخ هي:
- التحلي بالجد والصبر.
- الدقة والامانة.
- الحياد ملازمة للمؤرخ في نقل المعلومة.
- عدم تكوين رأي مسبق (ارادة المعرفة) اي الرغبة الحقيقة في الوصول للمعرفة.
- ملكه الربط بين الاحداث المتناثرة.
- الاستعداد لتقبل اراء الغير.
- الحاسة الزمنية والتأمل الهادئ.
- الموضوعية ( لا تتنافى مع قوة الشخصية والاتزان العلمي).
- القدرة على التعبير باسلوب علمي.
- التواضع.
المصادر :
1. حسنعثمان،منهجالبحثالتاريخي،دارالمعارف،ط13،القاهرة، 1993 .
2. شوقيالحمل،علمالتاريخنشأتوتطورهووضعهبينالعلومالاخرىومناهجالبحثفيه،الطبعةالاولى،مكتبةالانجلوالمصرية،القاهرة، 1982.
3. محمدمصطفىصفوت،التاريخاهميتهوطرقتدريسه،مجلةالعلوم،القاهرة، 1942.
4. حسنعثمان،كيفيكتبالتاريخ،مجلةالرسالة،القاهرة، 1941.
لاختبار قوة احتمالة – اذ كانت الدولة هي المسيطرة على التعليم بجميع مراحلة المختلفة – وبعد التثبيت من صلاحيتة للحياة يعاد الى امة لتقوم بارضاعة وتربيتة حتى السابعة ولكن الام كانت تسير على نظام نصحت بة الدولة في تربية الطفل وتنشئتة وهو عدم التقيد نموة وحركاتة وانتقسو علية في معاملتة وان لاتستجيب لمطالبة وكذلك تمنعة من البكاء وتتركة في الظلام حتى يتعود على الصبر وتحمل المشاق وكذلك تحمل الجوع والالم وعند بلوغة السابعة يرسل الى المعسكر العام لتلقي التدريب العسكري.
اما هدف التربية الاسبرطية فكان يتمثل في (( اعداد المواطن الاسبرطي المزود بقدر كاف من الكمال الجسماني والشجاعة المتحلي بعادات الطاعة العمياء للقانون حتى يكون الجندي المثالي الذي لايهزم))
6- التربية في القرون الوسطى :
تميزت هذة الفترة بظهور الدين المسيحي الذي احدث تغيرا واضحا في الحياة الاجتماعية وقد اتبع هذا التغير تغير في النظرة الى التربية واهدافها حيث تميزت التربية المسيحية فيالبدء بنظام رهباني صارم يشتمل على قدر من العلم والعمل اليدوي وكانت تتبع كل دير تقريبا مدرسة تقبل الاطفال في سن العاشرة وتستمر الدراسة فيها لثمان سنوات يتعلم التلاميذ فيها القراة والكتابة وبعض مبادى النحو والفلك والمنطق والبلاغة والحساب والهندسة والموسيقى.
وما لبثت التربية المسيحية ان واجهت خظوتين تطويرتين الاولى هي حركة احياء العلوم الاولى قام بها شارلمان وملوك جاوا من بعدة واعبرت هذة الحركة ان التلعيم هي الوسيلة الوحيدة لتوحيد الشعب وتحسين احوالة ومن اجل ذلك عقدت صلة قوية بين المعرفة الدينية الروحية والتعليم الحر اما الخطوة التطورية الثانية فهي الحركة الاكلامية المدرسية التي اعلت من شان المنطق الارسطي واعترفت بامكانية التوفيق بين الدين والعلم وان جرى خلاف في تقديم احدهما على الاخر اما اهم اهداف التربية المسيحية في القرون الوسطى فيمكن اجمالها فيما ياتي :
- 1-اعداد الفرد المسيحي لمعرفة الرب.
- 2-تدعيم المثل الانسانية .
- 3-تطهير الروح وتهذيب الاخلاق .
- 4-اصلاح المجتمع من فساد الثقافة اليونانية والرومانية.
- 5-تحقيق النموذج الانساني المثالي في الفرد المسيحي.
ثالثا: التربية
- أ-التربيةقبل الاسلام :
امتازت التربية في ذة المرحلة ببساطتها وكان هدفها الاساس والمنشود هو ( اعداد جيل قادر وموهل للحصول على ضروريات الحياة والحفاظ عليها ) ويحكم البيئة الصحراوية لشبة الجزيرة العربية ساد ذلك النوع من التربية القائم على التقليد والمحاكاة والتدرب على القيام باعمال الكبار بغية تمكين الفرد من كسب العيش والمحافظة على حياتة بالدفاع عن نفسة وعائلتة وقبيلتة ضد اعدائة من بني جنسة وضد الوحوش الضارية .
احتلت الاسرة البدوية دورا كبيرا في عملية التربية واعتبرت من اهم وسائل في ذلك العصر اضافة الى دور العشيرة الواضح في هذة المهمة والتي يمكن اعتبارها صور مكبرة للاسرة وتقوم العشيرة والاسرة بتدريب اطفالها منذ نعومة اضفارهم على بعض الفنون والصناعات الضرورية لهم كرمي الرماح والسهام واعداد ادوات الحرب ولم يكن لدى عرب البادية معاهد اومحلات مخصصة للتعليم بل كانت المحلات العامة والمجالس والاسواق والبيوت هي الاماكن التي يحصل بها الناس على بعض العلوم المعارف كالتنجيم والفلك والطب.
اما التربية عند الحضر فقد امتازت بكونها منظمة تنظيما يتفق والمستوى العمري للطلبة حيث يدرس الاطفال في المرحلة الاولى بعض المواد الدراسية المحددة كالهجاء والمطالعة والحساب وقواعد الغة وهي اشبة بمرحلة التعليم الابتدائي وفي المرحلة الثانية التي تشبة التعليم العالي حاليا كان الطلبة يدرسون علوما تتناسب ومستوى قدراتهم العقلية وقابليتهم واستعدادتهم كالهندسة العملية وعلم الفلك والطب وفن العمارة .
اما الطريقة التدريس فقد اتخذت طابع التدريس الفردي حيث كان المعلم يخصص جزا من وقتة لكل تلميذ.
- ب-التربية الاسلامية :
بعد ان كانت التربية قبل الاسلام مقتصرة على النوع من التعليم المحدود نوعا ما جاء الاسلام بتربية جديدة فحرص على التعليم وحث المومنين على طلب التعليم وحث المومنين على طلب العلم فقال تعالى ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ) قال تعالى ( وقل ربي زدني علما ) وقال رسوا اللة صلى اللة علية وسلم ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) وكان التربية الاسلامية خلفية جسدية تهتم باخلاق الفرد وتنمية قواة الجسدية وخلق المحارب وبث روح الفضيلة وغرس الصفات النبيلة عندة كالاخلاص والوفاء وكرم الضيافة .
ان جوهر التربية الاسلامية نابع من الفلسفة الدينية الاسلامية وهي ان الاسلام ليس مجرد شريعة ودين وانما هو فلسفة كاملة وطريقة حياة شاملة تدعو العقول للعمل والتفكير اما بالنسبة للمدارس في العصر الاسلامي فانها لم تكن موجودة بالمفهوم الحديث فقد كان التعليم يتم في المساجد والكتاتيب وحوانيت الوراقين .
ان اهتمام التربية الاسلامية المتوازن بالدنيا والاخرة انعكس على اهتمامها بتربية الانسان حيث اهتمت بجوانب الشخصية المختلفة اهتماما متوازنا فجمعت بين تهذيب النفس وتصفية الروح وتثقيف العقل وتقوية الجسم ومن ثم اهتمت بتدريس جميع انواع العلوم وهدفها في ذلك تعميق الايمان باللة تعالى في نفوس المسلمين من خلال فهمهم لقوانين الكون ونظامة المحكم الذي يدل على عظمة الخالق عزوجل وقدرتة وهكذا كان للتربية الاسلامية مكانة واضحة وملحوظة في هذا الاطار الحضاري وكان لها اصولها التي جات من العصور الجاهلية القديمة وتبلورت بالاسلام الذي رفعها الى التقدم والانتشار .
اهداف التربية الاسلامية :
نتطرق هنا الى ذكر مجموعة من الاهداف التي تعتبر من ابرز سمات التربية الاسلامية وهي كالاتي :
- 1-اهداف دينية :تتمثل في اعداد الانسان المومن باللة العابد لة العامل باوامرة ونواهية .
- 2-اهداف روحية : تتمثل في تدعيم القيم الروحية في الانسان والمجتمع .
- 3-اهداف اخلاقية : تتمثل في اعداد الانسان على خلق عظيم وتدعيم القيم الاخلاقية.
- 4-اهداف معرفية : تتمثل في تنمية وترقية القوى العقلية مثل التفكير والتذكر.
- 5-اهداف اجتماعية : تتمثل في بناء المجتمع المسلم على اسس التعون والتكافل الاجتماعي وتدعيم القيم الاجتماعية .
- 6-اهداف جهادية : تتمثل في الدفاع عن العقيدة الاسلامية واعداد الانسان جسميا وعسكريا.
- 7-اهداف جسمية : تتمثل بالنظافة والطهارة الجسدية.
اطوار التربية الاسلامية :
لقد مرت التربية الاسلامية باربعة اطوار هي كالاتي :
الطور الاول : يتمثل في نمو الاسلام في عهد الرسول الاكرم محمد صلى اللة علية والة وسلم .
الطور الثاني : يتمثل في عصر الفتوحات الاسلامية.
الطور الثالث : يتمثل في تكوين الحضارة العربية وامتزاج الثقافات مع امتداد الدولة الاسلامية في العهد العباسي حتى ظهور السلاجقة في القرن الحادي العشر الميلادي.
الطور الرابع : بدا مع الاتراك السلاجقة وحتى سقوط بغداد على يد المغول في القرن الثالث عشر الميلادي.
وسائط التربية الاسلامية :
تعددت وسائط التربية واماكن التعليم في الاسلام ويمكن اعتبار الاسرة من اهم هذة الوسائط كما لعب المسجد في التاريخ الاسلامي دورا هاما في التربية والتعليم حيث انطلقت منة حلقات العلم سواء كانت لتعليم القراة والكتابة او المخصصة للعلم الشرعي بالاضافة الى الكتاتيب وحوانيت الوراقين حتى ظهور المدارس وعلى العموم يمكن اجمال اهم الموسسات والمعاهد التربوية في التربية الاسلامية بما ياتي:
- أ-المسجد : لشرح تعاليم الدين او التعلم القراة الكتابة.
- ب-الكتاتيب : ظهرت قبل الاسلام واستمرت معه لتعلم القراة الكتابة.
- ت-حوانيت الوراقين : ظهرت عند العباسين لغرض تجاري ثم اصبحت ملتقى للعلماء والطلاب .
- ث-منازل العلماء : مثل دار الارقم .
- ج-البادية : التي تعتبر مواطن اللغة .
- ح-القصور : لتعليم ابناء الملوك والوزراء.
- خ-الصالون الادبي : ظهرت في العصر الاموي واستمرت في العباسي للنقاش والحوار في مختلف العلوم والفنون والاداب.
- د-المكتبات : التي كان من اهدافها تلقي العلم .
- ذ-المدارس : مثل المدرسة البيهقية والمدرسة النظامية.
نجد مما تقدم ان اهم الخصائص التربية الاسلامية هي انها تربية ( شاملة ، متنوعة ، سلوكية ، مستمرة ، واقعية ، نفعية ، عالمية ، ضميرية ،……)
وهنا نجد من الجدير ( كل الجدارة ) ان نشير بالذكر الى ان التربية الاسلامية الحقيقية التي ارسى جميع اسسها وتطبيقاتها الرسول الاعظم محمد صلى اللة علية والة وسلم الذي ادبة ربة فاحسن تاديبة وقال فية ( وانك لعلى خلق عظيم ) ومن بعد اهل بيتة الطيبين الطاهرين المعصومين الذين قال اللة فيهم ( انما يريد اللة ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا ) وكذلك صحبهم المنتجبين الذين الذين نهلوا من علومهم واخلاقهم تمثل اسمى اهداف وغايات التربية الانسانية الربانية الجامعة لكل مايصب في خدمة ومصلحة الانسان ورقية منذ خلق اللة الخليقة وحتى انتهائها الية.