جامعة ديالى
كلية التربية الأساسية
قسم التاريخ
محاضرات
في تاريخ الدولة العربية الإسلامية في العصر الأموي
المرحلة الثانية
الفصـل الدراسي الثانـي
م . م
وئام عاصم أسماعيل
مدرس المادة
المحاضرة الثانية : القضاء
كان القضاء في العصر الأموي بسيطا كما كان الحال علية خلال عصر الخلفاء الراشدين وذلك لان المذاهب الأربعة لم تكن قد ظهرت بعد ، وكان الخلفاء الأمويين هم الذين يعينون قضاة بلاد الشام اما في الامصار فان الامراء هم الذين يعينون القضاة ويعزلونهم .
كان مرجع القاضي في احكامه ، القرأن الكريم والسنة النبوية والقياس والأجتهاد وأخذ رأي الفقهاء اي ما اجمع المسلمون علية ، اما تنفيذ الاحكام فقد كان من واجبات الشرطة .
وقد انقسم القضاء في العصر الأموي الى قسمين هما قضاء شرعي وقضاء مدني فكان القضاء الشرعي يستمد احكامه من مصادر الشريعة الأسلامية اما القضاء المدني فيتولاه المحتسب ، وكثيرا ما جمع القضاة الشرعيين بين السلطتين المدنية والشرعية اما القضايا التي يستعصي حلها على القاضي الشرعي فكان يفصل فيها قاضي المظالم الذي تفوق سلطتة القضائية سلطة القاضي المحتسب . وقد اقر خلفاء بني امية ديوانا خاصا للنظر في المظالم ويرجع الفضل في انشائه الى عبد الملك بن مروان فكان اذا وقف على مشكلة احتاج فيها الى حكم منفذ ردها الى قاضية ابي ادريس الازدي فينفذ فيها حكمة .
اما مجلس القضاء فقد كان في العصر الاموي يعقد في المسجد الجامع في اغلب الاحيان وقد ورد ما يشير الى ان القاضي كان يقضي بين الخصوم في السوق والبيت او الطريق وكان القاضي في مجلس حكمة محترما مهيبا لا تاخذة في الحق لومة لائم وكانت لة مكانة اجتماعية كبيرة ، وكان يوصي عمالة بحسن معاملة الناس ونشر العدل وحسن السيرة كما اهتم عمر بن عبد العزيز اهتماما كبيرا برد المظالم الى اصحابها فبدأ بنفسه ثم بأهلة وأقاربه فقلص مصاريف الخلافة وجلس على الحصير و وزع مزارعة ورد بعضها على ما كانت علية في عهد الرسول محمد ( صلى الله علية وسلم ) وصادر اموال وحلي زوجتة فاطمة بنت عبد الملك وردها الى بيت المال ورد مظالم بني امية على اهلها ونظر بالمظالم الشخصية والعامة التي تخص اهالي بلد بأكملها كالخراج المفروض على اهل اليمن من واليها محمد بن يوسف الثقفي وقد امر عمر بان ياخذ عليها العشر او نصف العشر .
وكان عمل القاضي هو الفصل بين الناس في الخصومات حسما للتداعي وقطعا للتنازع والنظر في المسائل الشرعية كالزواج والطلاق و المواريث و شؤون اليتامى والارامل والمعاملات في الاسواق وهذا يتطلب منة ان يكون عالما بكتاب الله وسنة الرسول (( صلى الله علية وسلم )) .
جامعة ديالى
كلية التربية الأساسية
قسم التاريخ
محاضرات
في تاريخ الدولة العربية الإسلامية في العصر الأموي
المرحلة الثانية
الفصـل الدراسي الثانـي
م . م
وئام عاصم أسماعيل
مدرس المادة
المحاضرة الثالثة : السكـه
لم تعرف عملة عربية خالصة الا في عصر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان الذي رأى ان ضرب العملات العربية الاسلامية ضرورة لازمة اقتضتها الظروف لتدعيم البناء الاقتصادي والسياسي والقومي للدولة العربية الإسلامية فقد شهدت خلافة عبد الملك ظاهرة جديدة هي صبغ الدولة بصبغة قومية عربية في جميع الشؤون الإدارية والمالية والية يرجع الفضل في تعريب الدواوين والسكة وكان ذلك ضرورة من ضرورات الحكم في مرحلة الاستقرار التي اعقبت مرحلة الفتوحات .
لقد كان عبد الملك يحرص على توحيد النظام النقدي العربي الاسلامي في جميع اقاليم الدولة العربية الاسلامية بعد ان تعددت العملات الخاصة التي اصدرها عبد الله بن الزبير في الحجاز واخوة مصعب في العراق .
كما ان العملات بما تحمله من نقوش تتضمن اسم الخليفة او الامير او الحاكم والمركز التي سكت فية تعبر عن سيادة الدولة العربية وتحررها من اي نفوذ اجنبي فكان تداول عملات بيزنطية وفارسية في عصر بلغت فية الدولة العربية ذروة تألقها السياسي يتعارض تماما مع سياسه عربية في كافه وجوه الحياة الاقتصادية والسياسية .
ان عملية تعريب السكة التي اقدم على تنفيذها الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان كان ردا على ما كانت تحملة نقود بيزنطة ( الدنانير البيزنطية ) من شعارات تتصل بالعقيدة النصرانية اضافة الى ما كانت تحملة من صور للامبراطور هرقل وولدية قسطنطين وهرقليوناس وهذا يعني تحدي للشعور المسلمين ، وقد مر الاصلاح النقدي الذي قام به عبد المك بمرحلتين قبل ان تاخذ العملات العربية صورتها الاسلامية الخالصة ، ففي المرحلة الاولى ضربت الدنانير الذهبية على غرار الفلوس البيزنطية فحذف اعلى الصليب من وجه العملة فظهر على شكل حرف T واحيط هذا الصليب بعبارات التوحيد المنقوشة بالخط الكوفي .
اما في الوجة الاخر فقد ابقى على صورة هرقل و ولدية ثم ابقى العمود القائم على المدرج الذي يحمل الصليب في العملات القديمة فاصبح وجه الدينار يحمل صورة عبد الملك واصبح ظهرة منقوش بكتابه تدور على حافة الدينار نصها (( بسم الله ضرب هذا الدينار سنة ستة وسبعين )) ، كما اثار صدور هذا الدينار رد فعل عنيف لدى البيزنطيين الذين اعتبروا ذلك ثورة على النظام النقدي البيزنطي العالمي .
كان دينار المرحلة الثانية تمهيد لصدور الدينار الاسلامي الخالص عام 77 هـ وكان يتوسط الوجه العبارة الأتية (( محمد رسول الله ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله )) اما الظهر فقد كان يتوسطه (( الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد )) وكان يدور بالحافة (( بسم الله ضرب هذا الدينار عام سبع وسبعين )) .
ومن اسماء العملات التي صدرت في العصر الاموي هي الدنانير الدمشقية التي سكها عبد المك بن مروان والدينار الابيض اي النقي الذي سكة الحجاج بن يوسف الثقفي ، وتعد العملات التي سكها عمال بنو امية في العراق من اجود العملات حتى عرفت بأسمائهم مثل الهبيرية والخالدية واليوسفية .
جامعة ديالى
كلية التربية الأساسية
قسم التاريخ
محاضرات
في تاريخ الدولة العربية الإسلامية في العصر الأموي
المرحلة الثانية
الفصـل الدراسي الثانـي
م . م
وئام عاصم أسماعيل
مدرس المادة
المحاضرة الرابعة : الطراز
عرفت مصانع النسيج بدور الطراز وهي لفظة فارسية معناها التطريز وعمل المدبج او الشريط الكتابي الذي ينسج في لحمة الثوب وسداه ، ثم تطورت هذة اللفظة حتى اصبحت تعنى المصنع الحكومي الذي تصنع فيه الثياب .
ولم يدخل الامويون اي تغير جوهري على صناعة النسيج السابقة واكتفوا بإضافة الكتابة العربية التي تشير الى اسمائهم مع كلمات اخرى تجري مجرى الفال او السجلات ، وكانت الدور المعدة لنسيج الاثواب الخلافية تسمى دور الطراز الخاصة تميزا عن دور الطراز العامة التي تتولى صناعة ثياب الرعية وكان يتولى النظر على هذه الدور موظف يسمى(( صاحب الطراز )) ويتولى الاشراف على امور الصباغ و الانوال الحاكة الذين يعدون الحلل والبرود وتامين ارزاق العمال وغيرها ، والمعروف ان صناعة النسيج كانت قد ازدهرت في مصر قبل الاسلام وكان الاقباط هم من برعوا في هذه الصناعة حتى اطلق العرب على المنسوجات المصرية اسم (( قباطي )) وقد عملوا على الافادة منها في كسوة الكعبة ومنح الخلع كما ادى ذلك الى نهوضهم بهذه الصناعة ودفعها الى الامام وقد وجدت صناعة النسيج اهتماما وتشجيعا من لدن خلفاء بني امية ففي عصر سليمان بن عبد الملك شاع نوع من انواع الترف والتأنق في الزي حيث فرض على رجاله واهل بيته وخدمة ارتداء الموشى لشدة ولوعة بهذا النوع من النسيج الذي تدخل فيه خيوط الذهب ويعرف ايضا المقصب وفي عهدة عمل الموشي الجيد بالمن والكوفة والاسكندرية ولبس الناس جميعا الوشي جبايا وارديه وسراويل وعمائم وقلانس .