جغرافية النقل :
(بين المنهجية و التطبيق)
المرحلة الثالثة
الاستاذ علي طلب
للفصل الدراسي الثاني
- 1-تطور مفهوم جغرافية النقل:
تعد الكشوف الجغرافية وشيوع الفلسفة العلمية وظهور نظرية التطور و النشوء لدارون الدوافع الثلاثة الرئيسية المسئولة عن ميلاد : الجغرافية الحديثة ، وعموماً يمكن القول أن الجغرافية الحديثة قد ظهرت بمنتصف القرن التاسع عشر و بدايات القرن العشرين . حيث شهدت هذه الفترة رواد
علم الجغرافية الحديثة أمثال كارل ريتر (1769-1858م) و فون الكسندر همبولدت (1779-1859م) وغيرهما ، فقبلهما لم تكن الجغرافية قد تحددت مفاهيمها ، ويبدو أن الجغرافيين من كتَاب القرنين السابع و الثامن عشر قد ركزوا على المظاهر العلمية للجغرافية دون ايجاد مرتكزات نظرية وأسس فلسفية صالحة لعمليات تنظيرية تقود إلى علم جغرافي له شخصيته المستقلة.
وتباين الجغرافيون في تعريف موضوع دراستهم ، وظهرت مذاهب فكرية جغرافية متباينة كالمدرسة الحتمية و المدرسة الامكانية . وعلى الرغم من كثرة المفاهيم إلا أن بينهما قواسم مشتركة . فجميعها يؤكد على أن سطح الأرض ميدان الدراسات الجغرافية . وتشكل الظواهر التي تشغل هذا السطح موضوعاتها . أما الاختلاف بينها فيظهر بدرجة التركيز على هذه الظاهرة أو تلك . كذلك من حيث توجيه البحث و مساراته . فأتباع مدرسة المنظر الأرضي (اللاند سكيب) يركزون على الظاهرة الطبيعية أما أتباع المدرسة الإقليمية فكانوا يركزون على تفرد الإقليم وفق معيار معين . ويرون أن الإقليم وحدة مساحية متجانسة في الظاهرات . وتتباين الأقاليم مكانياً طالما أن التفرد صفة من صفات الأقاليم . وبذلك يلتقي المفهوم الإقليمي مع مفهوم التباين المكاني الذي يتزعمه الجغرافي الأمريكي ريتشارد هارتشهورن .
والشخصية الإقليمية هي أكبر من مجرد المحصلة الرياضية لخصائص و توزيعات الأقاليم . أي شي أكبر من جسم الأقليم وحسب . وكما يقول حمدان : ((إن الشخصية الإقليمية لا يمكن التوصل إليها إلا بالنفاذ إلى روح المكان لنستشف عبقريته الذاتية التي تحدد شخصيته الكامنة وهذه هي فكرة الهيكل المركب عند الجغرافيين الأمريكيين أو ما يعرف كأصطلاح علم “عبقرية المكان”)) .
وبعبارة أخرى فإن الشخصية الإقليمية تبدأ حين تنتهي دراسة الجغرافية الإقليمية التقليدية بالمعنى الشائع . ثم تتجاوزها لتمثل التنوع القمي والعلوي لها فهي أعلى مراحل الجغرافية والفكر الجغرافي . فالشخصية الإقليمية هي أكبر من مجرد المحصلة الرياضية لخصائص وتوزيعات الأقاليم كما رأينا
فالجغرافية الإقليمية هي”وصف المكان” في حين الشخصية الإقليمية هي “فلسفة المكان” .
على أنه من المفيد أن نشير إلى أن المفهوم الإقليمي يلتقي مع المفهوم الذي يقول أن الجغرافية تختص بدراسة العلاقات المكانية . وهذا يلتقي مع مفهوم التوزيعات .وبالتالي مع مفهوم الأنماط طالما أن لكل توزيع شكلاً من الأشكال .
والنمط مظهراً من مظاهر النظام طالما أن لكل نمط نظاماً مؤلفاً من عناصر كثيرة تتفاعل مع بعضها البعض ولكل نظام مدخلاته ومخرجاته .
ويظل النظام يعمل ما دامت حركة التفاعل و التدفق قائمة لأنها بمثابة الطاقة أو الروح بجسم الكائن الحي ، والنظام لهذا المفهوم والشكل يمكن تطبيقه على جميع الدراسات الجغرافية وبذلك تصب الأنماط في الأنظمة التي تطغي عليها ويحل منهج الأنظمة محل تحليل الأنماط .
والنظام ليس غريبا على الجغرافية . فالإقليم بحد ذاته نظام مكون من عدة عناصر أو مكونات طبيعية و بشرية .
ولعل من نافلة القول أن نذكر أن الاعتبارات السلوكية قد نالت اهتمامات أولئك المتبعين للنظام ، وهنا يبرز منهج التحليل السلوكي .
تقسيمات علم الجغرافية :
- 1-الجيومورفولوجيا
- 2-جغرافية المناخ
- 3-جغرافية الموارد الطبيعية
- 4-جغرافية البحار والمحيطات
- 5-جغرافية البيئات
- 6-جغرافية الزراعة
- 7-جغرافية الصناعة
- 8-جغرافية الطاقة
- 9-جغرافية السياحة
- 10- جغرافية النقل
- 11- جغرافية التسويق
- 12- جغرافية التجارة
- 13- جغرافية السكان
- 14- جغرافية الاستيطان الريفي
- 15- جغرافية حضر(المدن)
- 16- الجغرافية السياسية