
شعبة التطوير والتعليم المستمر في أساسية ديالى تنظم ندوة علمية عن أهمية التنمية البشرية المستدامة حول ارتقاء المفهوم في ظل المتغيرات الدولية المعاصرة
شعبة التطوير والتعليم المستمر في أساسية ديالى تنظم ندوة علمية عن أهمية التنمية البشرية المستدامة حول ارتقاء المفهوم في ظل المتغيرات الدولية المعاصرة
نظمت شعبة التطوير والتعليم المستمر ندوة علمية عن أهمية التنمية البشرية المستدامة .. ارتقاء المفهوم في ظل المتغيرات الدولية المعاصرة، ألقاها الدكتور (مهدي صالح دواي) معاون العميد للشؤون الإدارية في كلية الإدارة والاقتصاد – جامعة ديالى.
وهدفت الندوة الى التعريف بالتنمية البشرية المستدامة والنمو والتنمية والفرق بينهما فضلاً عن تعريف التنمية الاقتصادية والتعرف على سمات التنمية.
- –وتضمنت الندوة عدة محاور منها محور النمو الاقتصادي الذي يعبر عن تغيرات ايجابية يمكن قياسها كميا” ، وعادة ما تكون مؤشرات : الناتج المحلي الاجمالي ، ومتوسط نصيب الفرد من الدخل امثلة لقياس النمو الاقتصادي، واذن النمو الاقتصادي يخبرنا حول الزيادة ، ولكنه لا يخبرنا عن التغيير النوعي، ويمكن رصد النمو الاقتصادي سنويا”، وظهر مبكرا” في الادبيات الغربية ومازال، اما محور التنمية الاقتصادية فتضمن التحسن في نوعية الحياة المرافقة للتغيرات، وان التنمية هي عملية تغيير هيكلي . وعادة ما تكون مؤشراتها تمس التعليم ، الصحة ، المستوى الثقافي ، المنظومة الاجتماعية ، البنى التحتية، والتنمية بحاجة الى سنوات لرصد نتائجها. وتطرق المحاضر الى عقود تطور مفهوم التنمية ففي اربعينيات القرن العشرين تعود فرصة تأسيس فرع مستقل يهتم بالتنمية ضمن علم الاقتصاد، وشاعت مقولة أن الانتاج يولد الدخل ، وأن زيادة الدخل تؤدي الى منفعة أكبر ، ومن ثم الى الرفاه الاقتصادي، وبهذا المعنى أصبح النمو هدفا” اسمى للتنمية وليس مجرد وسيلة لتحقيقها، وظهر المفهوم في الادبيات الغربية ، الا ان استخدامه شاع في ادبيات البلدان النامية الى جوار مفهوم النمو الاقتصادي، اما في عقدي الخمسينات والستينات من القرن العشرين فتضمن مخاضات فكرية ايجابية رغم العديد من الانتكاسات التطبيقية، ومهدت الاستقلالات السياسية لدول العالم الثالث لفرص تبني برامج تنموية طموحة، وظلت التنظيرات التنموية من وحي الفكر الغربي الذي ركز على الجوانب المادية للتغيير ( اشهرها المسار الخطي لروستو )، وفي عقد السبعيناتسمي بـ( منهج الحاجات الاساسية) وتضمن تبني منظمة العمل الدولية هذا النهج، وبداية تبني المنظمات الدولية لقضايا التنمية، والمضمون ( التزام الحكومات بتقديم الخدمات الاساسية كالعناية الصحية والبنى التحتية وخدمات التعليم )، واصبح للتنمية حركية فاعلة ضمن مسار ( اجتماعي – اقتصادي ) اكثر وضوحا” في ظل ادوار مؤسساتية للدولة وللمجتمع الدولي، اما عقد الثمانينيات سمي بـ (عقد التنمية المفقودة ) وشهد تداعيات ازمة الركود العالمي على فرص التنمية في البلدان النامية، وفي عقد التسعينات سمي بـ ( ولادة نهج التنمية البشرية ) حيث شهدت المقولة المحورية ( ان التنمية تعد عملية توسيع قدرات الناس أكثر من كونها زيادة منفعة او رفاه اقتصادي أو أشباع حاجات ، والهدف النهائي منها هو تمكين الانسان من توسيع خياراته ، والعيش حياة طويلة خالية من الامراض ، والوصول السهل الى المعرفة ، ويرتبطتحقيق كل ذلك بضمان الحريات والحقوق التي يتمتع بها الانسان) وارتبط اعلان ولادة منهج التنمية البشرية بإطلاق التقرير الاول لها عام 1990 من قبل البرنامج الانمائي للأمم المتحدة
وخرجت الندوة بجملة من الاستنتاجات وهي على النحو الاتي:
- يعد التعليم ركيزة دليل التنمية البشرية لمساهماته في ضمان فرص التشغيل والتمكين والانصاف والانتاجية .
- تستقي تقارير التنمية البشرية مصادرها من التقارير الوطنية للتنمية البشرية ، والتي صدر اولها عام 1992 لتصل الى ( اكثر من 700 ) تقرير من 140 دولة ، مما اعطى لتقارير التنمية البشرية درجة عالية من الشفافية وقوة التأثير على القرارات الوطنية لتصحيح المسارات في الاداء الاقتصادي والتنموي .
- ليس بالضرورة ان اعظم دول العالم اقتصاديا هي الارقى تنمويا” . فقد تبؤات الدول الاسكندنافية صدارة معظم التقارير الدولية .
- يعد تغير المناخ أحد اهم اسباب تحول الامم المتحدة الى فكرة التنمية المستدامة ، اذ تساعد هذه التنمية في التصدي لتغير المناخ ، كما انها تمكن من تلبية الحاجات الانمائية للفقراء الذين كان دورهم بسيط في بروز مشكلة تغير المناخ .
وفي ختام وقائع الندوة العلمية تم فتح باب المناقشة والحوار العلمي حول محاور الندوة، وتم تكريم المحاضر بشهادة تقديرية من قبل السيد عميد كلية التربية الاساسية