
قسم التاريخ في اساسية ديالى ينظم ندوة علمية عن حقوق الانسان في منهج ومواقف سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام
قسم التاريخ في اساسية ديالى ينظم ندوة علمية عن حقوق الانسان في منهج ومواقف سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام
برعاية السيد عميد كلية التربية الاساسية الاستاذ المساعد الدكتور حيدر شاكر مزهر نظم قسم التاريخ في كلية التربية الاساسية ندوة علمية بعنوان((حقوق الانسان في منهج ومواقف سيد الشهداء الامام الحسين(عليه السلام) )).شارك فيها كل من أ.د.قحطان حميد كاظم و م.د.خالد تركي عليوي و م.د.سعد محمد علي .
وهدفت الندوة الى تعريف التدريسيين والطلبة بأن حقوق الانسان قديمة وقد تجلت بأبهى صورها في مبادىء الدين الاسلامي الحنيف لاسيّما في مواقف وسير الرسول الكريم محمد(صلى الله عليه وسلم) وآل بيته الاطهار وصحابته المنتجبين الاخيار،وأن حقوق الانسان ليست وليدة النهضة الاوروبية أو هي اختراع العالم الغربي.وقد ركزت الندوة على بيان أهم قيم حقوق الانسان في مناهج ومواقف الامام الحسين(عليه السلام).وقسمت الى محاور عدة أهمها:
أولاً: مدخل الى حقوق الانسان
((ألا وإني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر))الامام الحسين بن علي(ع)
ثانياً: نهضة الإمام الحسين من منظور حقوق الإنسان
جسد الإمام الحسين (ع) قيم ومبادئ حقوق الإنسان في نهضته، اذ أكد فيها ضرورة الاهتمام بتوعية الأمة بمواصفات الحاكم العادل، وعدم المساومة على الحق، والالتزام بالاتفاقيات والعهود، ودعم سيادة القانون، وجعلها مقياسا لقيمة الحاكم ومشروعية حكمه وهذا ما أراده ((عليه السلام)) بقوله ((ولعمري ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط، الداين بدين الحق، الحابس نفسه على ذات الله)).
ثالثاً: معالم النهضة الحسينية
حدد الامام الحسين(ع) معالم نهضته بأنها لكل الناس وليس لدين أو مذهب أو قومية معيّنة, بل كانت للإنسانية جمعاء. وبهذا فقد تجاوز الإمام جميع ألوان الظلم والخداع والمكر والسوء والترهيب وسلب الكرامة والحرية ، لصالح قيم الحق والنور والعدل.
ونستدل من خلال عرض معالم نهضته لبسط العدل في الحكم الذي تختاره الأمة تأكيده (ع) على ضرورة مشاركة الفرد في الحياة السياسية،وعدم التخلي عن ممارسة تلك الوظيفة لئلا يترك المجال للنفعيين للتسلط على رقاب الناس واستغفالهم، واللعب بمقدراتهم والتحكم بمصائرهم.وهذا التأكيد هو نفسه الذي اعتمده الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948.
رابعاً: المواقف الانسانية للإمام الحسين في طريق كربلاء وحقوقه المنتهكة
أ: انسانية الامام الحسين عليه السلام في طريق كربلاء
1.منع اي شخص يسافر او يرحل معه الا بعد ارجاع حقوق الناس.
2.انسانية الامام الحسين عليه السلام مع جيش الحر حيث سمح للجنود وخيولهم بشرب الماء في الصحراء مع شدة الحرارة وقلة الماء في الوقت الذي عندما كان الحسين عليه السلام على بعد عن الفرات اقل من 350م لم يسمح لهم بشرب الماء او ايصاله للعائلة.
3.عطفه على العاملين معه مثل العمال والطباخين كتعامله مع جون الذي أمره بالخروج للمعركة .
4. مساواة الامام الحسين عليه السلام بين الشهداء حيث وضع خده الكريم على ولده علي الاكبر ثم وضعه على احد الشهداء ووضعه على شاب اخر زنجي .
5.بكاء الامام الحسين عليه السلام على جيش بني امية لانهم سيقتلوه وبسببه سيدخلون النار .
6.كما حافظ على عائلته حيث ارجع السيدة زينب وزوجته وطلب منهم الاقرار في المخيم حتى لايفرق بينه وبين اصحابه .
ب: حقوق الامام الحسين عليه السلام التي انتهكت في كربلاء
1.هتك الحق السياسي في الاعتراض على الحاكم الظالم عندما يخرج عن جادة الصواب.
2.هتك حق الحرية وعدم اعطاء المعارضة حقها .
3.هتك حق الاسير حيث عومل الاسرى في طريق ((كربلاء – الشام)) معاملة قاسية تخالف كل المبادئ الانسانية .
4.هتك حق الطفل حيث ذبح عبدالله الرضيع من الوريد الى الوريد.
5.هتك حق المراءة حيث جرت مأساة على نساء اهل البيت عليهم السلام ما لايتصوره متصور.
6.هتك حق الانسان بعد الموت حيث يغسل ويكفن ويدفن.
7.هتك حق البيئة حيث حرقت الخيام.
8.هتك حق الرفق بالحيوان من حيث ضربه وقتل كل خيل معسكر الامام الحسين عليه السلام.
9. منعت السلطة التكلم عن واقعة كربلاء قاطعة خطبة السيدة زينب عليها السلام.
خامساً: فلسفة ثورة الإمام الحسين (ع) صيانة الحرية والكرامة الإنسانية:ان ثورة الامام الحسين(ع) مدرسة علينا اخذ الدروس منها فعاشوراء كنز لانفاذ له ولا انتهاء له بل امتداد روحي واخلاقي رسم معالم الحياة اللاحقة وميز بين الحق والباطل والمؤمن والمنافق والظالم والمظلوم. فهي ثورة اثمرت وعيا حيا في نفوس الاجيال المتعاقبة، تشدها الى معنى الكرامة الانسانية وجمال التحرر، وهي تمثل نهضة في ضوء المشروع الاصلاحي الكبير الذي قاده جده وابوه واخوه، كما تؤشر عليه كلمة الامام (ع) وهو يتحرك باتجاه الكوفة: ((اني لم اخرج اشرا ولا بطرا.. وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي، آمر بالمعروف وانهى عن المنكر)).انها ثورة هيمنت على الوجدان المسلم، فصنعت كل التحولات التي شهدتها القرون اللاحقة، فهي نهضة حية لا تموت من خلال القيم التي كانت تنطلق من داخل الميدان وترسم للامة نهجا في التحرر وعدم القبول بالذل، فكل كلمة نطق بها ابو الشهداء، عبرت عن منتهى ما يطلبه الاحرار. ان جميع البشر هو من اصل واحد وهو سيدنا آدم (عليه السلام) وبينهم الكثير من المشتركات الانسانية مثل حق العيش في امن وسلام والتمتع بالحرية في الفكر والعقيدة وإبداء الرأي بدون تجريح في الآخر او التقليل من شأنه وان تكون لغة الحوار الهادف الذي يسوده الاحترام مهما كانت الاختلافات في الافكار هي اللغة السائدة في العالم اجمع.لذا يجب ان يكون الحسين(ع) لنا اسوة في حياتنا ونتخذه قدوة في امورنا اليومية، ويجب ان نعطيه ونخصص جزءا من حياتنا ومن وقتنا لنعرفه ونتعرف على القيم الانسانية العالية التي تجلت فيه كالشجاعة والايثار والفداء والحرية والاستقامة والعفة والكرامة الانسانية وغيرها. لقد حذر الامام الحسين (ع) من انتهاك حرية الانسان وحقوقه لما سوف يجر اليه ذلك الانتهاك من مآس على الانسان وعلى المجتمع على حد سواء اذ ليس الفرد فيه الا لبنة في بناء مجتمعه. ومن هنا نستنتج ان من اهداف النهضة الحسينية صناعة الانسان الرسالي الذي يحترم القيم والحقوق والحياة التي جعلها الله لكل الناس ولكل البشر.
سادساً: قيم حقوق الانسان في معركة الطف
من خلال استعراض أحداث معركة الطف ، فإننا يمكن أن نسلط الضوء على عدد من المواقف التي جسد فيها الإمام (ع) قيم حقوق الإنسان مثل:
أ.الحرية :حيث أعلن الإمام عن مبادئه في خطاباته داعياً الناس إلى ضرورة عدم الانصياع للظالم كالعبيد و((أن يكونوا احرارا في دنياهم)) ونبه (عليه السلام) إلى إن الأحرار لا ينبغي أن يكونوا أذلاء قائلاً : “والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر إقرار العبيد” . ثم قال: “الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، فإن محصوا بالبلاء قل الديانون”. واستمر الإمام بتوجيه الناس وتذكيرهم بأدوارهم في هذه الدنيا وضرورة التزامهم بالوعي من كل مكر أو خديعة تحاك ضدهم، محذرا من سوء العاقبة في الدنيا بالخزي والذلة وفي الآخرة بعذاب الله عند إطاعة الأشرار والسير على نهجهم، اذ قال (ع ) محذراً “ولكنكم مكنتم الظلمة في منزلتكم، وأسلمتم أمور الله في أيديهم يعملون بالشبهات، ويسيرون في الشهوات، سلطهم على ذلك فراركم من الموت وإعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم، فأسلمتم الضعفاء في أيديهم، فمن بين مستعبد مقهور وبين مستضعف على معيشته مغلوب، يتقلبون في الملك بآرائهم ويستشعرون الخزي بأهوائهم، إقتداءً بالأشرار، وجرأة على الجبار، في كل بلد منهم على منبره خطيب يصقع، فالأرض لهم شاغرة وأيديهم فيها مبسوطة، والناس لهم خول لا يدفعون يد لامس…”.وأكد (ع) على إن نهضته هي ليس للتنافس على الخلافة وإنما لإيجاد أرضية للعمل بالحق واظهار معالم الاسلام والاصلاح والعمل بسنة النبي محمد(ص) جاهراً قوله “اللهم إنك تعلم إنه لم يكن ما كان منا تنافسا في سلطان، ولا التماسا من فضول الحطام، ولكن لنرى المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك، ويعمل بفرائضك وسنتك وأحكامك..”
ب.الكرامة الإنسانية: ركز الإمام في دعواته الإصلاحية إلى صيانة الكرامة الإنسانية، ورفض العبودية وقال متحدياً الذلة التي يريدها الطغاة للأحرار: “.. هيهات منا الذلة، أبى الله ذلك لنا، ورسوله، والمؤمنون، وحجور طهرت، وجدود طابت، أن يؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام”.
ج.الاهتمام بكرامة المرأة والأطفال:قاوم الإمام الحسين (ع) محاولات جيش يزيد بحرق خيم النساء والأطفال أثناء معركة الطف، وخاطبهم محذراً من محاولاتهم التي لا تعبر عن أي احترام للمرأة والطفولة بالقول “ويحكم ..، أنا الذي أقاتلكم، وتقاتلوني، والنساء ليس عليهن جناح، فامنعوا عتاتكم، وطغاتكم عن التعرض لحرمي”.وهذه الصيحات منعتهم من الاقتراب من خيم النساء والأطفال قبل شهادة الإمام الحسين (ع)، ولكن بعد شهادته قاموا بحرق هذه الخيم، واعتدوا على حرمات النساء والأطفال منتهكين بذلك كل حقوقهم.
سابعاً: إعلاء قيم حقوق الإنسان
إن ابرز معالم تبني الإمام الحسين (ع) لقيم حقوق الإنسان في نهضته نلخصها بما يلي:
1 . توعية الأمة بمواصفات الحاكم العادل وعدم المساومة مع الظالمين.
2 . الالتزام بالاتفاقيات ودعم سيادة القانون، وجعلها مقياسا لقيمة الحاكم ومشروعية حكمه حسب الاتفاقية المبرمة مع معاوية على إن الخلافة بعده للإمام الحسين وليس ليزيد ((ولعمري ما الأمام إلا الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط، الداين بدين الحق، الحابس نفسه على ذات الله)).
3.تشخيص الانتهاكات الواسعة والقاسية لحقوق الإنسان التي مارسها يزيد في حكمه
4.ممارسة العدل والمساواة بين الناس في الحقوق والواجبات بمختلف طبقاتهم وقومياتهم.
5.التوعية على رفض منهج التحريف للسيرة النبوية الشريفة والتعريف بالطبقات التي أنشأت الأحاديث الباطلة عن الرسول (ص) والأئمة والصحابة.
6. تمتين أواصر الثقة بالمعتقدات من خلال طرح المبادئ والقيم الحقة على الأمة.
7.التأكيد على وحدة الأمة ومنع إثارة التفرقة والعنصرية والطائفية والقبلية والقومية في التمييز بين الناس.
8. وضع شروط الكفاءة والاستقامة في تولي شؤون الأمة وتسيير مهام الحكم والسياسة فيها.
9. ممارسة حق النقد والبيعة والنصح والتوجيه ومناقشة سياسة الحاكم. بقوله (ع):((انا أهل بيت النبوة، ومعدن العلم، ومختلف الملائكة،وبنا فتح الله، وبنا ختم، ..،ومثلي لا يبايع مثله)).
10.الاستجابة للدعم الجماهيري الواسع من الكوفة والبصرة واليمن الذي طلب من الإمام الحسين(ع)قيادته لإحقاق الحق والتخلص من الحكم الجائر.
11.أجاز الإمام(ع)مشروعية الأسلوب الذي تستخدمه جماهير الأمة لمقاومة السلطة الجائرة والحث باتجاه التربية التي تؤكد الثبات على الحق، وتحقيق الحكومة التي تضمن حقوق الناس.
12.قدم الإمام الحسين(ع)درساً بليغاً للإنسانية والمسلمين في عدم قبوله الظلم وتقديم التضحيات الكبيرة من اجل الخلاص منه وإحقاق الحق ونشر الفضيلة والعدل بين الناس.
قال الإمام الحسين (ع): ((فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما)).أي لا قيمة لحياة الذلة والعبودية، بل القيمة الفعلية تكون عندما تصنع الرسالة الحقيقية للإنسان والتي تصبغ بها حياته الدنيوية والأخروية، فإن صلحت المبادئ والقيم في قلب الإنسان صلُحت حياته وآخرته، وإن فسدت هذه القيم فسدت معها دنياه وآخرته..
ثامناً: شذرات من أقوال الإمام الحسين عليه السلام :وتم التناول فيها الأخلاق والتربية الروحية للامام الحسين(ع)،ورحاب مواعظه الجليلة،والفقه والأحكام الشرعية.
تاسعاً: الحسين منهج للحريات وحقوق الإنسان
عاشراً:اهم معالم المنهج الاصلاحي الذي اختطه الامام الحسين (ع) تمثلت بما يأتي :
1. الدعوة الى التركيز على المنهج الاخلاقي في عملية الاصلاح والحث على الابتعاد عن الظلم والفساد، و نبذ استخدام السلوكيات غير المشروعة .
2.التأكيد على ان عملية الاصلاح تبنى على مبادئ وقيم الاسلام التي انزلت على رسول الانسانية محمد (ص) ومارسها اهل البيت (ع) .
3. الأمر بالمعروف والإحسان والعدل .
4. النهي عن المنكر، وشجب الطرق غير المشروعة في الاستيلاء على السلطة.
5. الاستمرار باتخاذ الخطوات الايجابية بدعوة الناس الى الإصلاحات فان قبلوها فهو منهج الحق ألرباني وان رفضوها، فعلينا الصبر والاستمرار في الدعوة بالمكان الذي نستطيع فيه ان نمارس دورنا الدعوي بمعونة الله لعباده . حيث قدم الإمام إلى كربلاء حاملا رسالة ألإصلاح داعياً من يؤمن بها للمضي معه من اجل التصدي لانتهاكات حقوق ألإنسان والرجوع إلى الأمة لبيان رأيها بالحاكم، وتطبيق القوانين الإسلامية التي ألزم نفسه بها، أما من يرفض هذه الدعوة فان الإمام يصبر لعل الله يهديهم إلى الحق وهو خير الحاكمين .
6. ان عملية الاصلاح تستوجب مساعدة الامة للمصلح.
7. ان عملية الاصلاح لا تختص بفئة او جماعة او كيان او حزب معين، وإنما هي شاملة للجميع .
8. ضرورة تضمين البعد الانساني في عملية الاصلاح .
9. العملية الاصلاحية تبدأ بتوعية الأمة بما يجري حولها، وتشمل جوانب الاصلاح الديني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والعلاقاتي وغيرها.
10. الاصلاح هو عملية تصحيح للانحراف عن الخط المستقيم، ويستفاد من تلك العملية بما تحمله من مضامين قيمية وعملية المجتمعات التي بقت محافظة على التزاماتها وأخلاقياتها.
11. اراد الامام الحسين (ع) في نهضته الاصلاحية الشاملة أن يحدث تغييراً شاملاً للإنسان يشمل الجوانب الايمانية والحركية والالتزامات والواجبات، وأراد ان يرتقي بإنسانيته حتى يكون مؤهلاً بتحمل مسؤوليته الفردية أمام ما تقتضيه واجباته الملزم بأدائها، وذلك من خلال إصلاح سلوكه وطريقة تعامله مع اخيه الانسان والمجتمع و السلطة، والاستدلال على انتهاج الطرق الشرعية والقانونية في حل المسائل التي تحتاج الى موقف وقرار.
12. الاتجاه نحو التعبئة الاعلامية للأمة بخطاب معرفي إنساني قادر على توعية الانسان بواجباته في التصدي للتحديات، وامتلاك إلارادة القوية التي يتجانس فيها القلب مع العقل لتحديد معالم الموقف المطلوب .
13. اعداد قيادات مهمتها الاصلاح من المؤمنين الاشداء الذين لا يترددون في القيام بالتصدي المطلوب عند مواقع التحدي، ويساهموا بفاعلية في انجاح المهمة .
14.الاصلاح يستوجب البناء الذاتي للمصلح ليشعر ان السعادة هي في التصدي للظالمين، وهذا ما اكد عليه الامام الحسين (ع) بقوله :(( الا ترون الى الحق لا يعمل به؟ والى الباطل لا يتناهى عنه؟ ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقا ً فاني لا ارى الموت الا سعادة ً والحياة مع الظالمين الا برما ً)).
15. العملية الاصلاحية مسؤولية الجميع، ولا مفر من التعاون في التصدي لها حيث يقول الامام عليه السلام : (( من رأى منكم سلطانا ً جائرا ً مستحلا ً لحرم الله، ناكثا ً لعهد الله، مخالفا ً لسنة رسول الله (ع) يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقا ً على الله ان يدخله مدخله)).
16. أكد الامام (ع) في نهضته على الاهتمام بتوعية الأمة بمواصفات الحاكم العادل، وعدم المساومة على الحق. والالتزام بالاتفاقيات والعهود، ودعم سيادة القانون، وجعلها مقياسا لقيمة الحاكم ومشروعية حكمه وهذا ما أراده عليه السلام بقوله : ((ولعمري ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط، الداين بدين الحق، الحابس نفسه على ذات الله)).
17. التركيز على الجهاد الاكبر في تربية الانسان والقائمة على تربية النفس للصمود اوقات المحن والشدائد، وهذا ما اكد عليه الامام (ع) حين قال: ((إن الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم، فإذا ما مُحصوا بالبلاء قل الديّانون )).
وهذا التركيز يعيد التذكير بالمنهج المشترك القائم على اصلاح البلاد والعباد ، حيث يظهر الجانب الاصلاحي فيه والمتعلق بالإنسان في مسائل تحصن النفس بالجهاد الأكبر، وبناء الشخصية الإنسانية على قيم الإسلام المتمثلة بالحرية، والعدل، والشجاعة، والإيثار، والصدق، والمساواة، والزهد والتضحية، والوفاء، والوقوف مع الحق حتى الشهادة.
18. تضمنت معالم النهضة الاصلاحية في منهج الامام(ع) تمتين أواصر الثقة بالمعتقدات من خلال طرح الصحيح منها الى ألأمة، والتأكيد على وحدة الامة ومنع إثارة التفرقة العنصرية والطائفية والقبلية والقومية واعتمادها للتمييز بين الناس .
19. وضع الامام شروط الكفاءة والاستقامة في تولي شؤون الأمة وتسيير مهام الحكم والسياسية فيها ، بالإضافة إلى ممارسة حق النقد والبيعة والنصح والتوجيه ومناقشة سياسة الحاكم. وهذا ما أكد عليه الحسين (ع) عندما قال: ((أنا أهل بيت النبوة، ومعدن العلم، ومختلف الملائكة، وبنا فتح الله، وبنا ختم، ويزيد رجل فاسق، شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله)).
20. ان الإمام ((ع )) قد استجاب لخيار ألاف الجماهير من اهالي الكوفة والبصرة واليمن الذين دعوه لنصرتهم والدفاع عن مظلوميتهم من الحكم الجائر،اذ أجاز ((ع))مشروعية الأسلوب الذي تستخدمه جماهير الأمة لمقاومة السلطة الجائرة والحث باتجاه التربية والتثقيف والتوعية على الثوابت القيمية، وتأسيس الحكومة الرشيدة التي تضمن حقوق الناس.
21. نبه الامام إلى إن الأحرار لا ينبغي أن يكونوا أذلاء قائلاً : ((والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر إقرار العبيد)) .
22. أكد الامام على ان لا يكون الدين لاغراض دنيوية او شخصية من دون ضوابط، فالانسان يحاسب يوم القيامة للحسنة والسيئة التي يقوم بها، فاذا ما امتحن في الدنيا بالصبر على الشدائد عليه ان لا يسقط في الاخرة بسبب شدة حبه للمال والجاه والدنيا، حيث قال: ((الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، فإن محصوا بالبلاء قل الديانون)).وهكذا فان صورة المنهج الاصلاحي للإمام الحسين(ع) قد رسمت وحددت المسالك والأدوات التي بإمكانها النهوض بالأمة والسير بها نحو تحقيق المجتمع المطلوب الذي يتخذ من اخلاقيات نهضة الامام الحسين (ع) بوابة للنفاذ الى الرقي بالإنسانية جمعاء بغض النظر عن المعتقد أو الطائفة أو القبيلة.