محاضرة لطلبة الدراسات العليا لقسم الارشاد التربوي والتوجيه النفسي
أ . م .د حاتم جاسم عزيز
نبذة مختصرة في نشوء البحث العلمي والتربوي
لقد بدأ الإنسان الأول حياته محاطاً بالكثير من الظواهر الطبيعية وهي غامضة المعنى بالنسبة له.وكان عليه أن يحمي نفسه منها فهناك العواصف والأمطار , والبرد والحر(فيما سمي بعد ذلك شتاء وصيف) وهماك الرعد والبرق,وهناك الزلازل والبراكين ووحوش الطبيعة ,وكان يواجه حيوانات وحشرات وكائنات كثيرة غريبة عنه,بعضها مفترس وبعضها سام والعض الآخر أليف وواجه الكثير ون الأشجار والنباتات يختلف بعضها عن البعض الآخر ,بعضها يؤكل والبعض الآخر ضار أو قاتل, وبالتفاعل المستمر مع هذه الظواهر الطبيعية والحيوانية والنباتية كان لابد من أن يعمل فكر الإنسان في ضوء هذا الخضم من الظواهر الطبيعية المحيطة به ,وبمعنى آخر اضطر الإنسان إلى أن يفكر ليحمي نفسه ,ويفهم ويوافق.وكان الهدف الفامض من هذا التفكير هو أمكانية السيطرة على هذه الظواهر.وظل هذا الهدف قائماً طوال حياة الإنسان,فقد كان تفكيره في البداية ساذجاً معتمداً على عادات وتقاليد وخبرة سابقة من دون تفكير أو وعي بها مستنداً بذلك على المعايير الأجتماعية السائدة وكذلك (النظرة الشخصية ) أي الملاحظة. فقد لاحظ الإنسان بأن الجزء الذي تشرق منه الشمس وتغرب فيه يتغير من وقت لآخر.وبالخبرة أيضاً عرف أماكن بعض الحيوانات والوقت المناسب لزراعة بعض البذور.فقد كان حين تواجهه مشكلة ما يرجعها إلى ملاحظاته وخبراته السابقة ويستعين أيضاً بخبرات الآخرين للوصول إلى حل المشكلة التي تواجهه.بالأضافة إلى ذلك إن الإنسان في معظم الأحوال مولع بالسلطة بسبب حاجته إلى الأمن والطمأنينة إذ كان يرجع الإنسان في العصور القديمة إلى القساوسة والملوك والكهنة ورؤساء القبائل وغيرهم من أصحاب السلطة طلباً للمعرفة والنصح والارشاد وإيجاد الحلول والتفسيرات للظواهر الغريبة ,وكذلك كان ينسب بعض الغموض والحوادث إلى عامل الصدفة من دون أن يبحث عن العلل والأسباب فكان يقبل الأشياء لأنها تحدث ووسيلته هنا هي المحاولة والخطأ لتفسير ما هو غامض أمامه فقد يصيب أو لا يصيب وتتكرر المحاولات الساذجة التي تعمد على الصدفة فضلاً عن ذلك كان الإنسان يعتمد على (الاسلوب الغيبي)وهو وجود قوة خارقة تتمثل بالالهة فقد كام يستخدم القوة الخارقة لتفسير الظواهر الكونية الغامضة والخوف من المجهول,إذ لم يكن لدى الإنسان في هذه المدة تفكير علمي وإنما كان تفكيره خيالياً خرافياً يرجع إلى ذاته ليختبرها أو يفسرها وقد أوصله تفكيره الخيالي هذا إلى وجود كائن قادر على تجاوز المعوقات أطلق عليه أسم(الروح)اعتقد أنها تسكن في جسد الإنسان وتغادره في أثناء النوم والموت,وبهذا التصور يفسر سلوكه وحركته وفكره ويعزوه إلى الروح(الانيما)بوصفها المسؤولة عن كل ما يصدر عنه,واعتمد ذلك حتى في تفسير الظواهر الطبيعية ,وتوصل إلى قناعة بأن الطبيعة روح وأن وقائعها أو أفعالها وظواهرها تعزى إلى إرادة خفية تعمل بحرية ذاتية من دون الخضوع إلى منطق العلل والأسباب ,وقد سار الفكر الإنساني مع مزيد من تراكم الخبرة ومزيد من التحديات إلى خطوة أخرى ليتجاوز هذا الفكر الذي ساد العصور القديمة.وبدأ يفكر ويبحث أي يسير باتجاه البحث ليجد العلل والأسباب الأولى للأشياء أي أرجاع مجموعة من الظواهر والمشكلات إلى سبب يفسرها.وبهذا بدأ باستخدام منهج التفكير القياسي (الأستنباطي).(داود وأنور,1990: 16-26)
وقد عرّف حسن شحاته القياس بأنه:انتقال الفكر من الحقائق العامة إلى الجزئية,ومن الكل إلى الجزء ومن المباديء إلى النتائج.وهو أحدى الطرائق الرئيسة التي يسلكها العقل في الوصول من المعلوم إلى المجهول.(شحاتة,1998: 102) وهذا المنهج القياسي وضعه أرسطو للتحقق من صدق المعرفة الجديدة قياساً إلى معرفة سابقة بافتراض صحة المعرفة السابقة,وإيجاد العلاقة بينها وبين المعرفة الجديدة.وإن شيوع هذا المنهج في التفكير هو ميل الإنسان إلى تبني تصورات عامة أو نظريات كلية يعتقدها ويعتمد عليها في استنباط وقائع مفردة ,فمثلاً الناس كانوا يؤمنون بأن المخلوقات الألهية تتصف بالكمال,ولذلك تتحرك الأجرام السماوية في مدارات مثالية وفي ضوء ذلك يستنبطون موقع الكوكب في لحظة معينة.(داود وأنور,1990: 26-27).
وبعدها أخذ الإنسان باستخدام الاستدلال الاستقرائي(التفكير الاستقرائي)وقد عُرِّفَ الاستقراء بأنه:انتقال العقل من الخاص إلى العام ومن الحالات الجزئية والمفردة إلى القواعد العامة التي تنظم تلك الحالات المفردة.(شحاته,1998: 103)
فقد استخدم الإنسان هذا المنهج للتحقق من صدق المعرفة الجزئية من خلال الملاحظة والتجربة الحسية ,وتكرار الحصول على النتائج نفسها,وبذلك يتكون لدى الإنسان تعميمات ونتائج عامة.ثم انتقل الإنسان بعد ذلك وبمرور الزمن إلى التفكير العلمي أي الحصول على المعرفة بطريقة علمية تجمع بين الفكر والملاحظة وبين القياس والاستقراء..فقد ظهرت هذه الطريقة على يد العلماء العرب المسلمين ثم (فرنسيس بيكون)بعد ذلك في أوربا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين,بعد أن تخلص الإنسان من التفكير الخرافي والبدائي الذي كان يعتمد الصدفة والخبرة والسلطة والمحاولة والخطأ بدأ باستخدام العلم.فلابد من معرفة ما هو التفكير ؟ وما هي المعرفة؟ وما هو العلم؟ وما هو البحث ؟ وما هو البحث العلمي؟
فقد تم تعريف التفكير بأنه:عملية منطقية يراد بها استخدام القدرات الأدراكية والمخية للإنسان.(داود وأنور,1990: 30-32) و(القيّم,2007: 21)
أماالمعرفة فقد تم تعريفها على أنها: مجموعة من المفاهيم والاتجاهات والمعتقدات والآراء والتصورات الفكرية التي تتكون لدى الفرد نتيجة لخبراته في فهم الأشياء والظواهر ,وتنقسم المعرفة على قسمين :
1-معرفة علمية :مثل الدراسات والبحوث, وهي خلاصة التفكير العلمي ,وهي مجموعة من المعلومات التي يتوصل إليها العلماء والباحثون عن طريق البحث والأستقصاء.
2-معرفة غير علمية: مثل التصورات والمعتقدات.
أماالعلم فقد تم تعريفه من قبل عبد الحميد على أنه: (ادراك المعاني والعلاقات غير المعروفة بعد تنظيم الوقائع في نسق مجرد أو مجموعة قوانين تلخص العلاقات بين هذه الوقائع)
وقد عرفه ناهد أحمد بأنه: (مجموعة من المعارف والمفاهيم المصنفة,التي تتسق في نظام من الأفكار,أمكن التحقق من درجة صحتها بطريقة علمية معينة وهذه الطريقة هي ما يطلق عيه بالبحث العلمي) (القيّم,2007: 35)
في حين عرّف بعض الباحثين العلم بأنه: (المعرفة المنسقة والمصنفة التي تم الوصول إليها باتباع قواعد المنهج العلمي الصحيح مصوغة في قوانين عامة للظواهر الفردية المتفرقة).(حطاب وعوني,1986: 7)
أماالبحث فقد عُرِفَ بأنه: (عملية إيجاد الحلول لمشكلة أو ظاهرة معينة بعد التمحيص والتحليل الدقيق لعوامل وظروف الموقف الذي نشأت وترعرعت فيه (حمود وموسى,2008: 19)
كذلك عُرِّفَ البحث بأنه: (طريقة منظمة أو فحص استفساري منظم لأكتشاف حقائق جديدة أو التشبث والتحقق من حقائق قديمة ومحاولة معرفة العلاقات التي تربط بينها أو القوانين التي تحكمها بما يسهم في تطور ونمو المعرفة الإنسانية.(النجار وآخرون,2010: 23)
أماالبحث العلمي فقد وردت له تعريفات كثيرة منها:تعريف (فان دالين)إذ قال : (إن البحث العلمي هو المحاولة الدقيقة الناقدة للتوصل إلى حلول للمشكلات التي تؤرق الإنسان وتحيره). وقد عرّفه (كود) بأنه البحثالذي يختلف باختلاف البحوث ومجالاتها وأهدافها ووسائلها وادواتها).(داود وأنور,1990: 19)
وفي ضوء ما تقدم عرّف بعض المتخصصين البحث العلمي بأنه: (وسيلة أو طريقة للوصول إلى معرفة واكتشاف معلومات أو علاقات جديدة وصولاً إلى حل المشكلات التي تواجه الانسان باتباع المنهج العلمي الذي يتسم بالدقة والموضوعية والصحة التي تسمح بالتأكد من النتائج وأمكانية التنبؤ).. وعلى الباحث العلمي الاعتماد على مجموعة من الخطوات المتبعة في البحث العلمي والتي حددت من المتخصصين والمتمثلة بالخطوات الآتية:
1-الشعور بالمشكلة وتحديدها.
2-جمع المعلومات حول المشكلة.
3-صياغة الفرضيات.
4-اختبار صحة الفرضيات.
5-اتباع المنهج العلمي واستخدام الوسائل الاحصائية المناسبة.
6-التوصل إلى النتائج وتعميمها.(حطاب وعوني,1986: 7-10)
ًوقد استعمل البحث العلمي في مجال التربية والذي سمي بالبحث التربوي,خصوصاً بعد تطور الفلسفة في العصور الحديثة فالتعليم في البلاد المتقدمة وخلال الأربعين أو الخمسين سنة الأخيرة لم يعد عملاً يعتمد على التقليد أو الأفكار القبلية أو المسبقة أو حتى الاجتهادات الشخصية , وأنما تحول إلى عمل يصطنع العلم في تحديد أهدافه واعادة تنظيم نفسه وتصميم محتواه وقواعده وقوانينه.أي أصبح التعليم في كل بعد من أبعاده يعتمد ويستخدم البحث العلمي (البحث التربوي), وبناءً على ما تقدم تم تعريف البحث التربوي على أنه:استخدام الطريقة العلمية استخداماً سليماً مبصراً في معالجة مشكلة من المشكلات أو التعرف على ظاهرة من الظواهر وتطويرها . فقوام البحث التربوي أذن الطريقة العلمية في استخدامها السليم , وموضوعه مشكلة أو ظاهرة محددة تخضع لهذه الطريق.(الزوبعي ومحمد,1981: 10-15) وعُرِّفَالبحث التربوي بأنه: (النشاط الذي يوجه نحو تنمية علم السلوك في المواقف التعليمية .والهدف النهائي لهذا العلم هو توفير المعرفة التي تسمح للمربين بتحقيق الأهداف التربوية بأكثر الطرائق والاساليب فاعلية, وقد اشتملت مجالات البحث التربوي على: الأهداف التربوية والمقررات الدراسية والنشاط التربوي ووطرائق التدريس واساليبه ووسائل الامتحانات والتقويم ) .(جابر,د-ت: 21)
أهمية البحث العلمي:
تتجلى أهمية البحث العلمي في كونه الأساس المعتمد والهادف إلى تمكين المجتمعات والمنظمات الإنسانية بملاكاتها المختلفة من سبر غور المعرفة ,والتعرف على مسببات وطبيعة الأشياء والحقائق والظواهر لأيجاد الحلول الكفيلة لمعالجة هذه المشكلات والتوصل إلى حالة القبول والأرضاء بما يساهم في بناء تلك المجتمعات والعمل على رقيها.
نجد البحث العلمي تمتد آفاقه إلى كافة الجوانب الأقتصادية والأجتماعية والأدارية والتاريخية والثقافية والأستراتيجية وغيرها من الجوانب الأخرى التي تحتويها المجتمعات .
فمن خلال البحث العلمي يتم تقصي الحقائق واكتشاف أسبابها وإيجاد السبل الكفيلة بتفسيرها واستجلاء بواعثها والتحري عن سبل معالجتها للتوصل إلى حلها بشكل تام.(حمود وموسى,2008: 25)
مما تقدم فأن أهمية البحث العلمي يمكن حصرها بالآتي:
1-التنقيب عن الحقائق التي قد تفيد الإنسان للتغلب على مشاكله.
2-التفسير النقدي للآراء والأفكار والمذاهب الفكرية ,والاعتماد على مبدأ الديمقراطية للجميع.
3-حل المشكلات الأقتصادية والأنتاجية والأجتماعية والسياسية.
4-حل المشكلات الصناعية والزراعية والبيئية والصحية والتعليمية والتربوية.
5-تفسير الظواهر الطبيعية وضبطها وتسخيرها لخدمة الإنسان والمجتمع.
6-التنبؤ بالظواهر الطبيعية من خلال الوصول إلى تعميمات وقوانين تحكم الوقائع والظواهر.
7-تصحيح المعلومات عن الظواهر التي تحيط بالكون وكيفية حدوثها.
8-التخطيط للتغلب على الصعوبات التي تواجه المجتمع والإنسانية نتيجة العوامل الطبيعية والبيئية والأقتصادية والسياسية والصراعات الدولية.
9-التنبؤ بما يؤول إليها الحالة الإنسانية من ناحية الزيادة السكانية والتخطيط لها وتقديم الخدمات والمستلزمات المطلوبة لحلها.(الرحمن وعدنان,2008: 134)
وقد تم تحديد مجموعة من الأهداف للعلم يمكن أجمالها بالآتي:
1-الوصف: وهو قدرة الباحث على أقامة الدليل على ظاهرة ما موجودة فعلاً ,وتتطلب عملية الوصف تحديد مظاهر السمات النفسية والتعرف على جميع المتغيرات ذات العلاقة بها من حيث درجة تأثير كل متغير من هذه المتغيرات.
2-التفسير:من المؤكد أن عملية تفسير الظواهر تستند أساساً على عملية الوصف ,إذ إن العلم لا يكتفي بوصف الظاهرة بل يحاول أن يفسر هذه الظاهرة من خلال البحث عن أسباب حدوثها أو العوامل التي ساهمت في إحداثها.
3-التنبؤ:بعد تفسير الظاهرة وفهم اسبابها يأتي دور التنبؤ بحدوث هذه الظاهرة إذغ ما هيئت تلك الأسباب , بمعنى إن الباحث تصبح لديه القدرة على توقع حدوث الظاهرة قبل حدوثها فعلاً,وكلما كانت قدرة الباحث على التنبؤ ضعيفة دل ذلك على وجود فجوة في تفسير الظاهرة موضوع الدراسة.
4-الضبط (التحكم):إن قدرة الباحث على التفسير والتنبؤ يقودان إلى التحكم في الظاهرة قيد الدراسة, وبالتالي العمل على ضبط حدوثها,والضبط بهذا المعنى يشير إلى العملية التي من خلالها يتم العمل على ضبط الظروف والعوامل التي تؤدي إلى ظاهرة ما .(محمد,2012: 18-19)
أنواع البحوث:
قسم العلماء والباحثون البحوث إلى عدة تقسيمات منها:
1-تقسيم البحوث على أساس الظواهر المدروسة إلى(بحوث طبيعية,وبحوث بايولوجية, وبحوث اجتماعية, بحيث لايوجد انفصام بين هذه الأنواع من البحوث فقد تكون هناك بحوث طبيعية بايولوجية ,وبحوث اجتماعية بايولوجية …..الخ.
2-تقسيم البحوث بحسب طبيعتها ودوافعها إلى:
أ-البحث الأساسي (البحث النظري):والهدف منه التوصل إلى حقائق وقوانين علمية ثم تكوين نظام من الحقائق والقوانين والمفاهيم والتوصل إلى النظريات العلمية ويسهم هذا البحث في نمو المعرفة العلمية.
ب-البحث التطبيقي:والهدف منه تطبيق المعرفة الجديدة في حل المشكلات والتوصل إلى معرفة قيمتها وفائدتها في حل المشكلات.
ت-البحث التحسيني:ويتضمن الأستخدام المنظم للمعرفة العلمية للتوصل إلى طرائق وعمليات ونظم ووسائل مفيدة.
3- التقسيم الأكاديمي للبحوث:تقسم البحوث في الكتب الأكاديمية على ثلاثة أنواع وهي كالآتي:
أ-البحوث الوصفية:وتهدف إلى وصف الظواهر أو الأحداث وجمع الحقائق والمعلومات عنها وتندرج تحتها أنواع أخرى كالدراسات المسحية ودراسة الحالة والنمو وغيرها.
ب-البحوث التاريخية: ولها طبيعة وصفية فهي تسجل الأحداث والوقائع التي جرت في الماضي وتصفها ولكنها لاتقف عند الوصف وأنما تتضمن تحليلاً وتفسيراً لأكتشاف التعميمات التي تساعد في فهم الحاضر والتنبؤ بأحداث المستقبل.
ث-البحوث التجريبية:وتبحث في المشكلات والظواهر على أساس المنهج التجريبي أو منهج البحث العلمي القائم على الملاحظة وفرض الفروض والتجربة المضبوطة ومن مميزاتها اعتماد ضبط المتغيرات والتحكم فيها والتزام التجربة مصدراً للوصول إلى النتائج والحلول للمشكلات.(داود وأنور,1990: 36-37)
صفات الباحث العلمي واخلاقياته :
لكي يؤدي الباحث مهمته العلمية على الوجه الصحيح لابد أن تتوافر فيه مواصفات أساسية, ولابد أن يتحلى بأخلاقيات عالية ومميزة , وسنرد بعضاً من هذه الصفات والأخلاقيات وهي على النحو الآتي:
1-تفتح الذهنية واتساع الأفق العلمي ويتمثل ذلك بالآتي:
أ-الموضوعية والتحرر من التحيز والجوده.
ب-تحرر التفكير من الخرافات والأساطير البالية.
ت-القدرة على تفهم آراء الآخرين وتقديرها.
ث-الأعتقاد بأن ما يتم التوصل إليه عن طريق البحث العلمي ليس حقائق مطلقة ونهائية بل يمكن تغييرها وتعديلها في ضوء الظروف المستجدة.
2-حب الاستطلاع والرغبة المستمرة في البحث ويعني ذلك:
أ-وجود الدافع الذاتي في اكتشاف الأحداث والظواهر التي تحيط به والوصول إلى حقائق عنها.
ب-الرغبة المستمرة في زيادة المعلومات والخبرات التي يمتلكها.
ت-الأستفادة الدائمة من خبرات الآخرين.
3-البحث عن المسببات الحقيقية للأحداث والظواهر ويتضمن ذلك:
أ-الأعتقاد بأن وراءكل ظاهرة مسببات معينة تكون مهمة الباحث الكشف عنها.
ب-تجنب التفسيرات العمومية والغامضة للأحداث والظواهر.
ث-عدم المبالغة في دور الصدفة في إحداث الظواهر.
4-توخي الدقة وكفاية الأدلة للوصول إلى القرارات والأحكام,ويتمثل ذلك بالآتي:
أ-اعتماد مصادر دقيقة في جمع المعلومات.
ب-اعتماد ادوات تتصف بالصدق والثبات والموضوعية لجمع المعلومات.
ث-التمحص الدقيق للمعلومات قبل إصدار القرارات والأحكام.(حطاب وعوني,1986: 10)
5-أن يكون ملماً بموضوع البحث , وأن يتمتع بالقدرة على القراءة الواسعة والأطلاع على أكبر عدد من المصادر والمراجع والدراسات.
6-أن يتمتع الباحث بالقدرة على التثبت من صحة الفروض,وجمع الأدلة والقرائن التي تعزز آرائه بشكل علمي.
7-أن يكون مؤمناً بدور العلم والبحث العلمي في حل المشكلات والتوصل إلى الرفاهية والسعادة.(النّجار وآخرون,2010: 26)
المصادر:
1-جابر,جابر عبد الحميد.مناهج البحث في التربية وعلم النفس,د-ت.
2-حطاب ,حسن وعوني ياس عباس.أسس البحث العلمي,مطبعة وزارة التربية ,بغداد ,العراق,1986.
3-حمود,خضير كاظم وموسى سلامة اللوزي.منهجية البحث العلمي,ط1,مكتبة الجامعة ,عمان,الأردن,2008.
4-داود,عزيز حنا وأنور حسين عبد الرحمن.مناهج البحث التربوي,وزارة التعليم العالي والبحث العلمي,بغداد،العراق,1990.
5-الرحمن,أنور حسين عبد وعدنان حقي زنكنة.ط1,المكتبة الوطنية,العراق,2008.
6-الزوبعي,عبد الجليل ابراهيم ومحمد أحمد الغنام.مناهج البحث في التربية,مطبعة جامعة بغداد,بغداد ,العراق,1981.
7-شحاته,حسن.المناهج الدراسية بين النظرية والتطبيق,مكتبة الدار العربية للكتاب, القاهرة,1998.
8-القيّم,كامل حسون.مناهج وأساليب البحث العلمي في الدراسات الإنسانية,السيماء للتصاميم والطباعة,العراق,2007.
9-محمد,علي عودة.مناهج البحث في التربية وعلم النفس,ط1,مكتبة عدنان,العراق,2012.
10-النّجار,فايز جمعة وآخرون,أساليب البحث العلمي (منظور تطبيقي),دار الحامد للنشر والتوزيع,عمان,الأردن,2010.
11-وزارة التربية,علم النفس العام,العراق,1997.