جامعـــــــة ديــالى
كلية التربية الأساسية
قسم الرياضيات/ المرحلة الثالثة
ا.م.د فالح عبد الحسن الطائي
المحاضرة رقم (1)
التقنيات التربوية
المقدمة |
لـم يعد اعتماد أي نظام تعليمي على الوسائل التعليمية درباً من الترف ، بل أصبح ضرورة من الضرورات لضمان نجاح تلك النظم وجزءاً لا يتجزأ في بنية منظومتها . ومع أن بداية الاعتماد على الوسائل التعليمية في عمليتي التعليم والتعلم لها جذور تاريخية قديمة ، فإنها ما لبثت أن تطورت تطوراً متلاحقاً كبيراً في الآونة الأخيرة مع ظهور النظم التعليمية الحديثة .
الواقع أن التقنيات التربوية أصبحت تشكل اليوم مكونا أساسيا وحاسما في سياق مكونات العملية التعليمية ، فهي وسيط يعين المعلم على تحقيق الأهداف المسطرة ، في هذا الزمن الذي أصبح فيه ربط الاتصال وضمان استمراريته مع التلميذ ، يصادف الكثير من الحواجز المشوشة ، بفعل المؤثرات الحضارية التي أصبحت تتوزع اهتمامات التلميذ . فغدا مركز التلقي عنده في حاجة إلى مثيرات قوية المفعول ، من أجل جعل الدرس يهيمن على نسق تفكيره ووجدانه طيلة الفترة المخصصة للحصة .
وقد مرت التقنيات التربوية بمرحلة طويلة تطورت خلالها من مرحلة إلى أخرى حتى وصلت إلى أرقى مراحلها التي نشهدها اليوم في ظل ارتباطها بنظرية الاتصال الحديثة Communication Theory واعــتـــمادهـا على مـدخل النظم Systems Approach وسوف يقتصر الحديث على تعريف للوسائل ودورها في تحسين عملية التعليم والتعلم والعوامل التي تؤثر في اختيارها وقواعد اختيارها وأساسيات في استخدام الوسائل التعليمية.
تعريف التقنيات التربوية: |
تطور مفهوم التقنيات التربوية بتطور دورها في العملية التعليمية، ويرى التربويون أن أفضل تعريف لها هو : – هي قنوات الاتصال التي يمكن للمعلم عن طريقها نقل الرسالة (محتوى المادة الدراسية ) بجوانبها الثلاثة (المعرفي والنفس حركي والوجداني ) من المرسل وهو (المعلم ) إلى المستقبل وهو (المتعلم) بأقل جهد ممكن وفي أقصر وقت وبأوضح ما يمكن وبأقل تكلفة ممكنة .
كما أنها تعرَف بأنها أجهزة وأدوات ومواد يستخدمها المعلم لتحسين عملية التعليم والتعلم , وتقصير مدَتها وشرح الأفكار وتدريب التلاميذ على المهارات وغرس العادات الحسنة في نفوسهم والاتجاهات الإيجابية نحو التعلم بهدف الوصول إلى الحقائق العلمية الصحيحة .
وقد تدّرج المربون في تسمية التقنيات التربوية فكان لها أسماء متعددة كثيرة ومن أهمها:
التسمية |
التعريف |
|
تشير هذه التسمية إلى الدور الذي تؤديهالوسائل في بيان ما يعنيه الشرح الشفهي للمادة العلمية ، بتقريب معاني الألفاظ المجردة التي يتناولها المعلم في الموقف التعليمي إلى أذهان المتعلمين. |
|
تشير إلى استخدام حاستي السمع والبصر لدى المتعلم في أثناء الموقف التعليمي. |
|
هذه التسمية جاءت نتيجة لوجودها كوسيط بين المعلم والمتعلم لإكسابه المعلومات وإتمام عملية الاتصالبينهما ، ومن ثم فهي احد العناصر الرئيسية لتحقيق الأهداف السلوكية ، وهي تمثل جزءا لا يتجزأ من الموقف التعليمي. |
|
تعبر عما يستخدمه المعلم او المتعلم نفسه للمساعدة في تغيير سلوكه ، ومن ثم تكون مساعدة له في التعلم ووسيطة كعنصر ربط بين المعلم والمتعلم لإتمام تغيير السلوك. |
|
تتبع هذه التسمية من الدور الذي تقوم به في مساعدة كل من المعلم وما لمتعلم في العملية التربوية بأبعادها المتعددة ، لذا في تخرج عن نطاق الموقف التدريسي بالفصل المدرسي فتشمل البيئة المحيطة بموقف التعلم والاستفادة التربوية منها في اكتساب المتعلم لسلوكيات المرغوب فيها.
|
|
ترجع أهمية هذه التسمية إلى أن الوسيلة هي العنصر الثالث في عملية الاتصال والمساعدة على إتمام نقل الرسالة من المرسل إلى المستقبل بواسطة قناة تعليمية تربط بينهما، وتساعد في الوصول بالرسالة للمستقبل.
|
|
تشير هذه التسمية إلى كل ما يستخدم في الموقف التعليمي من مساعدات تكنولوجية وبيئية ليستفيد منها كل من المعلم والمتعلم ذاتيا أو بتوجيه من الأخر بغرض تحقيق الأهداف السلوكية .
|
|
مصطلح اعم واشمل من المسميات السابق ذكرها باعتباره يهتم بجميع جوانب النظام التعليمي من أطر نظرية وتطبيقاتها العملية المختلفة والعاملين في مجالاتها المتعددة ، لذا فتكنولوجيا التربية تشمل الأفراد العاملين في العملية التربوية بجميع مستوياتهم من هيئةالتدريس والطلاب والإداريين ومصممين وفنيين . |
|
ترجع هذه التسمية إلى أن البعض يرى أن الدور الذي تقوم به العملية التعليمية هو مساعد أو معين للمعلم في تحقيق الأهداف السلوكية ، ومن ثم يمكن للمعلم أن يستخدمها في حدود ضيقة حين يصعب عليه شرح المعلومات. |
|
تعتبر تكنولوجيا التعليم أكثر شمولية من التسميات السابق ذكرها ، فهي نظام تعليمي متكامل ، تعتمد في عملية التدريس على التكنولوجيا .وفي ضوء ذلك تحدد ادوار المعلم ومسئولياته فيصبح مصمما لمتضمنات المواد التعليمية ومنتجا لها ومحددا لاستراتيجيات التدريس المستخدمة في الموقف التعليمي مستعينا في ذلك بالأدوات والأجهزة التعليمية اللازمة لتطبيق المعرفة وتعامل المتعلمين معها علىهيئةخبرات . |
دور التقنيات التربوية في تحسين عملية التعليم والتعلم : |
يمكن التقنيات التربوية أن تلعب دوراً هاماً في النظام التعليمي ، ورغم أن هذا الدور أكثر وضوحاً في المجتمعات التي نشأ فيها هذا العلم ، كما يدل على ذلك النمو المفاهيمي للمجال من جهة ، والمساهمات العديدة لتقنية التعليم في برامج التعليم والتدريب كما تشير إلى ذك أديبات المجال ، إلا أن هذا الدور في مجتمعاتنا العربية عموماً لا يتعدى الاستخدام التقليدي لبعض الوسائل – إن وجدت – دون التأثير المباشر في عملية التعلم وافتقاد هذا الاستخدام للأسلوب النظامي الذي يؤكد علية المفهوم المعاصر لتقنية التعليم .
- –دورالتقنيات التربوية في تحسين عملية التعليم والتعلم:
تلعب التقنيات التربوية دورا مهما في تحسين عملية التعليم والتعلم من خلال :
أولاً : إثراء التعليم : |
أوضحت الدراسات والأبحاث ( منذ حركة التعليم السمعي البصري ) ومروراً بالعقود التالية أن التقنيات التربوية تلعب دوراً جوهرياً في إثراء التعليم من خلال إضافة أبعاد ومؤثرات خاصة وبرامج متميزة . إن هذا الدور للتقنيات التربوية يعيد التأكيد على نتائج الأبحاث حول أهمية التقنيات التربوية في توسيع خبرات المتعلم وتيسير بناء المفاهيم وتخطي الحدود الجغرافية والطبيعية ولا ريب أن هذا الدور تضاعف حالياً بسبب التطورات التقنية المتلاحقة التي جعلت من البيئة المحيطة بالمدرسة تشكل تحدياً لأساليب التعليم والتعلم المدرسية لما تزخر به هذه البيئة من وسائل اتصال متنوعة تعرض الرسائل بأساليب مثيرة ومشرقة وجذابة .
ثانياً : اقتصادية التعليم : |
ويقصد بذلك جعل عملية التعليم اقتصادية بدرجة أكبر من خلال زيارة نسبة التعلم إلى تكلفته . فالهدف الرئيس للتقنيات التربوية تحقيق أهداف تعلم قابلة للقياس بمستوى فعال من حيث التكلفة في الوقت والجهد والمصادر .
ثالثاً : تساعد التقنيات التربوية على استثارة اهتمام التلميذ وإشباع حاجته للتعلم |
يأخذ التلميذ من خلال استخدام التقنيات التربوية المختلفة بعض الخبرات التي تثير اهتمامه وتحقيق أهدافه . وكلما كانت الخبرات التعليمية التي يمر بها المتعلم أقرب إلى الواقعية أصبح لها معنى ملموساً وثيق الصلة بالأهداف التي يسعى التلميذ إلى تحقيقها والرغبات التي يتوق إلى إشباعها .
رابعاً : تساعد على زيادة خبرة التلميذ مما يجعله أكثر استعداداً للتعلم . |
هذا الاستعداد الذي إذا وصل إليه التلميذ يكون تعلمه في أفضل صورة ،ويمكن إدراك هذا الدور في إطار العصر الذي نعيش فيه وهو عصر يتسم بالتعقيد وسرعة التغير, ومن أجل تربية جيل قادر على تطوير الواقع العملي مستفيداً في ذلك بالعلم و التكنولوجيا الحديثة لا بدّ من تعريض التلميذ إلى خبرات تبعد كثيرا أو قليلا عن خبراته اليومية. ومن هنا يلزم الاستعانة بوسائل توفر مثل هذه الخبرات اللازمة لتتبع التقدم الحضاري والعلمي .
ومثال على ذلك مشاهدة فيلم سينمائي حول بعض الموضوعان الدراسية تهيؤ الخبرات اللازمة للتلميذ وتجعله أكثر استعداداً للتعلم .
خامساً :تساعد التقنيات التربوية على اشتراك جميع حواس المتعلم . |
إنّ اشتراك جميع الحواس في عمليات التعليم يؤدي إلى ترسيخ وتعميق هذا التعلّم والوسائل التعليمية تساعد على اشتراك جميع حواس المتعلّم ، وهي بذلك تساعد على إيجاد علاقات راسخة وطيدة بين ما تعلمه التلميذ ، ويترتب على ذلك بقاء أثر التعلم .
سادساً :تساعد التقنيات التربوية عـلى تـحاشي الوقوع في اللفظية. |
والمقصود باللفظية استعمال المدّرس ألفاظا ليست لها عند التلميذ الدلالة التي لها عند المدّرس ولا يحاول توضيح هذه الألفاظ المجردة بوسائل مادية محسوسة تساعد على تكوين صور مرئية لها في ذهن التلميذ ، ولكن إذا تنوعت هذه الوسائل فإن اللفظ يكتسب أبعاداً من المعنى تقترب به من الحقيقة الأمر الذي يساعد على زيادة التقارب والتطابق بين معاني الألفاظ في ذهن كل من المدّرس والتلميذ .
سابعاً :يؤدي تـنويع التقنيات التربوية إلى تكوين مفاهيم سليمة . |
فلو تتبعنا بناء التلميذ لهذه المفاهيم حتى يصل إلى التعميمات لأدركنا أهمية وفير وسائل الاتصال التعليمية لذلك. فكلمة الساق مثلا بالنسبة للتلميذ أو الطفل قد تعني عنده كل جزء من النبات يعلو سطح الأرض ولكن عندما يعرض المعلم نماذج وصوراً كثيرة لأنواع السيقان تساعد التلميذ على معرفتها .
ثامناً :تساعد في زيادة مشاركة التلميذ الايجابية في اكتساب الخبرة . |
تنمي التقنيات التربوية قدرة التلميذ على التأمل ودقة الملاحظة وإتباع التفكير العلمي للوصول إلى حل المشكلات . وهذا الأسلوب يؤدي بالضرورة إلى تحسين نوعية التعلم ورفع الأداء عند التلاميذ .
تاسعا :تساعد في تنويع أساليب التعليم لمواجهة الفروق الفردية. بينالمتعلمين |
فهي تقدم مثيرات متعددة تتفاوت في درجة حسيتها وتجريدها ،كما أنها تعرض هذه المثيرات بطرق وأساليب مختلفة ومتنوعة باختلاف قدرات التلاميذ واستعداداتهم وميولهم.فهناك من التلاميذ من يفهم بالطريقة اللفظية , وهناك من يفهم عند رؤية رسم توضيحي على السبورة , وهناك من يفهم عن طريق مشاهدة أحد النماذج وآخر من يفهم بالطريقة السمعية وآخر البصرية .. الخ .
عاشراً : تؤدي إلى تعديل السلوك وتكوين الاتجاهات الجديدة . |
إن تكوين الاتجاه المرغوب فيه وتعديل السلوك لا يتحقق بمجرد إلقاء دروس أو محاضرات ،بل يحتاج إلى القدوة والممارسة في مواقف طبيعية أو صور ة أو خبرات حسية مباشرة سواء عن طريق العروض العملية أو التمثيليات أو الرحلات …الخ .
ومن أمثلة ذلك تعديل اتجاهات المواطنين نحو إتباع العادات الصحيحة في التغذية والعناية بالصحة وتنظيم الأسرة, وكذلك في تأكيد القيم الاجتماعية.
مثال على ذلك عرض فيلم عن الآثار السلبية للتدخين لتوضيح مضاره ,أو أخذ الطلاب في رحلة للتعرف على إشارات المرور ومشاهدة عرض عملي لكيفية التعامل معها .
الحادي عشر : تؤدي إلى ترتيب واستمرار الأفكار التي يكونها التلميذ .
الثاني عشر : تـؤدي إلـى تعـديل الــسـلوك وتـكـويــــن الاتـجـا هـات الجديدة.
فوائداستخدامالتقنيات التربوية: |
1) تساعد على الفهم والتعلم الصحيح .
2) تساعد في معالجة ظاهرة اللفظية .
3) تعالج الفروق الفردية بين الطلاب .
4) تجذب وتشوق وتثير انتباه الطلاب .
5) تبقي أثر التعلم في ذهن الطالب .
6) تثير نشاط الطلاب .
7) تساعد في المحافظة على ثقافة المجتمع .
8) تساعد في حل ومواجهة المشاكل التعليمية المعاصرة .
9) تثري القاموس اللغوي للطالب وتساعد على علاج مشاكل النطق .
10) تعديل سلوك التلميذ وتكوين اتجاهات مرغوب فيها .
11) توضيح وتسهيل العملية التعليمية على المعلم والمتعلم .
12) تنويع أساليب التعزيز ( التعليم المبرمج ) .
13) التغلب على مشكلة البعدين الزماني والمكاني .
14) تقوية العلاقة بين المعلم والمتعلم .
15) تنمي في الطالب حب الاستطلاع والتعلم .
16) تساعد في حل بعض المشاكل النفسية لدى المتعلمين .
17) تثري مجالات الخبرة لدى التلاميذ .
18) تنمي في المتعلم مهارة التفكير والتفكير العلمي .
19) تنمي لدى المتعلم القدرة على التفاعل مع البيئة .
20) توفير وقت كل من المعلم والمتعلم .
21) تجعل الطالب أكثر استعداداً للتعلم والإقبال عليه .
22) تساعد على اشتراك جميع حواس المتعلم .
23) اقتصادية التعليم من حيث زيادة التعلم على التكلفة .
24) تعالج مشكلتي الزيادة السكانية والمعلوماتية .
صفات التقنيات التربوية الجيدة: |
1. أن تعالج موضوعاً أو فكرة أساسية .
2. أن تتناسب والوقت المخصص لها .
3. أن تكون أفضل من غيرها في تحقيق الهدف .
4. أن تثير تفكير الطالب وتحفزه للإبداع والابتكار .
5. أن تكون مناسبة لمستوى المتعلمين وملائمة لظروف مجتمعهم .
6. أن يكون موضوعها مرتبط بالهدف المراد تحقيقه .
7. أن تكون مثيرة وجاذبة لانتباه الطلاب .
8. أن تتمتع الوسيلة بالمصداقية وحداثة المعلومات.
9. يفضل أن تكون موادها مستنبطة من البيئة المحلية .
10. أن تكون قادرة على تنمية حب الاستطلاع وجمع المعلومات لدى التلاميذ .
11. أن تنمي لدى التلاميذ القدرة على الملاحظة والتفكير والتأمل لمساعدتهم على حل المشاكل التي تعترضهم مستقبلاً .
12. أن تتناسب والأسلوب الذي ينوي المعلم استخدامه .
13. أن يسهل الحصول عليها .
14. أن تكون آمنة .
15. أن تتناسب وعدد المستفيدين منها من حيث المساحة والحجم .
16. أن يسهل استخدامها .
17. أن تكون قليلة التكاليف .
18. أن تكون في حالة جيدة .
19. أن تساوي التقنية ما يبذل في سبيل الحصول عليها من جهد ومال .
20. أن تتناسب مع التطور العلمي والتكنولوجي .
21. أن تكون واضحة المعالم والكتابة والألوان .
22. أن تتناسب التقنية مع المكان الذي تعرض فيها .
23. أن تربط الخبرات السابقة بالخبرات الجديدة .
24. واقعية التقنية وبساطتها .