مقالة بعنوان: جريمة القتل وآثارها الاجتماعية بقلم/ م.م. عفراء أحمد عبد ياسين AfraaAhmed@uodiyala.edu.iq جامعة ديالى – كلية التربية الاساسية – قسم الجغرافيا
مقالة بعنوان: جريمة القتل وآثارها الاجتماعية
بقلم/ م.م. عفراء أحمد عبد ياسين AfraaAhmed@uodiyala.edu.iq
جامعة ديالى – كلية التربية الاساسية – قسم الجغرافيا
تعد جريمة القتل ظاهرة إجتماعية خطيرة تنتشر في معظم المجتمعات البشرية النامية والمتقدمة، ولا يكاد يخلو منها أي مجتمع من المجتمعات البشرية، وهي من أبشع الممارسات التي يقوم بها الإنسان وهي ظاهرة مرفوضة تماماً، كونها تشكل إعتداء جسيم وغير محق على حق مقدس من حقوق الإنسان، وهو حقه في الحياة، فهذه الجريمة سالبة للروح الإنسانية التي منحها الله تعالى، وجريمة القتل بشكل عام، ظاهرة خلقية وسياسية وأمنية و إقتصادية، قبل أن تكون حالة قانونية، وذلك بسبب لجوء العديد من الأفراد لإرتكابها عند تعرضهم لبعض الضغوط الإجتماعية والصراعات، حيث أصبحت بالنسبة لهم، الحل الأسهل والأسرع، للخلاص من المشكلات.
*العوامل المؤثرة في إرتكاب جريمة القتل:
*الأسرة:
فهي المنشئ التربوي الأول تراجع دور وسائل الضبط الإجتماعي، وتفكك بعض الأُسر، والتنشئة الأسرية الغير سليمة، ولا بد من الإشارة إلى أن تعرض الفرد للعنف من قبل أسرته، أو رؤيته أحد أفراد أسرته يتعرض للعنف، فإن هذا سوف يؤثر عليه بشكل سلبي ويدفعه إلى الإعتياد على هذا العنف واعتباره أمر طبيعي في حياته، فإن جميع هذه العوامل الأسرية، تؤدي لسلوك إنحرافي إجرامي.
*المدرسة والتعليم:
حيث أن ضعف دور التربية والتعليم، في مواجهة أسباب إنتشار الجريمة وظروفها، حيث أن وظيفة المدرسة والتعليم تكمن في تهذيب الأفراد وتحسين سلوكهم، فهي تؤثر على سلوكهم الحالي والمستقبلي.
*العوامل النفسية:
التي قد يمر بها الفرد، مثل: التوتر والضغوطات النفسية والقلق، فيصل لمرحلة يشعر بها بالعدائية اتجاه جميع من حوله، فيجد الحل الأنسب له أن يرتكب هذه الجريمة.
*الأصدقاء والرفاق:
فهي من أكثر أسباب إنتشار الجرائم، فعندما يختلط الفرد برفاق سوء، أو بأصدقاء مجرمين، فإنه يتأثر بهم بسرعة، ويقتدي بهم ويقلدهم، إلى أن يصل به الأمر إلى مشاركتهم في جرائمهم.
*البيئة السكنية التي ينشأ بها الفرد:
حيث أن البيئة التي يكبر بها الإنسان لها دور فعال قد تدفع الفرد لإرتكاب مثل هذه الجرائم، فعندما يحيط بأشخاص مجرمين، أو بمكان وظروف قاسية وصعبة، و يكبر وهو يحتك بها، فإنه ومن الطبيعي أن يتأثر ويبدأ بالتعايش مع هذه البيئة والظروف.
*بيئة العمل:
حيث أن هذه البيئة وسط إجتماعي يذهب إليها الفرد لمزاولة مهنته، فإن تكيف وتأقلم مع بيئة العمل، ينعكس ذلك على سلوكه، وإن لم يتمكن من التأقلم، قد يلجأ لسلوك سيئ يغلب عليه الإنتقام.
*ضعف التربية الدينية:
فإن العلاقة الفرد بربه دور كبير، حيث إن الدين يؤدي إلى تعزيز القيم والإتجاهات السلمية إتجاه الأخرين، وحقهم في الحياة، فإن ضعف الراسخ الديني لدى الفرد، قد يؤدي به إلى العديد من التصرفات السلبية، وإلى الإستهتار بحقوق الاخرين.
*الصرعات الاجتماعية بين الأفراد:
فإن رسوخ العداوة والنزاعات بين الافراد، وكثرة إعتدائهم على حقوق بعضهم البعض، وتوليد مشاعر الحقد والرغبة في الإنتقام والثأر فيما بينهم، يؤدي وبشكل كبير إلى لجوء الفرد لإرتكاب جريمة قتل، بحق الشخص المتنازع معه.
*العوامل الاقتصادية:
حيث أن جريمة القتل، قد تكون مرتبطة بالعديد من الجرائم مثل: جريمة السرقة وبعض الجرائم الجنسية، فيلجأ الفرد لجريمة القتل، كوسيلة لإركتابه مثل هذه الجرائم.
*الآثار الإجتماعية المترتبة على إرتكاب جريمة القتل:
إن جريمة القتل تؤدي إلى إنتشار الإرتباك والفوضى في المجتمع، وتؤدي إلى عدم الإستقرار.
عند انتشار جريمة القتل في المجتمع، فإنها تجلب معها العديد من المشكلات الإجتماعية الأخرى، كالسرقة، وانحلال القيم، والمقاييس الاخلاقية والسلوكي.
تؤدي جريمة القتل إلى خوف الفرد من المجتمع الذي يعيش فيه، وهذا الخوف يقلل حجم عطاء الفرد للمجتمع، ويقلل من مبادراته وتضحياته في سبيل المجتمع. ومما سبق يتضح لنا أهمية معالجة هذه الظاهرة الاجتماعية، بعد أن قمنا بمعرفة العوامل المؤدية لها، والآثار المترتبة عليها، لا بد من القيام بكل ما يمكن لتلافي مرور الفرد بهذه العوامل، فإن جريمة القتل من أعظم الجرائم التي يتعامل معها القانون، ولا بد من العمل على تحسين الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والسياسية، التي من شأنها الحد من مظاهر هذه الجريمة، ولا بد من الأخذ بعين الإعتبار، أن أسرة الجاني جزء من المجتمع ولا بد من تقديم الدعم الإجتماعي لهم ولأسرة المجني عليه، وذلك لأن العقوبة شخصية ولا تمتد إلى أحد غير الجاني.الوقاية والعلاج لوقاية المجتمع من الجريمة:
هنالك طرق عدة لوقاية المجتمع من الجريمة كوضع برامج متنوعة لعلاج المنحرفين مثل تحويل الرغبات والميول الخطرة عند الإنسان وعلاجها والعمل على الحد من حالات التعرض للإغراءات، ونشر الثقافة والوعي بين الناس والحد من استهلاك المشروبات الكحولية والمخدرات ومعالجة المدمنين وحل المشاكل الاجتماعية بشكل جذري وبالذات في حالات الطلاق بين الأزواج. بعض الجرائم تحدث نتيجة خلل اجتماعي أو تفكك أسري أو نتيجة مرض نفسي أو لأسباب اقتصادية نتيجة الفقر وبسبب التهميش الاجتماعي.