مقالة بعنوان : عقدة اوديب بقلم/ م.د. هيفاء عبدالخالق احمد رئيسة قسم اللغة الانكليزية – كلية التربية الاساسية – جامعة ديالى
مقالة بعنوان : عقدة اوديب
بقلم/ م.د. هيفاء عبدالخالق احمد
رئيسة قسم اللغة الانكليزية – كلية التربية الاساسية – جامعة ديالى
…………………………………………………………………..
كلنا نسمع عن عقدة اوديب ولكن الكثير منا لا يعرف ما هي قصته ( هو الابن الذي قتل ابيه وتزوج امه وانجبت منه اطفالا).
(أوديب) مسرحية يونانية قديمة. كتبها سوفوكليس وأديت حوالي عام 429 قبل الميلاد. سميت المسرحية "اوديب" نسبة الى بطلها اوديب.
اوديب طفل رضيع وكان ينتمي لعائلة نبيلة فوالده الملك بوليباس و والدته ملكة طيبة واسمها جوكاستا. عند ولادته اخبر كاهن المدينة الملك بانه سوف يقتل على يد ولده الجديد لذلك يجب قتل الطفل الرضيع. وعندما سمع الملك هذا الكلام قام بربط قدمي الطفل باحكام وذلك من خلال ثقبين في قدمه وامر خادمه باخذ الطفل الى الجبال وقتله هناك . لكن الخادم كان متعاطفا مع الطفل فلم يستطيع قتله او رميه بين الجبال بل قام باعطاء الطفل لصديقه ؛وهو راع كان يعمل لملك آخر. حيث اخذ الطفل الى ملكه الذي لم يكن له اولاد وتبناه على انه ابنهم ونشأ بينهم وهو لا يعرف اب او ام غير هذه العائلة.
كبر الطفل واصبح شابا قويا، و ذات يوم سمع شائعات تقول بان الملك بوليس وملكته ليس والديه الحقيقيين. سمع اوديب هذا الكلام واسرع الى والديه يسالهم عما اذا كان ما سمعه صحيحا. في بداية الامر انكر الملك والملكة ما قاله اوديب ولكن فيما بعد اعترفوا له بالحقيقة.
بدأ اوديب رحلته للعثور على عائلته الحقيقية وفي طريقه واجه قافلة الملك ورجاله ولانه لم يتنحى عن طريق الملك ، حدثت مشاجرة بين الملك و اوديب وتصاعد الشجار بينها حتى تحول الى قتال، حاول الملك قتل اوديب ولكن شجاعة اوديب هي التي تغلبت في النهاية فقتل الملك وجميع رجاله باستشناء واحد استطاع الهرب. استمر اوديب في رحلته للبحث عن عائلته وكان عليه عبور النهر لينتقل الى الجهة الاخرى ولكن ما من احد استطاع عبور النهر لانه كان محكوم من قبل ابو الهول وكل من اراد ان يعبر النهر عليه ان يحل لغز ابو الهول وهو (ما هو الشي الذي يمشي على اربع في الصباح، ورجلين عند الظهر، وثلاثة في المساء؟) ، ولان اوديب كان يتميز بالذكاء ، نجح في حل اللغزواختفى ابو الهول وحرر اوديب البلاد من لعنته واصبح بطل البلد الذي وصل اليه واسمها طيبة.
بسبب تغلبه على ابو الهول وانقاذ مدينة طيبة منه، قررت ملكة طيبة بان تكافئه على هذا العمل البطولي وعرضت عليه الزواج وان يحكم البلاد معها. وافق اويب وكان سعيدا بهذا الزواج واستمر زواجهم لسنوات واصبح لديهم اطفال.
بعد سنوات يظهر الرجل الذي هرب اثناء المعركة التي دارت بين الملك و اوديب ويخبر الملكة بان والد اوديب قد مات، هنا شعر اوديب بالارتياح لان والده لم يمت بيده.
اصاب الطاعون مدينة طيبة فمات اكثر ناسها وماتت ايضا جميع نباتاتها فاصبحت جرداء. وهنا امر اوديب بارسال رسول الى عراف المدينة ليخبرهم سبب هذا البلاء الذي حل بالمدينة. وكان جواب العراف هو ان اللعنة ستنتهي حالما يتم الامساك بقاتل الملك بوليبوس وان القاتل يعيش معهم في المدينة. امر اوديب رجاله بالعثور على قاتل بوليبوس ليقتله بيده ويخلص البلاد من لعنة الطاعون.
بعد تسلسل الاحداث، يلتقي اوديب بالراعي في مدينة طيبة ويعرف الحقيقة منه. اجبر اوديب الراعي باخباره بالقصة كاملة. وهنا كانت الصدمة حيث عرف اوديب بان الملك الذي قتله في الطريق كان والده بوليبوس وانه الان متزوج من والدته جوكاستا ولديه منها ابناء. ركض اوديب مسرعا الى غرفة جوكاستا الملكة التي هي زوجته و والدته في نفس الوقت ليجدها قد شنقت نفسها، ويقوم اوديب بفقأ عينيه بالدبوس الذي اخذه من فستانها حتى لا يستطيع النظر الى بؤسه وجريمته التي ارتكبها دون قصد. اوديب ينفي نفسه بعيدا" وهو في طريق المنفى يتساءل في الصحراء مع ابنته واخته في نفس الوقت التي رفضت تركه وحيدا، يلوم مصيره ويلعن الراعي الذي انقذه من الموت.