مقالة في المصطلح النحوي
يتكئ الباحثون في العربية وقبلهم النحاة الأوائل في فهم القاعدة النحوية على المصطلح النحوي , فهو صمام الأمان في فهم علم النحو , وهذا واضح من خلال النظر والتأمل في نشأة علم النحو العربي وتطوره بحسب مسيرته الطويلة الى أن استقرّ على لفظٍ واحدٍ وصورةٍ واحدةٍ ,فقد تعددت ألفاظه وتنوعت رسومه من خلال الأمثلة النحوية المستعملة ؛ إذ وردت على نطاق واسع في الكتب النحوية فضلاً عن المعاجم العربية ؛ والذي يطلع عل أمّهات الكتب النحوية كالكتاب لسيبويه والمقتضب للمبرد والأصول لأبن السراج وأمّهات المعاجم العربية كالعين للخليل ولسان العرب لأبن منظور وغيرها من كتب النحاة وأصحاب المعاجم الأخرى يجد ذلك ملاحظاً في نصوصهم وعباراتهم فضلاً عن أسلوبهم وتعبيرهم , ولاسيما إنَّ هذه المصطلحات النحوية هي مفاتيح لهذه النصوص النحوية والسياقات اللغوية التي ربما تتشابه وتختلط عند النظرة الأولى للوهلة الأولى إليها .
لاشك أنَّ البحث في المصطلح النحوي له خصوصية عند الدارسين سواءً من القدامى أو المحدثين ؛ إذ أنَّ البحث والنظر والمعاودة في كل من تناول ودرس المصطلح النحوي يجعلنا مطمئنين في كل ما نقل إلينا من نصوص وتراث نحوي فضلاً عن أُسس وقواعد وأصول , غير إنَّ هذا البحث قديماً وحديثاً في البحث والتقصي والاستقراء عن بدايات كل مصطلح نحوي فضلاً عن النصوص التراثية النحوية التي ورد فيها هذا المصطلح أو ذاك هيأ للصراع بين النحاة أنفُسِهِم قديماً والدارسين حديثاً على الاختلاف والتنازع في بداية كل مصطلح نحوي فنتج نشوء جماعات ومدارس نحوية وعلى رأسها المدرسة البصرية والكوفية اللتين كان لهما الدور البارز في حداثة وتشعبات المصطلح النحوي في المصنفات النحوية , ولاسيما أنَّ بدايات المصطلح النحوي كانت مضربة وغير مستقرة الى القرن الرابع الهجري الذي استقر فيه المصطلح النحوي وصار علماً متكاملاً بفضل الله سبحانه وتعالى أولاً , ومن ثم تظافر جهود العلماء الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل استواء هذا العلم على سوقه .
ويبدو أنَّ المعاصرين الذين نقلوا لنا علم القدماء على تفاوت أزمانهم وعصورهم لم يسلموا في كل ما نُقِلَ عنِ هؤلاء من أقوال واجتهادات ولاسيما في تلك التي كان لها الدور الواضح في التنازع المنهجي بين المدرسة البصرية والمدرسة الكوفية , فنادى فئام منهم في دراسة وبحث فضلاً عن التنقير والإحاطة والرجوع الى القرون الأولى التي دونت المصطلح النحوي , ومن ثمَّ عقد موازنة موضوعية بين المدرستين (البصرية والكوفية) لما لهما فضل السبق في تدوين المصطلح النحوي في مصنفاتهم النحوية , ليثبت من خلالها تحديد المصطلح النحوي تحديداً هل هو مصطلح بصري أو مصطلح كوفي .
عن طريق النشأة والأسلوب والدرس النحوي فضلاً عن السياق والاستعمال الى استقراره مصطلحاً نحوياً خالصاً راجعاً الى إحدى المدرستين البصرية مثلاً أو الكوفية .
وأخيراً أقول ليست كل المصطلحات النحوية قد دُرست , إذ أنَّ في بعضها اضراب وإشكالية من جهة نسبتها واستعمالها فأوصي الباحثين بدراسة هذه المصطلحات النحوية والخروج بشيء جديد رُبما خفي على كثير من الدارسين والباحثين .
م.د.أحمد خليل حبيب محمد
جامعة ديالى / كلية التربية الأساسية / قسم اللغة العربية
22/12/1437هــ , 24/9/2016م
Name : Ahmed Khalil Habeeb Mohamed
عنوان البريد الالكتروني هو :ــ
dr.ahmdznknh63@gmail.com