مساهمة المرأة في التنمية الاجتماعية والثقافية
أ.م. فاطمة إسماعيل محمود
الام أستاذ الاستاذة الاولى شغلت مآثرهم مدى الافاق
تعرف التنمية بأنها : نشاط مخطط يهدف إلى احداث تغيرات في الفرد والجماعة والتنظيم من حيث المعلومات والخبرات ومن ناحية الاداء وطرق العمل ومن ناحية الاتجاهات والسلوك مما يجعل الفرد والجماعة صالحين لشغل وظائفهم بكفاءة وانتاجية عالية .
وترتكز التنمية في منطلقها على حشد الطاقات البشرية الموجودة في المجتمع دون تمييز بين النساء والرجال ويصبح الاهتمام بالمرأة ودورها في تنمية المجتمع ضرورياً لأن تقدم اي مجتمع مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمدى تقدم النساء وقدرتهن على المشاركة في التنمية .
ويتمثل الدور الاجتماعي للمرأة بالأنشطة التي تقوم بها المرأة في نطاق اسرتها وخاصة ما يتعلق بتربية ابنائها وعلاقة اسرتها بغيرها من الاسر الاخرى , خلال عملية نشاطها اليومي والاجتماعي . اما دورها الثقافي فيتمثل في قدرة المرأة على تقسيم ما تتلقاه من معارف ومعلومات من وسائل الاعلام المختلفة بما يدعم دورها في معايشة قضايا العصر والانفتاح على العالم الخارجي , ويلعب التعليم دوراً هاماً في هذا المجال حيث انه كلما نالت المرأة قسطاً اكبر من التعليم كلما كانت اكثر فهماً وأدراكاً للإيحاءات والتأثيرات السلبية التي قد يتعلمها الاتصال بالعالم الخارجي . وتلعب المرأة دوراً رئيسياً في تنمية الموارد البشرية الصغيرة , فالأسرة هي المؤسسة التربوية الاولى لتربية لطفل وتنشئته فيها يوضع حجر الاساس التربوي حيث يكون الطفل عجينة طرية تتقبل التوجيه ويتعودهويلتقط ما يدور حوله من صور وعادات وتقاليد ثقافية البيئة التي يعيش فيها وفيها ايضاً يتعلم مبادئ الحياة الاجتماعية والمعارف والعادات الصحية السليمة .
وتنمي المرأة طاقات ابنائها عن طريق اشراكهم في ممارسة الرياضة , وكذلك تنمية الوعي الفكري والثقافي لديهم , وتوعيتهم دينياً وسياسياً . ودور المرأة لا ينحصر في ذلك بل يتعداه إلى ما تقوم به من اعمال الاقتصاد المنزلي الخاصة بترتيب المنزل وتنظيفه وتصنع الغذاء , وتوزيع دخل الاسرة على بنود الاتفاق المنزلي كما انها في بعض الاحيان تتحمل المسؤولية كاملة في حالة غياب الزوج أو وفاته بالإضافة إلى عملها خارج المنزل والمرأة هي الام التي تقع على عاتقها مسؤولية تربية الاجيال القادمة وهي الزوجة التي تدير البيت وتوجه أقتصادياته , وهي بنت او اخت او زوجة .
وهذا يجعل الدور الذي تقوم به المرأة في بناء المجتمع دوراً لا يمكن اخفاله او التقليل من خطورته ويمكن القول انه لا يمكن الحفاظ على اسرة مستقرة الا اذا كانت المرأة واعية ومدركة لأدوارها داخل هذا الفضاء الفعال لأهم طاقة تعتمد عليها التنمية في تحقيق اهدافها المرجوة الا وهي الطاقة البشرية , فهي الام المربية الاولى التي يعود اليها الفضل في زرع المبادئ والمفاهيم والقيم الانسانية في نفوس الاطفال , بالنظر إلى انهم صانعوا المجد في المستقبل وادوار المرأة داخل الاسرة لها صلة وطيدة بالتعليم والعمل والرعاية الصحية والتنشئة الاجتماعية , وهذا هو المصدر الاساسي لتحقيق تنمية شاملة .
وتعتمد درجة اسهامات المرأة الاجتماعية والثقافية على مدى الخدمات المقدمة في المجتمع التي تساعدها على القيام بهذه الادوار وتتمثل في منشئات الخدمات الاجتماعية كدور الحضانة مراكز التدريب والتكوين المهني , الخدمات الصحية المتمثلة في المستشفيات العامة ومستشفيات الولادة ومراكز رعاية الطفولة والامومة ومراكز تنظيم الاسرة , ومنشأة الخدمات الثقافية التي تمثلت في وسائل الاعلام والمكتبات والاندية الرياضية والاجتماعية .
ان ما يدعوا إلى التفاؤل ان دور المرأة في التنمية الاجتماعية قد بدأ في التغير شيئاً فشيئاً وسط ضغوط احتياجات العصر للمزيد من الموارد البشرية المدرية والمؤهلة للتصدي لجميع التحديات التي يحملها العصر بين ثناياه .
المصادر
1 – أ . م . د . لاهاي عبد الحسين الدعمي , مقدمة في علم الاجتماع , المركز العلمي العراقي , بغداد – طبع في لبنان . 2011 – ص124 ط 1 .
2 – اتجاهات جديدة في علم الاجتماع , تحرير ميشيل هارا لامبوس ترجمة د. إحسان محمد الحسن د . عبد المنعم الحسني – العراق – بغداد – بيت الحكمة – 2001 – ط1– ص275 .
3- Http://www.isesco.ovg.ma/avabe/publication /taaliminath/p5php