قسم التاريخ في أساسية ديالى ينظم ندوة علمية عن تجربة التفرغ العلمي لتطوير الكوادر التدريسية
قسم التاريخ في أساسية ديالى ينظم ندوة علمية عن تجربة التفرغ العلمي لتطوير الكوادر التدريسية
برعاية الاستاذ المساعد الدكتور (حيدر شاكر مزهر) عميد كلية التربية الاساسية نظم قسم التاريخ ندوة علمية عن تجربة التفرغ العلمي لتطوير الكوادر التدريسية .
وتضمنت الندوة التي القاها الاستاذ الدكتور (سرحان علام حسين) التدريسي في مركز الجامعة المستنصرية للدراسات العربية والدولية، التطرق الى تطوير الكوادر الجامعية في التعليم الجامعي في ظل معايير الجودة، من خلال انتقاء عضو هيئة التدريس وفق معايير الجودة والكفاءة في الاداء .
وهذا ما تعمل عليه الجامعات العالمية المتقدمة في تطوير قدرات عضو هيئة التدريس . وفق معايير الجودة ، وان اهم هذه العناصر وفي مقدمتها : ان يدرك الاستاذ الجامعي ان التعليم رسالة وليس مجرد وظيفة ، وهذه الرسالة تحمل هم بناء الاجيال البلد والنهوض بها .
ومما لاشك فيه ان مؤسسات التعليم العالي ممثلة بالجامعات والمراكز العلمية والبحثية تعتبر ذات اهمية كبيرة وريادية في المجتمع ، نتيجة لما تمثله من دور قيادي بأعتبارها قمة السلم التعليمي الذي يعمل فيه الصفوة من الكوادر العلمية الذين يساهمون بعطائهم الاكاديمي في بناء وتطوير المجتمع .
وبما ان العملية التعليمية في الجامعات تعتمد بدرجة كبيرة على كل من الاستاذ الجامعي والطالب والمنهج الدراسي ، لذا ينبغي العمل على وضع برامج تطويرية محددة ومنظمة ومتكاملة تسير جنبا الى جنب لتطوير جميع هذه العناصر ، لأن حدوث أي خلل في أي منها سوف يؤثر سلبيا في العناصر الاخرى
وقد تطرق المحاضر الى توصيف الاستاذ الجامعي من خلال طرح بعض الاسئلة
- اذن من هو الاستاذ الجامعي : هل كل من حصل على الشهادة العلمية فقط ام غير ذلك ؟
- انا اقول نعم هو غير ذلك .
- هو انسان نعم انسانولكن هو انسان بحق اسم على مسمى : وهو يتصف : اولا بانسانيته ومن ثم بقيمه التربوية والاخلاقية ومن ثم المرحلة الثالثة بعطاءه العلمي .
- من هذا المنطلق اقول : أن الاستاذ الجامعيثروة وطنية يوازي ويتقدم على الموارد الاخرى في أي بلد ، له مكانة كبيرة ومؤثرة ، فهو يمتلك فرصة التأثير بعطاءه العلمي . ولذا تتعاظم هذه المسؤولية على الاستاذ الجامعي لكونه يقوم ببناء اجيال عديدة من طلبة العلم ، وقادة المجتمع بكل تخصصاتهم . نعم لا ننسى من الجانب الاخر : دور مربيي الاجيال المعلم والمدرس الرسول الاول والثاني للاجيالوان من اولوياتهم السعى لأداء هذه المسؤولية والامانة بكل اخلاص وتفان ، هكذا لا بد ان تتكامل العملية التطويرية من التربية الى التعليم عند ذلك ،يرتقى الاستاذ الجامعي علما وخلقا مع جهور مخرجات وزارة التربية ، و يؤديدوره بشكل واعي وبصورة متكاملة لانه صاحب مشروع ورسالة عبر بناء جيل متقدم على من سبقه .
وخرجت الندوة العلمية بجملة من الاستنتاجات والتوصيات ابرزها تطوير قدرات وامكانيات ومؤهلات العلمية والتربوية للاستاذ الجامعي سواء كان ذلك من خلال جهده الشخصي الذاتي او عبر منظومة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي . ونبدا من قاعدة الهرم الاكاديمي الاساسية وحسب التوصيفات العلمية الجامعية من : اولا : المدرس المساعد : يتم تطويرة داخليا من القسم بفكرة ( المصاحبة العلمية أي ملازمة الاستاذ او الاستاذ المساعد حسب الموجود ضمن ملاك الكلية ) ثم المدرس ومن ثم الاستاذ المساعد والاستاذ . ثم تطوير وتفعيل برنامج ( المجاميع البحثية ) لتبادل الخبرات أي وفق التجارب العالمية ويسمى في بعض الاحيان ( العقل الجمعي ) وفي بعض التجارب الرائدة كما في اليابان يبداون بهذه التجربة من الدراسة الابتدائية صعودا . بعدها استخدام التقنيات التربوية الحديثة في التعليم للاستفادة من امكانياتها الكبيرة في الحصول على المعلومات العلمية بسهولة وجعل عملية التدريس ممتعة وشيقة للطلبة . فضلاً عن اعطاء فرصة للاستاذ الجامعي في دورات تدريبية تخصصية داخل البلد وخارجه ، وايجاد عدد من الحوافز المادية والمعنوية الكافية لغرض تشجيعه للالتحاق بهذه الدورات ، وضرورة تحديد ميزانية خاصة لغرض دعم البحث العلمي في الجامعات أي المختبرات ومستلزماتها، وتفعيل موضوع الاستاذ الزائر الى الجامعات والمؤسسات العلمية والبحثية في البلدان الاخرى وخاصة المتقدمة منها ، واعتماد معايير مرنة وفعالة تبتعد عن الروتين عند الايفاد، وضرورة العمل على اعتماد تقاليد جامعية رصينة تليق بالاستاذ الجامعي يصان فيه مكانته العلمية ومركزه الاكاديمي، والابتعاد عن حالات التدخل في مسؤولية الاستاذ الجامعي ضمن المؤسسة التعليمية .
- ايضا يتطلب منح الاستاذ الجامعي الحصانة اللازمة من الجهات ذات العلاقة[ لا نقول الحصانة الدبلوماسية ] واعادة النظر بين مدة واخرى بكل التعليمات والامتيازات الادارية والمالية والعلمية الخاص بالاستاذ الجامعي .
- زيادة الاهتمام بأيفاد التدريسيين الى المؤتمرات العلمية والتربوية الخارجية وحثهم على المشاركة الفاعلة فيها
- الاهتمام بالبعثات والزمالات الدراسية والاعارات للتدريسيين والتفرغ العلمي والزمالات البحثيةالى البلدان المتقدمة والتأكيد على الجانب النوعي في ضوء حاجات البلد لمواكبة التطور العلمي والتكنولوجي واطلاعهم على المستجدات العلمية
- الحرية الاكاديمية للاستاذ الجامعي في البحوث والدراسات الراي والراي الاخر وعدم وجود وصايا وقيود غير مبرر عليه .فضلا عن ذلك : لا بد من مراعاة جوانب اخرى بنفس اتجاه التطوير منها :
- أهمية الانفتاح على الجامعات العالمية وضرورة تلاقح الرؤى والأفكار وتبادل الخبرات العلمية من خلال المشاركة في المؤتمرات وورش بحثية التي تقام في مختلف دول العالم وتفعيل وتطوير المكتبات العلمية على ان تتصل بقواعد المعلومات والمصادر العالمية وربطها بشبكة موحدة للمكتبات الجامعية للنهوض بالبحث العلمي فضلا عن المكتبة الافتراضية
- أي انشاء شبكة وطنية للجامعات تحتوي علي قاعدة بيانات عن الرسائل المنشورة في جامعاتنا لتكون نافذة مهمة لتبادل الخبرات والمعلومات بين الباحثين ولرفع كفاءة تبادل المعلومات بين الجامعات بأحدث وسائل الاتصالات وشبكات اتصالات مما يسهل الاشراف العلمي المشترك علي الرسائل العلمية والبحوث ومنح شهادات مشتركة ومتابعة المؤتمرات والندوات العلمية الكترونياً.
- استخدام الدوائر التلفزيونية المغلقة بين الجامعات العراقية والاجنبية.
- العمل بمبدأ الامتيازات التشجيعيةبين الاساتذة والباحين الشباب على الانشطة العلمية والبحثية.
- لا بد من تميز وتكريم للاستاذ المجتهد مقارنة بالاساتذة المتكاسل او قليل العطاء . مثال (في الجامعات الرصينة للاستاذ موقع يتم تقويم عطاءه العلمي والاكاديميوتفاعله مع الاسرة الجامعية وفي الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع .
- فضلا عن كل ذلك ، ان غياب روح الحوار الاكاديمي الخلاق في الجامعات هي ايضا يشكل سببا في تراجع التعليم الجامعي ، ايضا يخلق نوعا من الاستبداد قد تمارسه الادارة الجامعية تجاه الاساتذة عندها يظل الاستاذ الجامعي قلقا ومتوترا وفاقدا لحريته لا يساهم في البناء والتطوير ثم ينزوي على نفسه بل لربما يتقاعس بعمله ايضا .
- اذن الاستاذ الجامعي هوعماد البحث العلمي والاكاديمي ، الركن الاساس للعملية التعليمية في الجامعات
- واخيرا في كل ما تقدميبقى العامل المهم والاهم في كل ذلك للاستاذ الجامعي الرغبة الذاتية للاستاذ هوالاساس والبنة الاولى في تطوير القدرات والمؤهلات والابداع وبراعة الاختراع .
- بالاضافة الى عامل مهم وضروري هو توفير الحماية الامنية للاستاذ الجامعي كونه ثروة وطنية كبرى . [ كم خسرنا من علماء وباحثين] .