تدريسية من اساسية ديالى تحصل على شهادة الدكتوراه من كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى
حصلت التدريسية نبراس جلال عباس من قسم اللغة العربية في كلية التربية الاساسية على شهادة الدكتوراه عن أطروحتها الموسومة بـ (توظيف الصورة البيانية عند ابن الجوزي في كتبه – دراسة تحليلية )
هدفت الدراسة الى الوقوف على إبراز جمالية التمثلات البيانية للصورة التي جسدها ابن الجوزي في سياق تصانيفه التي امتازت بالابتكار والإيحاء والتأثير في المتلقي
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها ان النص القرآني عُدَّ المصدر الأساس في تشكيل الصور البيانية ولا سيما في التشبيهات الموجودة في القرآن الكريم التي درسها ابن الجوزي بشيء من التفصيل والدقة مستنداً على درايته بكلام العرب وافانينهم في الخطاب المستند إلى العناية والتوضيح بوساطة تفسيره للآيات التي تنطوي على هذا اللون من ألوان البيان العربي ، فكان يجيد التعامل الفني مع عناصر الصورة التشبيهية بما يبرزها ويجليها للمتلقي ، وكان كغيره من العلماء يوظف مصطلحات (التشبيه والتمثيل والمثل) للدلالة على صورة التشبيه في النص القرآني
وأوضحت الدراسة ان ّ شخصية ابن الجوزي تعد شخصية موسوعية متعددة المعارف ولاسيما رؤيته لإعجاز القرآن الكريم من جهة نظمه وأسلوبه وبلاغته، وربط ذلك بأنماط التشبيه لديه ؛ إذ ارتبط بحث صورة التشبيه لديه بالنّظم بوصفه وجهاً بارزاً من وجوه الإعجاز ، وقد عنى ابن الجوزي بمباحث البيان عناية كبيرة في تفسيره، وجعل التشبيه والتمثيل والمثل بمعنى واحد ، ولم يفرق بينهم في دراسته الآيات القرآنية الدالة قاصداً استيحاء الجانب الجمالي ، والأثر الفني الذي تتركه صورة التشبيه في السياق ، وهو في ذلك يمثل امتداداً واضحاً لسلسلة آراء المفسرين من قبله كما تبين لنا في الأمثلة التي ذكرناها ، إلّا انه قد ينفرد عنهم بإضافة معرفية يعتمد فيها على حسه وذوقه ومعرفته بالأشياء وبصيرته بكلام العرب شعراً ونثراً
وبينت الدراسة ان التشبيه يعد من أكثر الالوان البلاغية شيوعا في الكلام العربي شعره ونثره كما تمثل في آيات القرآن الكريم كثيرا بمختلف أنواعه ، لفاعليته في زيادة المعنى وضوحا ويكسبه تأكيدا ، ووظيفته الأساسية أن يزيل عن المعنى اللبس والغموض ، ويجلوه عن الانظار ويقربه إلى الاذهان ، والتشبيه من الوسائل الفنية التي تعين على تصوير كثير من المعاني وتتيح لها الاستقرار في النفس، والتأثير فيها ، وتميزت عبارة ابن الجوزي بالوضوح والقدرة التأثيرية في المتلقي بأيسر أسلوب وأحسنه بعيداً عن الغموض والتعقيد أو التفريغ المنطقي والتقسيم والإسهاب ، وكأنّه بذلك يخالف منهج المتكلمين من المفسرين أمثال الرازي والزمخشري في تفسيرهما.