
تدريسي من اساسية ديالى يناقش رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى
ناقش التدريسي من قسم الجغرافيا بكلية التربية الاساسية الاستاذ المساعد الدكتور حسين عبدالمجيد حميد رسالة الماجستير الموسومة بـ (الأبعاد الجيوبولتيكية للتوجهات الطاقوية التركية نحو العراق بعد عام 2003 ) .
هدفت الدراسة التي تقدم بها الطالب علي حسين جلاب , واشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور رشيد سعدون محمد ، الى تحديد الدوافع الجيوبولتيكية التي تسعى التوجهات الطاقوية التركية لتحقيقها , وإعطاء صورة مستقبلية عن استراتيجية توجهات الطاقة التركية وتأثيرها في العلاقات العراقية – التركية.
توصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها أظهرت الدراسة أن تركيا وعن طريق موقعها وطبيعتها المتنوعة ومساحتها الواسعة تعد من البلدان الغنية بالموارد الطبيعية، باستثناء افتقارها إلى مصادر الطاقة (النفط والغاز الطبيعي)، مما جعلها تتوجه نحو العراق في أطار تحقيق مصالحها الاستراتيجية وتأمين احتياجاتها الطاقوية من أكثر من مصدر , كما تعد تركيا دولة غنية بالموارد المائية، فروافد المياه المنسابة من المرتفعات التركية إلى الأنهار العربية وخاصة دجلة والفرات شكلت أداة وصل بين العرب والأتراك يصعب فصلها، فرأت تركيا ضرورة الاستفادة مما تملكه من ثروات مائية والتي تعد إحدى المداخل المهمة التي ستعتمدها أنقرة في توظيفها لصالح دورها في الشرق الأوسط وفي العراق تحديداً الذي يقوم على أساس التماثل في امتلاك شروط القوة والنفوذ، كذلك أن الموقع الجغرافي للعراق ذو اهمية جيوستراتيجية متميزة , كونه يقع في قلب الشرق الاوسط التي بدورها تقع في قلب العالم, وبالتالي فهي تعد منطقة اتصال وصراع بين الشرق والغرب في ان واحد, حتى اضحى هدفاً للتنافس بين القوى الكبرى.
بينت الدراسة ان الطاقة المتمثلة بالنفط والغاز تعد من أهم عناصر القوة التي تسعى تركيا لتأمينها, ولقد تضافرت عناصر عدة لتصنع عوامل القوة في التوجه الإقليمي التركي كعناصر القوة الصلبة المتمثلة في اقتصاد قوي متجانس يحتل مراكز متقدمة عالميا من حيث حجم الناتج المحلي الإجمالي، وقدرات بشرية ضخمة، فضلاً عن أدوات القوة الناعمة كجاذبية المشروع الذي تقدمة وما تظهره من تجربة نادرة في التناوب السلمي على الحكم في منطقة هزتها عواصف التناحر والوصف بالديكتاتورية, كما أنها تملك موقعا جغرافيا استثنائيا بين القارات الثلاث ( أوربا واسيا وعلى مشارف إفريقيا, إذ لا يفصلها عنها سوى البحر المتوسط .
أوصت الدراسة بضرورة العمل على استثمار المقومات الجغرافية للدولة وتوظيفها بصورة مثالية تسهم في بناء الوزن الجيوبولتيكي لها ويرفع من هيبته ومكانته وينعكس ايجاباً على سياستهُ الخارجية ولا سيّما ازاء تركيا ، من الضروري ان تعمل الحكومة العراقية على الافادة من الموارد الطبيعية المتاحة، لا سيما مصادر الطاقة(النفط والغاز) وبعض المعادن المهمة في السياسة والدولية، كونها تسهم في تدعيم وبناء الوزن السياسي والاقتصادي للدولة، والمحافظة على قرارها السياسي من ضغوط الدول الكبرى التي تمارسها على الدول الفقيرة اقتصادياً ، وعلى العراق تطوير رؤية استراتيجية تُجاه دول الجوار الجغرافي, فضلاً عن أن الأقاليم تتواكب مع المستجدات في القرن الحادي والعشرين, مع بذل الجهود لإرساء هذه الرؤية على وفق أرضية صلبة, لتوظيف إرثهِ التاريخي ومعطياته الجغرافية بصورة أمثل, ومن شأن ذلك أن يؤدي الى ظهور العراق كقوة إقليمية مؤثرة في المنطقة.