اساسية ديالى تنظم محاضرة نوعية تخصصية عن علم النفس اللغوي
ضمن المنهاج العلمي للفصل الدراسي الاول لطلبة الدكتوراه في قسم اللغة العربية واصلت المؤسسة التعليمية الأكاديمية انشطتها في ظل جائحة COVID – 19، ولاسيما تقديم المحاضرات في الدراسات الأولية والعليا عن طريق التعليم عن بعد في الصفوف الإلكترونية Google Classroom باستعمال وسائل الاتصال مثل Google Meet .
ومع انطلاق بدأ العام الدراسي الجديد في كلية التربية الأساسية / جامعة ديالى استثمر التدريسي الأستاذ المساعد الدكتور عبدالحسين أحمد الخفاجي هذه التقنيات في درسه لطلبة الدكتوراه مادة (علم النفس اللغوي) ، وقد اعتمد أسلوب العروض التقديمية PowerPoint في إعداد وتصميم محاضراته في الدراستين الجامعية الأولية والعليا بما تحققه من دافعية لدى الطلبة في الأشكال والالوان والحركات وخرائط المفاهيم ، فضلا عن إمكانية تسجيلها فيديويا ورفد الطلبة بعد إرسالها إليهم في الصف الإلكتروني للرجوع إليها وقت ما يشاؤون مواكبة للتطور التكنلوجي في التعليم والتعلم ، ولتحقيق ذلك أمن المضمان اللاسلكي Wireless Modem الخاص به لتحقيق التواصل التكنولوجي في عرض وتسجيل محاضراته لطلبة الدكتوراه الذين يبلغ عددهم (4) من الطلبة .
وتطرقت المحاضرة الى موضوع (اللغة والدماغ) تضمنت قسمين القسم الاول اوضح فيها اهتمام الفلاسفة منذ القدم بدراسة آلية معالجة الدماغ الإنساني للغة ، ثم عرض صورتين لأجزاء الدماغ ووظائفها، وانتقل إلى قدرات الدماغ في تحديد معنى الكلمة وخصائصها النحوية قبل أن يتمكن من تحديد خصائصها الصوتية فيما يسمى توليد الكلام . وبين اعتماد الدماغ في قياس زمن استجاباته للكلمة أو الجملة على وفق مبدأ سرعة معالجة المعطيات التي تتصل بمدى صعوبة عملية معالجة تلك المعطيات ، فكلما كانت العملية اكثر سهولة وتيسيرا كلما استغرقت زمنا أقل ، فمعالجة الجملة المبنية للمجهول تتطلب زمنا أطول من الزمن الذي تستغرقه معالجة الجملة المبنية للمعلوم ، ومعالجة نبرة وتنغيم الكلام الدال على مشاعر الحزن والغضب تتطلب زمنا أطول من الكلام الدال على مشاعر الفرح والاعجاب . ثم بين قيام الدماغ في اثناء بحثه عن كلمة ما بتفعيل مجموعة من الكلمات المتشابهة المتجاورة في المعجم العقلي ، إذ يقوم باستبعاد الكلمات المنافسة ويرجح أنسبها على وفق عدة محددات كالسياق والنبر والتنغيم والجرس الموسيقي لأحرفها ودلالاتها في اتقان يرتبط بالثروة اللغوية المكتسبة والقدرات والمهارات اللغوية المتنوعة ، وعرض الكلمات المتنافسة في دلالة الشجاعة فكانت (باسل – مُشيح – حَمِس – ليث – عَضِب – مقدام – بئس – أحمس – محرب – مغوار – مقارع – غضنفر ) . بعد ذلك انتقل إلى كيفية تصحيح الدماغ لا شعوريا للأخطاء في الكلام التي يسمعها الإنسان في بعض الأحيان ، فعندما يخطأ المتكلم في نصب الفاعل ورفع المفعول به في جملة : ضرب علي الكرة يصحح الدماغ سماع ذلك على الوجه الصحيح ، وانعطف الى استطاعة الدماغ للتركيز بشكل كامل على صوت واحد من بين الأصوات المختلفة دون غيره ، ويمكن أن يواجه انتباهه نحو ذلك الصوت فقط بملء إرادته في حالة أن يكون في بيئة تعج بالأصوات المختلفة ، ففي حالة أن يتحدث أحدنا على هاتفه في صالة انتظار صاخبة سيقوم الدماغ بتوليف نفسه لاستقبال الصوت الصادر عن الهاتف من دون غيره من الأصوات . بيد أنه لو سمع في أثناء تركيزه على ذلك الصوت كلمة ما من أحد الحاضرين تمثل أهمية شخصية بالنسبة له كأن يسمع اسمه الشخصي ، اسم عائلته ، فإنه سيتجه مباشرة نحو مصدر ذلك الصوت مهما كان خافتا . ويمكن للإنسان أن يستمع إلى صوتين مختلفين في آن واحد ، إذ يقوم الدماغ في تلك الحالة بمعالجة أحد هذين الصوتين في الوقت الذي يقوم فيه بالاحتفاظ بالصوت الآخر في ذاكرة مؤقتة ليقوم بمعالجته لاحقا ، وبذلك فإن الدماغ سيستعمل عمليتي الحفظ والمعالجة بالتناوب بين هذين الصوتين كي يتمكن من التعامل معهما في الوقت نفسه
وختمت المحاضرة بتقديم سؤال المحاضرة (كيف تواءم بين ما عرفته عن العلاقة بين الدماغ واللغة ، في ظل الفروق الفردية لدارسي اللغة ؟) الذي سيقوم الطلبة بتقديم الإجابة عليه لاحقا ليحصلوا على استحقاقهم من درجتين يجمعوا فيه درجة سعيهم من 30 بعيدا عن الأسلوب التقليدي لاختبارات الورقة والقلم في القاعة الدراسية .