تعاون علمي مشترك بين اساسية ديالى وكلية بلاد الرافدين الجامعة والجامعة العربية في واشنطن
ضمن اطار التعاون العلمي المشترك بين الجامعات الحكومية والاهلية قدم الاستاذ المساعد الدكتور ليث عبدالستار عيادة اللهيبي الاستاذ المتخصص في الاعلام الرقمي من كلية التربية الاساسية بجامعة ديالى بالمشاركة مع الاستاذ الدكتور حسين خميس علوان الانصاري عميد كلية الاعلام الجامعة العربية في واشنطن ورشة عمل عن (أثر وسائل الاعلام الحديثة على تغيير القيم الاجتماعية لدى الشباب) والتي نظمتها كلية بلاد الرافدين الجامعة على رحاب قاعة اشنونا وبمشاركة عدد من المختصين والاعلاميين والتدريسيين والطلبة.
هدفت الورشة التي ادار جلستها الاستاذ الدكتور ابراهيم نعمة الشمري رئيس قسم الاعلام في كلية بلاد الرافدين الجامعة الى توعية الشباب بمخاطر وسائل الاعلام الحديثة وتأثيرها على تغيير القيم الاجتماعية لدى الشباب فضلاً عن تسليط الضوء على ظاهرة الادمان الالكتروني بمختلف اشكاله ومخاطر المخدرات الرقمية وما يترتب عليها من اثار سلبية على الفرد والمجتمع.
وتضمنت الورشة مناقشة محاور عدة، قدم المحور الاول تعريف بالإدمان الالكتروني وهو نوع من أنواع الاضطرابات التي يعاني منها بعض الأشخاص، كما صنفها بعض الأطباء النفسيين، والذي يوحي بالاستخدام القهري لـ الانترنت وتصفح المواقع بشكل متواصل والاعتماد عليه في كافة الأمور الحياتية، سواء تصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو التسوق عبر الانترنت، ويؤثر إدمان التكنولوجيا بشكل سلبي على الصحة النفسية والعقلية للفرد، اما المحور الثاني تطرق الى أنواع إدمان الانترنت والتكنولوجيا وتم التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي كونها تعد أحد المصادر التي يستقي منها طلبة الجامعة قيمهم، والتي يقضي عليها الأشخاص العديد من الساعات لمتابعة كل ماهو جديد، ومشاركة لحظاته أول بأول، وعدم الاهتمام بأي أمور حياتية. وبين المحور الثالث استخدامات شبكة التواصل الاجتماعي كأحدى وسائل التكنولوجيا الحديثة، حيث تزايدت أعداد مستخدميه في الآونة الأخيرة بشكل لافت للنظر، واتسع نطاق تأثيراته المباشرة في ثقافة الأفراد واتجاهاتهم. وعرج المحور الرابع على استعراض العديد من الدراسات السابقة حول هذا الموضوع الى ان هناك اثاراً كبيرة للإعلام الجديد او ما يسمى بالإعلام الرقمي او التفاعلي وغيره من المسميات بشكل عام ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص والذي اصبح يشارك في التنشئة الاجتماعية للشباب جنباً الى جنب مع الاسرة والجامعة.
وبين اللهيبي ان أسباب الإدمان الالكتروني التي تعزو الى تلبية العديد من الرغبات الملحة، منها: توفير السرية والخصوصية التامة لمن يبحثون عن السرية، وتفريع الرغبات المكبوتة، والفراغ والملل الذي يدفع الأشخاص في البحث عن ملاذ يلجأون إليه للتخلص من أوقات الفراغ، وتوجه البعض ممن يعانون بعض الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب، وافتقارها إلى الدعم العاطفي، واللجوء إلى الإنترنت لسد هذه الحاجة، والهروب من الواقع إلى عالم التكنولوجيا والانترنت أو ما يسمى بالعالم الافتراضي، ممن يعانون من اليأس أو الملل والانزعاج، او الخروج من علاقة عاطفية والتعرض للصدمات النفسية التي تجعل الشخص بحاجة إلى الخروج من الحالة النفسية السيئة، فضلاً عن ان الأشخاص الذين يعانون من العزلة الاجتماعية والشعور بالخجل في التواصل مع الآخرين، هم أكثر عرضة للإصابة بالهوس الإلكتروني، وانتشار الالعاب الإلكترونية الحديثة، وقضاء البعض العديد من الساعات المتواصلة على الإنترنت.
وطرح الانصاري بعض التساؤلات حول موضوع الورشة ابرزها كيف أعرف أنني أعاني من إدمان الإلكترونيات؟ سؤال يطرحه البعض عن اعراض الادمان على الالكترونيات والانترنت، ولكن تظهر بعض علامات ادمان الالكترونيات والانترنت النفسية والجسدية المتمثلة بألم في الظهر، والصداع المتواصل، وزيادة الوزن أو فقدانه، والاضطرابات في النوم، والتشويش في الرؤية.
واكد الانصاري على علامات ادمان الالكترونيات النفسية المتمثلة بالشعور بالذنب، والقلق والارتباك، وعدم الأمانة، والعزلة الاجتماعية، والاندفاع، والكآبة، والتقلبات المزاجية، وعدم الاهتمام بالوقت، واخيراً الإفلاس وضياع الأموال بسبب لعب القمار.
وقدم اللهيبي بعض النصائح والتوجيهات للمشاركين في الورشة وعلى النحو الاتي: أنت محاط بالتكنولوجيا، نحن نعيش في العصر الرقمي، لا يمكنك التوقف عن استخدامها لأنها لغة العصر، لذلك اضطراب الادمان الالكتروني إذا كنت تعاني منه، يمكنك التخلص منه بسهولة، والسيطرة على إدارة حياتك بشكل كبير..لإنك إذا نظرت حولك ستجد كلأً منا يستخدم الانترنت بشكل مختلف عن الآخر، وإليك بعض النصائح التي يمكنك اتباعها في التغلب على الادمان التكنولوجي، منها: ممارسة الرياضة والقراءة والخروج للتنزه، تقسيم الوقت بين العمل والتواصل مع الأسرة والأصدقاء والجلوس على الهاتف، ومراقبة الأطفال ومتابعتهم أثناء استخدام الانترنت، والتودد والتقرب إلى المراهقين ونصحهم بمدى خطر الإنترنت وتأثيره السلبي، وتواصل إيجابياً مع الطفل ومشاركته في الألعاب الغير إلكترونية، واخيراً ليس الحل هو التوقف عن استخدام الانترنت نهائياً، ولكن هو كيفية إدارة استخدامه بشكل صحيح دون التأثير على حياتك الواقعية.
واوصت الورشة بضرورة تعزيز الوعي بأهمية القيم العليا وحاجة المجتمع العراقي لها، توجيه وسائل الاعلام نحو تعزيز قيم المواطنة الصالحة والانتماء للوطن وحبه في نفوس الطلبة، فضلاً عن العمل على تصميم صفحات اجتماعية (قيمية) الكترونية وورقية خاصة بطلبة الجامعات تثير اهتمامات الطلبة من خلال متابعة القدوات الصالحة في المجتمع في مختلف المجالات والتخصصات (مثال اصدار مطبوعات بشكل دوري، او جداريات)، وتنمية الوعي بضرورة توظيف الانترنت بشكل امن وفعال لتعزيز القيم الاجتماعية وسبل الافادة منها علمياً بما يخدم المجتمع، التأكيد على عقد الندوات والورش والدورات المتخصصة لطلبة الجامعات العراقية بمختلف الكليات في آلية التواصل الاجتماعي مع مؤسسات المجتمع المدني وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم العالي، وضرورة انشاء مجموعات الملتقى الطلابي الثقافي بين الجامعات العراقية المختلفة تناقش القيم الاجتماعية والعادات والتقاليد السائدة في البلد وتعريف الشباب بالدور المناط اليهم تجاه تعزيزها وغرسها بين الطلبة.