محاضرة علمية في قسم اللغة العربية عن المناهج والكتب المدرسية لطلبة المرحلة الرابعة
محاضرة علمية في قسم اللغة العربية عن المناهج والكتب المدرسية لطلبة المرحلة الرابعة
القى التدريسي (مؤيد سعيد الشمري) في قسم اللغة العربية بكلية التربية الاساسية محاضرة في المناهج والكتب المدرسية لطلبة المرحلة الرابعة للدراسة الصباحية.
وهدفت المحاضرة التعرف على الدقة , الضبط , ايصال المعلومة الى ذهن الطالب , تعريف الطالب بالمناهج وانواعها .
وتضمنت المحاضرة مفهوم المنهج :
اتخذ المنهج معاني متعددة ارتبطت بالتطورات التي سادة الفكر التربوي , ويمكن التمييز بين نوعين من المنهج هما :
1 ـ المفهوم القديم ( الضيق ) .
2 ـ المفهوم الحديث ( الواسع ) .
المفهوم القديم : وهو عبارة عن المحتوى الذي يتعلمه التلميذ ويتمثل هذا المحتوى بالمعلومات ( الحقائق والمفاهيم والمبادئ ) التي نضمت بصورة مواد دراسية وزعت على سني الدراسة ومراحلها وهذا المفهوم يترادف مع القرارات الدراسية وهو يستند الى الفكر القائل ان على المدرسة اختيار المادة الدراسية بقدر معين لتدريب التلاميذ , والمادة الدراسية هي الغاية والوسيلة في آن واحد , فالمتخصصون في مجالات المعرفة يقومون باختيار وتحديد موضوعات الدراسة ولانحياز لمجال التخصص والادعاء بافضلية غيره من التخصصات , الامر الي ادى الى زيادة المواد الدراسية واصبحت غاية التعلم اتقان التلاميذ لتك المواد الدراسية , وسادت الدراسة النظرية على الدراسة العملية , وتركز الاهتمام على الجانب العقلي دون غيره من جوانب شخصية التلميذ ( الجسمية والانفعالية والاجتماعية ) وغيرها .
ونحصر دور المعلم في ظل هذا المنهج بنقل المحتوى الى اذهان التلاميذ لتلك المواد الدراسية وعلى التلميذ حفظه واستظهار المادة الدراسية دون غيرها من العمليات الذهنية الاخرى , وعلى التلميذ ايضا الطاعة ومراعاة النظام ولم يقتصر اثر هذا المفهوم الى دور المعلم والمتعلم بل امتدت لتشمل اساليب الادارة والاشراف والتوجيه الفني ونظم اعداد المهلم وغيرها .
ويمكن اجمال الانتقادات التي الى المنهج القديم فيما ياتي :
1 ـ الاهتمام بالناحية العقلية للتلميذ واهمال الجوانب الاخرى لشخصيته .
2 ـ العناية بالجوانب النظرية واهمال الجوانب العملية .
3 ـ سلبية التلميذ وضعف مشاركته في المواقف التعليمية .
4 ـ ضعف ارتباط المواد الدراسية بالبيئة وبحاجات وميول التلاميذ .
5 ـ تقييد النمو الذهني للمعلم .
6 ـ ضعف الاهتمام بالانشطة التعليمية للتلاميذ , وان المعلم هو مصدر المعرفة .
المفهوم الحديث : ظهر هذا المفهوم كرد فعل للانتقادات التي وجهت الى المفهوم القديم ولظهور العلوم الحديثة والطريقة العلمية والثورة الصناعية وما صاحبها من تغيرات اجتماعية , ويعرف المنهج بالمعنى الحديث هو جميع الخبرات التربوية التي تهيؤها المدرسة لتعليم تلاميذها داخل المدرسة وخارجها لغرض مساعدتهم على النمو الشامل في جميع جوانب الشخصية وتعديل سلوكهم طبقا لاهدافها التربوية .
خواص المنهج الحديث : يمتاز المنهج الحديث بالخواص الاتية :
1 ـ الخبرة هي وحدة بناء المنهج بمعناها الواسع , فلم تعد الخبرة تمثل ما يراه الكبار مناسبا للصغار من معارف , بل اصبحت تمثل ما يتعلمه التلميذ من انشطة وامكانات ووسائل وغيرها .
2 ـ لم تعد المدرسة المكان الوحيد للمتعلم , بل ما يحدث خارجها كالرحلات والمعسكرات والزيارات الميدانية وغيرها .
3 ـ الاهتمام بالموقف التعليمي للمتعلم لكي تصبح الخبرة التي يتعلمها التلاميذ من الموقف التعليمي خبرة مربية تمتاز بالتفاعل مع الخبرات السابقة للتلميذ .
4 ـ النمو الشامل لشخصية التلميذ بجوانبها المختلفة ( الجسمية والعقلية والمهارية والانفعالية ) دون الاقتصار على الناحية العقلية فقط .
5 ـ المحتوى او المقرر الدراسي لم يعد غاية في ذاته كما كان الحال قديما , وانما اصبح احد مكونات المنهج الحديث يسهم مع غيره من المكونات لتحقيق الاهداف التربوية المنشودة .
6 ـ الاهتمام بطرائق التدريس وتنوعها , اذ لا توجد طريقة بذاتها تصلح لجميع المواقف التعليمية .
7 ـ اختيار المحتوى وطرائق التدريس والوسائل التعليمية والانشطة التعليمية بالاستناد الى الاهداف التربوية المحددة مسبقا .
8 ـ الحكم على صلاحية المنهج من خلال معرفة مدى تحقيقه للاهداف المنشودة وذلك من خلال القيام بعملية تقويم مستمرة للمنهج .