مقال بعنوان: كن متميزاً في الحياة بقلم/ أ.م. شاهين سهام عبدالرزاق قسم التاريخ – كلية التربية الاساسية – جامعة ديالى
مقال بعنوان: كن متميزاً في الحياة
بقلم/ أ.م. شاهين سهام عبدالرزاق
قسم التاريخ – كلية التربية الاساسية – جامعة ديالى
لا تكن عادياً بل كن مختلفاً، أن تكون مختلفاً ومتميزاً عن الآخرين ليس بالأمر الهيّن، لأن ذلك يتطلب مهارات تفوق الناس العاديين، فكل الناجحين الذين حققوا إنجازات مهمة في حياتهم كانوا مختلفين عن الآخرين أنهم أشخاص قرروا أن لا يتبعوا القطيع وأصبحوا هم من يقودونه، أن تكون مختلفاً هو أنك لا تعيش كمعظم الناس بل تعيش حياة مختلفة لها أهداف وتصورات ربما يعتبرها البعض غريبة، المختلف عن الآخرين لا يعرف معنى الفشل واليأس بل يؤمن بمبدأ المقاومة حتى تحقيق النجاح، لذا كن متميزاً عن الآخرين بخبرتك وعطائك ونظرتك تجاه الأشياء فإذا كانت هذه النظرة سليمة وممتازة سوف تكون حتماً متميزاً ومختلفاً والعكس صحيح.
الإيمان والطموح هم أسلحتك فحينما تمسكهم بين يديك فاعلم أنك ستسحق أي عقبة في طريقك كيفما كانت عكس الأغلبية أو القطيع يسيطر عليهم الخوف من البدء وقبل بدءهم في فعل أي شيء، يفكرون في الفشل ويقولون لربما سأفشل، تباً لمن يقول هذا الكلام يا صديفي يجب أن تعلم أنه لا يوجد مجال آمن بدون فشل، نتمنى أن يصل هذا الكلام إلى قلوبكم، نريد أن نعرض هذا المفهوم البسيط أو المعادلة البسيطة، تريد أن تحصل على شيء لم يحصل عليه معظم الناس ربما ذلك المركز المرموق أو تلك الثروة الضخمة أو تلك الشهرة الفائقة.
إن كنت تريد الوصول لأي من هذه الأشياء، يجب أن تغامر يجب أن تفعل أشياء يخاف القطيع من فعلها وهذا هو أكبر فرقٍ بين القطيع ومن يقودونه، كلما غامرت أكثر فإنك ستقتل مع الوقت هاجس الخوف من الفشل وستفعل أشياء لم تكن تتخيل أنك تستطيع فعلها، لذا قاوم ولا تطرق مقعد القيادة لغريزة الخوف ولا تخف من التغيير، نفّذ الوظائف الإضافية بجانب كل ما تتقنه ولا تكن متشائماً وتتوقع أسوأ العواقب.
الوقت يمرّ ولا يمكننا توقيفه حتى نجمع أنفسنا سنجد يوماً ما أنفسنا في سنّ الثلاثين أو الأربعين ونحن تائهين لا نعرف السبب أو الطريق الذي سلكناه، وسنجد أنفسنا آنذاك منشغلين ومنهمكين في المشاكل والمتاعب والمصاعب، لذا علينا أن نحاسب أنفسنا على كل ما نفعله كل يوم وكل ليلة هل نحن في الطريق الصحيح وهل نحن بالقرب من تحقيق النجاح.
لكي تكون مميزا يجب عليك أن لا تسواي الآخرين بك بكل شيء، يجب أن تتميز عنهم في كل أمر وفي كل حدث حتى ولو ببصمة، ضع بصمتك الخاصة المميزة عن الآخرين لتجذبهم إليك تلقائياً.
إذا أردت أن تكون مختلفاً في هذه الحياة فيجب عليك طرق بصمات النجاح فيها، عليك أن تكون أنت المهندس، مهندس حياتك ولا تجعل الآخرين يصممونها لك، وتذكر أنه كلما كان هدفك عظيماً كلما كان عليك أن تكون شخصاً أقوى لتحقيق هذا الهدف، وتحقيق الأهداف هي الوسيلة الآنجح لبناء الشخصية الممتازة والمختلفة، أعثر على أسلوبك الخاص وكن فريداً، كل ناجح يحرص على أن يكون مختلفاً عن الآخرين الناجح يؤلف الموسيقى الخاصة به في تعامله مع أي شيء في حياته، يجب أن تغير نظرتك نحو الحياة وهذا التغيير من اختيارك أنت وليس من شخصاً آخر.
الحياة نعيشها مرةً واحده فيجب أن نعيشها كما نراها وكما نحبها وأن نكون على طبيعتنا ومبتسمين ومبدعين ونبحث دائماً عن تحسين ظروف حياتنا ولا نقارن أنفسنا مع الآخرين بل نقارنها مع أنفسنا قبل يوم وقبل عام وقبل عشرة سنين ونتعلم من الماضي ونجعله تجربةً وقنطرة عبور واستفادة للوصول إلى أهدافنا، الحياة فرصة لا تتكرر لذا يجب عليك أن تغتنمها فيما يصلح ذاتك ويطوّر مجتمعك، هل أنت شخص مغامر بطبعه؟ وما هي مغامراتك؟
ولربما لدى كل واحدٍ منا مثالاً أو قدوةً أو نموذجاً يحب أن يقتدي به أو يكون مثله.. وإذا أخفق في ذلك، فإنه يسد ذلك الاخفاق بشيء يُنمي أو يُشير الى تعلقه بتلك الشخصية..
فعلى سبيل المثال، الفتى أو الشاب الذي يُحب أحد لاعبي كرة القدم، لمهاراته في تلك اللعبة.. فإنه يحب أن يقلد ذلك اللاعب أو يؤدي تلك المهارات، ولكن!! لإخفاقه -مع العلم أنً بإمكانه أدائها لو تدرب عليها بالطرق الصحيحة- نراه يلتف من ناحية ثانية!! فيرتدي قميصاً (تي شيرت)، يحمل نفس الرقم لذلك اللاعب.. أو يجعل تسريحة شعره مشابهة لشعر ذلك اللاعب، أو يقوم ببعض حركاته..
وواقع الحال، أن لدى ذلك الشاب مهارات وقابليات.. لو سُلّطت الأضواء عليها.. لتمنّى المُقَلّد أن يؤديها!! وهنا نوجه الخطاب لشبابنا الواعي، كونوا متميزين فخورين بأنفسكم، وانتسابكم لأمة سيد المرسلين(ص)، فهي خير أمة أخرجت للناس.. ولا بأس بالفتى أن يفتخر بالأفذاذ والمتميزين من تلك الأمة، ويقتدي بهم، ويفتخر بهم ولكن..
ليس الفتى من قال كان أبي ***** إنّ الفتى من قال ها أنا ذا
وإن كان هذا المعنى لا يشمل جيل الشباب فقط بل كل فرد في المجتمع شيباً وشباباً، نساءً ورجالاً..
يُروى أنّ ولداً قال له والده يوماً، وهو يحثّهُ على تحصيل درجات عالية، في الامتحانات النهائية: ولدي عندما كنتُ بعمرك، كانت درجاتي كذا وكذا..
فقال الولد ملاطفاً أباه: أبي عندما كان نابليون بعمرك الآن فقد سيطر على نصف العالم!!
وعندما كان أديسون بعمرك الآن كان قد اكتشف المصباح الكهربائي ووضع أكثر من عشرة نظريات في الفيزياء.. فماذا ستفعل أنت الآن؟؟
عندها قبّل الوالد ولده، وضمّه إلى صدره، وصار يفكّر جدياً في كلام ابنه الصغير.