ندوة علمية تخصصية في اساسية ديالى تسلط الضوء على الادمان الالكتروني واثاره السلبية على الفرد والمجتمع
ندوة علمية تخصصية في اساسية ديالى تسلط الضوء على الادمان الالكتروني واثاره السلبية على الفرد والمجتمع
برعاية كريمة من قبل الاستاذ الدكتور عبدالمنعم عباس كريم رئيس جامعة ديالى وبأشراف الاستاذ الدكتور عبدالرحمن ناصر راشد عميد كلية التربية الاساسية نظمت شعبة الاعلام والعلاقات العامة في الكلية وبالتعاون مع الجامعة العربية لشمال امريكا وبالتنسيق مع شعبة التعليم المستمر في الكلية ندوة علمية تخصصية عن (الادمان الالكتروني واثاره السلبية على الفرد والمجتمع) بمشاركة عدد من المختصين والتدريسيين والطلبة
هدفت الندوة التي ادار جلستها الاستاذ المساعد الدكتور ليث عبدالستار عيادة مدير شعبة الاعلام والعلاقات العامة في الكلية وحاضر فيها الاستاذ الدكتور حسين خميس علوان الانصاري استاذ الدراسات العليا في الجامعة العربية لشمال امريكا الى تسليط الضوء على ظاهرة الادمان الالكتروني بمختلف اشكاله وما يترتب عليها من اثار سلبية على الفرد والمجتمع
وتضمنت الندوة مناقشة عدة محاور قدم المحور الاول تعريف بالإدمان الالكتروني وهو نوع من أنواع الاضطرابات التي يعاني منها بعض الأشخاص، كما صنفها بعض الأطباء النفسيين، والذي يوحي بالاستخدام القهري لـ الانترنت وتصفح المواقع بشكل متواصل والاعتماد عليه في كافة الأمور الحياتية، سواء تصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو التسوق عبر الانترنت، ويؤثر إدمان التكنولوجيا بشكل سلبي على الصحة النفسية والعقلية للفرد، اما المحور الثاني تطرق الى أنواع إدمان الانترنت والتكنولوجيا وتم التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي كونها تعد من الإدمان الإلكتروني الاكثر انتشاراً، بعد تعدد وسائل التواصل الاجتماعي من "فيس بوك وتويتر وانستجرام"، والتي يقضي عليها الأشخاص العديد من الساعات لمتابعة كل ماهو جديد، ومشاركة لحظاته أول بأول، وعدم الاهتمام بأي أمور حياتية. وبين المحور الثالث نسبة انتشار الادمان الالكتروني أذ أكدت بعض الدراسات ارتفاع نسبة ممن يعانون من الإدمان الالكتروني في الولايات المتحدة وأوروبا إلى 8.2% من عدد السكان، ويؤثر إدمان التكنولوجيا على 38% من عامة السكان. كما أشارت بعض الدراسات التي تم إجرائها مؤخراً حول الإدمان الالكتروني لبعض المراهقين، التي تؤكد أن 90% من المراهقين يخضعون للعلاج النفسي بسبب عدم التخلص من إدمان الإنترنت. لكن ماسبب تلك الانتشار والتوسع لادمان التكنولوجيا؟ دعنا
وبينت الندوة أسباب الإدمان التكنولوجي التي تعزو الى تلبية العديد من الرغبات الملحة، منها: توفير السرية والخصوصية التامة لمن يبحثون عن السرية، وتفريع الرغبات المكبوتة، والفراغ والملل الذي يدفع الأشخاص في البحث عن ملاذ يلجأون إليه للتخلص من أوقات الفراغ، وتوجه البعض ممن يعانون بعض الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب، وافتقارها إلى الدعم العاطفي، واللجوء إلى الإنترنت لسد هذه الحاجة، والهروب من الواقع إلى عالم التكنولوجيا والانترنت أو ما يسمى بالعالم الافتراضي، ممن يعانون من اليأس أو الملل والانزعاج، او الخروج من علاقة عاطفية والتعرض للصدمات النفسية التي تجعل الشخص بحاجة إلى الخروج من الحالة النفسية السيئة، فضلاً عن ان الأشخاص الذين يعانون من العزلة الاجتماعية والشعور بالخجل في التواصل مع الآخرين، هم أكثر عرضة للإصابة بالهوس الإلكتروني، وانتشار الالعاب الإلكترونية الحديثة، وقضاء البعض العديد من الساعات المتواصلة على الإنترنت.
وطرحت الندوة بعض التساؤلات حول موضوع الندوة ابرزها كيف أعرف أنني أعاني من إدمان الإلكترونيات؟ سؤال يطرحه البعض عن اعراض الادمان على الالكترونيات والانترنت، ولكن تظهر بعض علامات ادمان الالكترونيات والانترنت النفسية والجسدية المتمثلة بألم في الظهر، والصداع المتواصل، وزيادة الوزن أو فقدانه، والاضطرابات في النوم، والتشويش في الرؤية.
واكدت الندوة على علامات ادمان الالكترونيات النفسية المتمثلة بالشعور بالذنب، والقلق والارتباك، وعدم الأمانة، والعزلة الاجتماعية، والاندفاع، والكآبة، والتقلبات المزاجية، وعدم الاهتمام بالوقت، واخيراً الإفلاس وضياع الأموال بسبب لعب القمار.
وختمت الندوة بتسليط الضوء على آثار إدمان الإنترنت على المجتمع والفرد اذ أن آثار إدمان الانترنت يشكل خطر كبير على كافة أشكال المجتمع، وتؤدي إلى الانحراف والسلوكيات الخاطئة، خاصة فئة الأطفال والمراهقين وسيطرة الانترنت على النواحي الحياتية حتى أصبحت امر واقع، وتسببت في العديد من الأضرار المتمثلة بآثار إدمان التكنولوجيا على المراهقين، والإنحراف الأخلاقي، والتوجه إلى العلاقات الغير شرعية، والتوجه إلى إدمان المخدرات، والعزلة الاجتماعية وعدم المشاركة مع الآخرين، وإهمال الدروس والواجبات والرسوب في الدراسة، وعدم وجود اهتمامات شخصية، أو ممارسة رياضة وهواية مفضلة، والإرهاق الجسدي والنفسي والضعف العام.
وقدم الانصاري بعض النصائح والتوجيهات للمشاركين في الندوة وعلى النحو الاتي: أنت محاط بالتكنولوجيا، نحن نعيش في العصر الرقمي، لا يمكنك التوقف عن استخدامها لأنها لغة العصر، لذلك اضطراب الادمان الالكتروني إذا كنت تعاني منه، يمكنك التخلص منه بسهولة، والسيطرة على إدارة حياتك بشكل كبير..لإنك إذا نظرت حولك ستجد كلأً منا يستخدم الانترنت بشكل مختلف عن الآخر، وإليك بعض النصائح التي يمكنك اتباعها في التغلب على الادمان التكنولوجي، منها: ممارسة الرياضة والقراءة والخروج للتنزه، تقسيم الوقت بين العمل والتواصل مع الأسرة والأصدقاء والجلوس على الهاتف، ومراقبة الأطفال ومتابعتهم أثناء استخدام الانترنت، والتودد والتقرب إلى المراهقين ونصحهم بمدى خطر الإنترنت وتأثيره السلبي، وتواصل إيجابياً مع الطفل ومشاركته في الألعاب الغير إلكترونية، واخيراً ليس الحل هو التوقف عن استخدام الانترنت نهائياً، ولكن هو كيفية إدارة استخدامه بشكل صحيح دون التأثير على حياتك الواقعية.