مقال بعنوان: العلاقة بين نظرية التدريس ونظرية التعلم بقلم/ م. منى عبدالله إسماعيل كلية التربية الاساسية – قسم العلوم
مقال بعنوان: العلاقة بين نظرية التدريس ونظرية التعلم
بقلم/ م. منى عبدالله إسماعيل
كلية التربية الاساسية – قسم العلوم
ان التدريس عملية تفاعلية بين المعلم والمتعلمين في القاعة الدراسية أو الامتحانية أو في المختبرات وهو بهذا المعنى غير التعليم لان التدريس يعني عملية الآخذ والعطاء والحوار والتفاعل ،بينما التعليم ليس سوى العطاء من جانب واحد هو المدرس أو المعلم في حالة التعليم والتدريس للطرق والأساليب التي يمكن بواسطتها الدراسة والوصول إلى الحقيقة وليس تدريس الحقائق فقط.
فالتدريس هو الاداءات التي يقوم بها المعلم اثناء عملية التعليم داخل القاعة الدراسية للأحداث التأثير المباشر على أداء الطلبة لتعديله وتيسيره واحداث التعليم. وبذلك فان التدريس لايكتفي بالمعلومات والمعارف التي تلقى وتكتسب وإنمـا يتعدى ذلك إلى تنمية القابليات وتوليد الخصال والمهارات والخبرات ولهذا يتضح الفرق بين مفهومي (التدريس والتعليم)لكن الاخير الاكثر شمولا وابعد عمقا في عملية التربية،وتكون موازنة بين نظرية التدريس ونظرية التعلم هو إن نظرية التدريس هي اطار فكري قائم على مجموعة من الافكار والحقائق والمفاهيم والمعتقدات والمهارات التي تشكل نسقا فكريا للمعلم وهي بذلك تهدف إلى أحداث التعلم وتحسين أداء المعلمين في بيئة التعليم داخل القاعة الدراسية وذلك من خلال مساعدة المعلم على تحديد اجابات للأسئلة الاتية :-لماذا نعلم؟ كيف نعلم؟ ماذا ندرس؟ مانتيجة التدريس؟
اما عن علاقة التدريس ونظرياته بالتعلم ونظرياته، فهناك نقاط تلاق واختلاف بينهما يمكن تلخيصها في العديد من النقاط منها:-
١-ان التعلم عبارة عن عملية ذاتية تتعلق بتغيرات في سلوك المتعلم ناتجة عن نشاطه بينما التدريس عبارة عن نشاط تفاعلي بين المتعلم والمعلم في موقف ينشأ عنه تغيرات سلوكية.
وعليه يمكن القول "أن التدريس يؤدي الى تعلم"
ولكن ليس كل تعلم هو نتاج للتدريس حيث يمكن حدوث التعلم بدون عملية تدريس.
٢-ان الحوافز والمعززات الذاتية تسود غالبا عملية التعلم بينما في التدريس يسهم المعلم الى حد كبير في اثارة هذه الحوافز لدى المتعلمين من اجل حدوث التعلم واستعمال المعززات الخارجية لاجل دعم عملية التعلم أو تصحيح مسارها.
٣-ان للتعلم والتدريس اهدافا تتحقق بحدوث كل من العمليتين وان اختلفت الاهداف من حيث غايات التحقيق.
٤-ان التعلم قد يحدث بتنظيم الفرد لعناصر الموقف أو من خلال وسيط قد يكون المعلم ويقوم بتنظيم اجزاء الموقف بينما تتطبق الحالة الثانية من جميع حالات اي عملية تدريسية.
٥-ان مصطلح التعلم يعد أشمل وأوسع واعمق من مصطلح التدريس حيث يكون ولادة الانسان الى نهايته وسيط أو دفعة في حين يلازم التدريس الانسان في مراحل الدراسية بوجود معلم .
يتضح مما سبق انه على الرغم من وجود بعض أوجه التشابه بين التدريس والتعلم الا يوجد بينهما الكثير من اوجه الاختلاف التي تجعلنا نؤكد أنهما مفهومان مختلفان وبالتالي فإن نظريات تهتم بسلوك المتعلم وما يطرأ عليه من تغيرات وتعديلات ثابتة نسبيا وفق ما أظهرته الابحاث والدراسات العلمية في المختبر على الحيوان في حين أن نظريات التدريس تهتم بما يقوم به المعلم داخل القاعة الدراسية وتهدف إلى تحسين ادائه وتطوير مهماته وفق ما تظهره الابحاث والدراسات في الممارسات العملية في المدرسة أو الجامعة أو أي مؤسسة تعليمية أخرى وتعالج الطريقة والاسلوب الذي يستعمله المعلم ليحدث التغيير أو التعديل المطلوب في سلوك المتعلم وعليه فان نظريات التعلم لا تقدم حلولا للمشكلات والقضايا التي يواجهها المعلم في الحصة الدراسية أو القاعة الدراسية كذلك عدم ارتباطها بالممارسات الصفية ومعالجتها. وعموما فان نظرية التعلم هي طريقة لتنظيم ودراسة بعض المتغيرات الكثيرة في التعلم ويمكن للمعلمين من خلالها اختبار وتطبيق عناصرها على عملية التدريس داخل الفصل الدراسي أو القاعة الدراسية.
وهناك العديد من نظريات التعلم منها:-
- نظريات التعلم الارتباطية أو الافتراضية ومنها:-١-نظريات تعلم الاشراط الكلاسيكي (بافلوف)
٢-نظرية التعلم الاجرائي(سكنر)
- نظرية التعلم الاجتماعيــة (باندورا)
- نظرية التعلم الإنسانية (كارل روجرز)
- نظريات التعلم المعرفية (بياجيه- برونر-اوزبل)
وفي نهايه الحديث نستطيع أن نقارن بين نظريات التدريس ونظريات التعلم في عدة نقاط:-
١-نظرية التعلم وصفية بينما نظرية التدريس توصيفية .
٢-نظرية التدريس تهتم بالطريقة التي تساعد المتعلم على التعلم اما نظرية التعلم فتهتم بالحدث ووصفه كما يحدث خلال التعلم.
٣-نظريات التعلم لاتقدم حلولا للمشاكل داخل القاعة الدراسية بينما تساهم نظريات التدريس في تقديم تلك الحلول.
٤-نظرية التعلم تهتم بالظروف المحيطة اما نظرية التدريس فتهتم بالإجراءات.
٥-نظرية التعلم أشمل من نظرية التدريس.
٦-نظرية التعلم تهتم بكيفية تعلم الفرد أو المتعلم اما نظرية التدريس فتهتم بإجراءات المعلم في تعليم وتعلم متعلمين.