اساسية ديالى تقيم ورشه علمية بعنوان السرقات العلميّة بين القواعد الأخلاقية والقواعد القانونية)
تنفيذًا لبرنامج تطوير مهارات البحث العلمي لطلبة الدراسات العليا الذي أطلقته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الجامعات العراقية، والذي يتضمن إقامة ورش يقدمها أساتذة أكْفاء يمتازون بخبرة واسعة في مجال البحث والنشر العلمي ..، وهذا البرنامج يعد الأول في العراق وقد اعتمد بقرار من هيئة رأي الوزارة اعتبارًا من العام الدراسي(2023-2024م)، وبإدارة دائرة البحث والتطوير لتمكين طلبة الدراسات العليا في الجامعات العراقية كافة من الأدوات والمهارات الأكاديمية، جرت إقامة الورشة الموسومة:(السرقاتُ العلميّة بين القواعد الأخلاقية والقواعد القانونية) في الساعة التاسعة من صباح يوم الاثنين المصادف(4/3/2024م) والتي حاضر فيها الأستاذ الدكتور قحطان حميد كاظم والأستاذ الدكتور محمود عبدالرزاق جاسم وحضرها حضوريًا أكثر من (55) طالبًا وطالبةً من طلبة الدراسات العليا من مختلف كليات الجامعة.
تألفت الورشة من محورين بيّن المحور الأول:(القواعد الأخلاقية) تكلم فيه الأستاذ الدكتور محمود عبدالرزاق جاسم، وتطرق المحور الثاني إلى(القواعد القانونية) التي تكلم عنها الأستاذ الدكتور قحطان حميد كاظم.
هدفت الورشة إلى التعريف بالسرقات العلميّة من حيث مفهومها، أنواعها، وسبل معالجتها، وأهم القواعد القانونیة والعقوبات المفروضة عند السرقة في كتابة الرسائل والأطاریح الجامعية والأبحاث العلميّة وغيرها ، وبیان القواعد التي تناولت الحقوق العلمیّة لموظف الخدمة الجامعیة التي وردت في القوانین الخاصة بقطاع التعلیم العالي والقوانین العامة الأخرى لاسیّما قانون حمایة المؤلف رقم(3) لسنة(1971م) النافذ وتعدیلاته المرقمة(83)لسنة(2004م)، وأكدت الندوة على الحمایة القانونیة ثم القضائیة لتلك الحقوق أمام المحاكم المختصة بنظر الدعاوي المتضمنة الاعتداء على تلك الحقوق، والعقوبات التي يفرضها القضاء تطبیقًا للنصوص القانونیة ، للحفاظ على تلك الحقوق بعدّها حقوق فكریّة ومعنویّة لصیقة بصاحبها.
وعرفت الورشة بالسرقات العلميّة من حيت اللغة والاصطلاح، وتطرقت الى مصطلحات ذات علاقة بالسرقة العلميّة مثل: الانتحال ، وحق المؤلف ، والاستلال ، والأمانة العلميّة وجملة من المسالك والمحاذير التي يعد الإقدام عليها بمثابة انتهاك لحقوق التأليف ومساسًا بالنزاهة الأكاديمية، وتتمثل في: الغش، والخداع والتضليل ، والتعدي على حقوق الملكية الفكرية .
وأوضحت الورشة أهم التقنيات المستخدمة في البحث العلمي، فضلًا عن أهم الكفاءات التي تدعم البحث العلمي الأكاديمي الصحيح، والواجب تلقينها لكل باحث أو طالب في مختلف الأطوار الجامعية: التوثيق ، والاقتباس.
وشرحت الورشة أنواع السرقات العلميّة : ومن أنواع السرقات العلميّة: مثل استنساخ موضوع كتاب أو بحث بكامله ، نسخ الموضوع وإجراء تغيير جزئي شكلي أو تعديله بتغيير بعض الكلمات أو الفقرات أو حشوه ببعض الفقرات الصغيرة ، وتلفيق واختلاق النتائج ، وتزوير المادة البحثية والتلاعب بها.
وبيّنت الورشة أهم أسباب السرقات العلميّة ومنها عدم وجود آليات للكشف عن السرقات الفكرية عند الناشرين يجعل من اكتشاف السرقات العلميّة للمواضيع المترجمة للغة العربية عملية صعبة للغاية وتحتاج الى وقت كبير، وضعف أسلوب مراجعة الأقران، وضعف المستويات العلميّة للمراجعين العلميين وعدم ارتباطهم اليومي بالعلم العالمي، وضعف اللغة الأجنبية، وعدم توفر المصادر وصعوبة الاطلاع عليها.
وكشفت الورشة مخاطر السرقات العلميّة وآثارها السلبية ومنها انها ترفع من شأن السارق علميًا ووظيفيًا،وقد تمنحه شهادة عليا كالدكتوراه وتصل به الى مرتبة الأستاذية، وقد ترقى به الى أعلى المستويات السياسية والاجتماعية، وتترك هذه السرقات آثار سيئة على السمعة العالمية للجامعات والمؤسسات العلميّة المحلية والوطن ككل، فهي تمثل انحطاط ثقافي وسطو فكري ، كما ان انتشارها يؤثر سلبيًا على عمل الباحثين العلميين الشرفاء والذين تجدهم يعانون معاناة شديدة في ظل شحة الموارد المالية للبحث العلمي، وضعف التجهيزات العلميّة، ويقضون الأيام والأشهر والسنين في عمل دؤوب مضني من أجل الحصول على نتائج جديدة تستحق النشر.
وذكرت الورشة أمثلة لبحوث علميّة مزورة أو مسروقة في مختلف المجالت الطبية والهندسية والصناعية وغيرها، وفصلت الورشة أهم أساليب مواجهة السرقة العلميّة وكيفية تجنب الوقوع فيها من قوانين المِلكيّة الفكريّة كوسيلة ردع وحماية قانونية والبرمجيات الالكترونية كآلية حماية.
فضلًا عن أهمية التوعية الأخلاقية كوسيلة حماية إستباقية إذ أصبح من الضروري التفكير في كيفية الوقاية منها، فالسرقة العلميّة ظاهرة أخلاقية تستدعي التوعية الأخلاقية قبل كل شيء؛ ولذلك لجأت العديد من الجامعات اليوم إلى الاعتماد إضافة إلى آليات الحماية القانونية والتقنية على الحماية الاستباقية أو الوقائية؛ وذلك بالتركيز على نشر الممارسات الأكاديمية الجيدة والتوعية الأخلاقية، وتدريب الطلبة والباحثين على كيفية تجنب السرقة العلميّة، وتعريفهم أكثر بأبجديات منهجية البحث العلمي وإلزامهم باحترام الأمانة العلميّة.