![](https://basicedu.uodiyala.edu.iq/wp-content/uploads/2024/07/11.jpg)
كلية التربية الاساسية تقيم ندوة بعنوان : القِيّم التربوية والإنسانية للثورة الحسينية
تضمنت الندوة التي القاها كلا من الاستاذ الدكتور قحطان حميد كاظم والاستاذ المساعد الدكتور علي نايف
تناولت الندوة الثورة الحسينية سنة 61هـ/680م والتي قادها ضد الظلم والطغيان الأموي الإمام الحسين بن علي( عليهما السلام)، وفي كل عام يجدد المسلمون احياء ذكرى هذه النهضة، ويستلهم الملايين منها الدروس والعبر. أن نهضة الامام الحسين (عليه السلام) وما اشتملت عليه من مظاهر التضحية بكل عزيز على النفس البشرية من الولد والمال في سبيل المبدأ والصالح العام مع القلة في العدد واليأس من النصر العسكري، شكلت تحدياً بارزاً ورئيساً للاستبداد والطغيان الذي كانت تمثله الدولة الأموية لما لهذه الثورة من مبادئ إنسانية سامية هدفها القضاء على الظلم وتحقيق العدل والمساواة على وفق المنهج الإسلامي الصحيح ، كما ان الإمام الحسين(عليه السلام) عن طريق ثورته المباركة قد زرع بذور الحركات الثورية المناهضة للباطل والظلم والمطالبة بالحق والعدل في مواجهة الحكام المستبدين خلال التاريخ الإسلامي.
القيم التربوية والإنسانية للثورة الحسينية
1- إن الهدف الأساس الذي كان منشوداً من وراء هذه النهضة هو الإصلاح، وهذا ما صرح به الإمام الحسين(ع) في خطبته المشهورة التي يقول فيها: ” إنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (ص) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر…”، وقد أعطى لنهضته بعداً إصلاحياً وأراد من الأمة أن تنظر بعين البصيرة والبصر. إنّ الحسين(ع) أعطى بنهضته درساً في الغيرة والحمية للناس، درساً في الصبر والتحمُّل، درساً في احتمال المصاعب، وركوب الشدائد، لقد كانت دروساً بالغة الأهمية بالنسبة للمسلمين.
2- إنّ من أخلاق الثورة الحسينية، قبول توبة المخالفين، ورفض الفتك بالأعداء، وبهذه الأخلاق استطاعت النهضة الحسينية أن تحقق النصر الحقيقي بعد أن أيقن المسلمون أنّها نهضة سليمة جاءت لإصلاح الواقع وتغييره بعد أن جسّدت هذا الإصلاح وهذا التغيير في سلوكها وأخلاقها.
3- كانت الثورة الحسينية هي بداية التغيير المنفتحة على كلِّ قيم الحقّ والعدل والعزة والكرامة والإنسانية والحياة في حركة الحاضر نحو المستقبل.
4- كانت أعظم ثورة عملاقة سجّلها التاريخ، فقد أيقظت المسلمين من سباتهم وحطّمت عنهم سياج الذلّ والعبودية فانطلقت الثورات يتبع بعضها بعضاً في معظم أنحاء العالم الإسلامي وهي تحمل شعار الثورة الحسينية وتطالب بعزّتها وكرامتها وأمنها ورخائها.
5. التضحية والشهادة: تعتبر قيمة التضحية والشهادة محورية في قصة الثورة الحسينية. الامام الحسين(عليه السلام) وأتباعه قدموا تضحياتهم الكبيرة من أجل الحق والعدل، حتى الموت. تعتبر هذه التضحية مثالًا للوفاء بالواجب والاستعداد لتقديم أعلى تضحية من أجل القضايا العادلة.
6. المقاومة ومواجهة الظلم: تبرز قيمة المقاومة ومواجهة الظلم في قصة الثورة الحسينية. فالإمام الحسين(عليه السلام) رفض الخضوع للاستبداد والظلم وناضل من أجل المبادئ العادلة وضرورة تقديم الواجبات الإنسانية. هذه القيمة تحثنا على محاربة الظلم والاستبداد في جميع أشكالها والدفاع عن الحقوق والعدالة.
7. العدل والمساواة: قيمة العدل والمساواة تبرز بوضوح في ثورة الحسين(عليه السلام)، حيث كان الهدف من الثورة هو استعادة العدل والحقوق المسلوبة وتحقيق المساواة بين الناس. يتعالى تراث الثورة الحسينية بمبادئ المساواة وإعطاء كل إنسان حقوقه المشروعة بغض النظر عن دينه أو طبقته أو جنسه.
8. الصبر والثبات: قيمة الصبر والثبات هي جزء أساسي من قصة الثورة الحسينية. اجتاز الإمام الحسين(عليه السلام) وأتباعه الكثير من التحديات والمحن وظلوا ثابتين في إيمانهم وتعاونهم مع الحق. تعتبر هذه القيمة تذكيرًا بأهمية الثبات والاستمرارية في مواجهة الصعاب وعدم الانصراف عن الحق.
9- الإرادة والإصرار والعزم، حيث كان الإمام الحسين (ع) يمتلك إرادة قوية وعزماً متيناً وبين جنبيه همة عالية جعلته يصر إصراراً كبيراً على ضرورة الخروج بالرغم من المصير المحتوم الذي يعرفه وما سيلاقيه هو وأهل بيته (ع).
10. العداء للظلم والغيرة القوية: الثورة الحسينية تمثل العداء القوي للظلم ويتحول الحزن والألم نتيجة الظلم إلى حماسة وعزيمة للقتال من أجل العدالة. قيمة الغيرة والاحتجاج ضد الظلم والاضطهاد تعتبر ركيزة مركزية في الثورة الحسينية.
11- الهدف الأساس من الثّورة الحسينيّة الخالدة هو نفسه هدف الأنبياء والرسل (عليهم السلام)، وهو الدعوة إلى الله تعالى وإلى عبادته، وترك عبادة الآلهة المصطنعة سواء كانت حجارة أم أناس من البشر ، فكما لا تجوز عبادة الأصنام الحجرية، كذلك لا تجوز عبادة الأصنام البشرية.
12- خطّت تلك النهضة العظيمة أروع السطور في الأساليب التربويّة والقيم الأخلاقيّة التي رسمها بأنامله الشريفة لتكون نبراساً يُقتدى به، فأراد أن يعمل على تحريك المشاعر بشتى الوسائل جاعلاً من توجهه نحو الله تعالى القاعدة الأساسية في أقواله وأفعاله وتقريراته.
13- كانت نهضة الإمام الحسين (ع) نبراساً يملأ النفوس نوراً ومحبة واحتراماً وأخلاقاً، فهي مدرسة الاحترام للكبير والرحمة للصغير والتزام ثوابت الأخوة والتعامل الساميّ مع الآخر.
14- اتخذ الإمام الحسين(ع) من نفسه مشروعاً تربويّاً يعمل على إصلاح هذه الأمة تربوياًّ وأخلاقياًّ وقيميّاً، لأنه يرى أن من واجبه كإمام مفترض الطاعة أن يضع نفسه بذرة خير داخل المجتمع الإنساني على وجه العموم والمجتمع الإسلامي على وجه الخصوص.
التوصيات
- إنّ الأمة الإسلامية بحاجة ماسة اليوم الى إعادة استحضار سيرة الإمام الحسين وأهل البيت(عليهم السلام) لأنها سيرة عطرة بما تمثله من التزام بالقيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية السامية، إذ أنها تمثل منظومة ثقافية إسلامية ذات خصائص ايجابية مؤثرة في واقع مجتمعنا في العصر الراهن.
- يمثل شهر محرم فرصة استثنائية لكي يعيد الفرد المسلم التفكير في اشكالات حياته اليومية بجميع مجالاتها، والسعي الحقيقي لبناء الشخصية الصالحة المُصلحة، وذلك لأن هذا الشهر يربطنا بأقدس رمز اسلامي أبي الاحرار وسيد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام) الذي حمل رسالة الاصلاح الى كل الأجيال.
- من الأهمية بمكان، أن نستلهم الدروس والعبر من سيرة الإمام الحسين(عليه السلام) وثورته الخالدة للمساهمة بإيجابية في اصلاح المجتمع على وفق المبادئ الإسلامية الرصينة التي تجسدت في النهضة الحسينية المباركة.
- على الجامعات ومراكز البحث العلمي العراقية والإسلامية أن توسع من نشر البحوث والدراسات وتأليف الكتب المختلفة لبيان النهج السليم للثورة الحسينية وتقديمها للقراء من المسلمين وغيرهم بأسلوب علمي خالي من التجريح والطعن بمعتقدات الآخرين ، وبيان الأخلاق الفاضلة لأهل البيت وتسامحهم مع الآخر والتعايش معه بروح عصرية وإنسانية.
- أهمية اهتمام الجهات المسؤولة بوزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي بمادة التاريخ الإسلامي في المراحل الدراسية كافة بدءًا من الابتدائية وحتى الدراسات العليا، وتنقيح المقررات الدراسية من كل ما يشوه النهضة الحسينية ويقلل من دورها التربوي والإنساني، وإظهار الحقائق التاريخية للطلبة ليكون الجيل الجديد أكثر وعيًا بحقوقه وكيف يحصل تلك الحقوق.