تحصين الوعي في أساسية ديالى … ندوة تخصصية تشخص “الغزو الثقافي” وتضع الإعلام بوصلة للمواجهة

نظمت كلية التربية الأساسية بجامعة ديالى – قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي، بالتعاون مع شعبة الإعلام والاتصال الحكومي وبالتنسيق مع شعبة التعليم المستمر، ندوة توعوية تثقيفية موسعة بعنوان: “مخاطر الغزو الثقافي في إطار تحدياته وسبل مواجهته ودور الإعلام بين التأثير والمواجهة”.
شهدت الندوة مشاركة نوعية من ممثلي منظمات المجتمع المدني، والشرطة المجتمعية، والمهتمين بالشأن الثقافي، والإعلاميين، والتدريسيين، وطلبة الكلية.
هدفت الندوة التي حاضر فيها الأستاذ الدكتور بشرى عناد مبارك والأستاذ المساعد الدكتور ليث عبد الستار عيادة (مدير شعبة الإعلام في الكلية)، إلى تسليط الضوء على الخيوط الدقيقة التي يُحاك بها هذا الغزو الثقافي، وكيف يمكن للمؤسسات الأكاديمية والإعلاميين أن يكونوا سداً منيعاً في وجهه، لا بالانغلاق، بل بالوعي والتحصين الفكري الذاتي.
وتضمنت الندوة مناقشة عدة محاور أساسية: قدم المحور الاول التشخيص والتحديات (فهم الظاهرة): تحليل كيفية تسلل الثقافات الغريبة وتأثيرها على القيم المجتمعية المحلية. اما المحور الثاني بين دور الإعلام (بين التأثير السلبي والمواجهة الإيجابية): استعراض قدرة الإعلام على الهدم والبناء في آنٍ واحد، وأهمية توجيه البوصلة الإعلامية نحو الأصالة. وعرج المحور الثالث على سبل المواجهة وبناء التحصين الذاتي (الحلول): تقديم استراتيجيات لتعزيز الهوية الثقافية والتفكير النقدي.
وتأتي هذه الندوة في إطار رسالة الكلية لخدمة المجتمع وحمايته فكرياً، وتخللتها مداخلات ونقاشات متعمقة من قبل الحاضرين أفادت بضرورة تكاتف الجهود الرسمية والشعبية لمواجهة هذه التحديات.
وأوصت الندوة بعدد من التوصيات الهامة، أبرزها: دعوة عاجلة لتشكيل “فريق عمل مشترك” من ممثلي الجامعة ومديرية التربية وشعبة الإعلام لمتابعة تنفيذ المقترحات. وإنشاء “مرصد إعلامي ثقافي” محلي في ديالى لرصد المحتوى الوافد وتأثيره على الشباب. والمطالبة بتخصيص ميزانيات لدعم الإنتاج الإعلامي المحلي الهادف الذي يعزز الهوية العراقية. والتأكيد على أهمية “الميثاق الأخلاقي الإعلامي” وإدراج مادة أو ورشة عمل إلزامية حول “الثقافة الإعلامية” (Media Literacy) ضمن المناهج الجامعية لتعليم الطلبة مهارات تحليل المحتوى الإعلامي. وتحويل الأنشطة الطلابية في الكلية والمدارس من مجرد فعاليات ترفيهية إلى منصات لتعزيز الانتماء، مثل تنظيم مسابقات في الشعر العربي الفصيح، القصة القصيرة عن التراث العراقي، والمسرحيات التي تناقش قضايا الهوية.
ويأتي تنظيم هذه الندوة ضمن التزام الكلية بدعم أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي أقرتها الأمم المتحدة، ويتلاءم بشكل خاص مع الأهداف التالية: الهدف الرابع (التعليم الجيد): من خلال تعزيز الوعي النقدي وبناء تعليم آمن ومستدام يحصن الطلبة فكرياً. والهدف الحادي عشر (مدن ومجتمعات محلية مستدامة): عبر حماية التراث الثقافي والهوية المجتمعية من التحديات الخارجية. والهدف السادس عشر (السلام والعدل والمؤسسات القوية): من خلال بناء مؤسسات فكرية وإعلامية قوية تعزز السلم المجتمعي وتكافح الأفكار المتطرفة. والهدف السابع عشر (الشراكات من أجل الأهداف): يتجسد التعاون بين الكلية، الشرطة المجتمعية، ومنظمات المجتمع المدني كنموذج للشراكة الفاعلة لتحقيق الأهداف المشتركة.
![]()
