
تدريسي في قسم اللغة العربية عضواً في لجنة مناقشة رسالة الماجستير الموسومة ب ( شعر العباس بن الأحنف في الميزان النقدي )
شارك أ.م.د. معتصم كريم محيسن التدريسي في قسم اللغة العربية في مناقشة رسالة الماجستير والموسومة بـ ( شعر العباس بن الأحنف في الميزان النقدي ) في كلية التربية للعلوم الانسانية / جامعة ديالى .
هدفت الدراسة التي ناقشتها الطالبة رشا زيدان يوسف، وأشرف عليها الأستاذ المساعد الدكتور خالد فائز ياسين، الى دراسة شعر العباس بن الأحنف عبر المنهج التاريخي، وهو المنهج القادر على استجلاء جماليات شعر العباس، الذي يعد وثيقة فنية وتاريخية مهمة، صالحة للترديد والاستشهاد والإفادة منها وتمثّل قيمها المضمونة وسماتها الفنية في كل زمان ومكان.
بينت الدراسة أنّ العباس بن الاحنف من الشعراء الذين أجمع النقاد على جودة شعره وحسن ديباجته وعذوبته ورقّته على نحو ينمّ على ضلاعة العباس فنياً ونضوجه شعرياً والتزامه أخلاقياً، ومن أهم الخصائص الفنية في شعره فتظهر في ذكره المظاهر الحضارية في المجتمع العباسي كتبادل الهدايا، والمراسلة، والتعرض للتهذيب الحضاري، الذي أحدثته المدنية العباسية المترفة. وكان أكثر شعره مقطوعات، ذات نَفَسٍ شعري قصير، فتعددت الآراء النقدية حول شعر العباس بن الأحنف، إلا أنّ معظمها – على قلّتها – تُجمع على أنّ شعره من بديع الشعر في العصر العباسي، ولا سيما في غرض الغزل العذري، فلطالما شكا العباس وبكى وتألّم كشأن غيره من الشعراء العذريين ممن سبقوه.
أظهرت الراسة إنّ سيرة العباس بن الأحنف تحيلنا على أنه أبى الانغماس في عالم اللهو والمجون، بالرغم من ترفه المادي وقربه من سلاطين عصره، وبهذا استطاع العباس وهو العربي الصليبة أن يصل ما انقطع من تيار القيم العربية في مجال الغزل بعد أن سيطر على الساحة الشعراء الأعاجم، وأصبحت الجارية أو القينة ممن تربّينَ في دور المقينين هي موضوع الغزل، إذ ينتمي العباس بن الأحمد إلى الشعراء العشاق الذين صوروا حبّهم من خلال الشعر، إذ يلفتون الأنظار بمسلكهم الفني أو بوصفهم ظاهرة شعرية فريدة، فالعباس يعدّ بحقّ ظاهرة فنية فريدة في عصره، وينطلق العباس في تشكيلاته اللغوية وبنائه المعماري لقصائده من بنية التقابل أو التضاد الباعثة على المفارقة العجيبة بين موقفه من الآخر المحبوب وموقف الآخر المحبوب منه، ويُبدي الشاعر قدراً غير يسير من الوعي بجمالية توظيف الأساليب اللغوية على مستوى الألفاظ والتراكيب
أكدت الدراسة تتنوع الروافد والمرجعيات التي استقى العباس بن الأحنف منها عناصر إبداعه التصويري وتشكيله اللغوي المعماري لقصائده، وكان لهذه الروافد دور في إغناء الدلالة وتخصيبها، كما كان لها الأثر الأبرز في الكشف عن الجوانب الإبداعية والجمالية لأسلوب العباس في بناء قصائده وتشكيل صوره التي تفاوتت بين مفردة وكلّية، كما تفاوتت دلالاتها بين ما هو قريب شفيف، وما هو موحٍ بعيد الغور، على نحو يحقق أثره الفاعل في نفس المتلقي ويفسح المجال ليكون شريكاً فاعلاً في إعادة بنائه واستكناه دلالات.