
من ذاكرة الأرض إلى منبر العلم … اساسية ديالى تحتفي بموسوعة تراث ديالى بين النخب والمعرفة
في إطار التعاون الثقافي والمعرفي بين كلية التربية الاساسية في جامعة ديالى ومؤسسات الدولة في المحافظة، نظّمت الكلية بالتعاون مع قصر الثقافة والفنون في ديالى، أحد تشكيلات دائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة والسياحة والاثار، احتفالية ثقافية متميزة بمناسبة صدور موسوعة التراث الثقافي في محافظة ديالى، وذلك بحضور واسع من المثقفين والتدريسيين والطلبة والإعلاميين والمختصين، إلى جانب حضور نيابي مشرّف تمثل بعضو مجلس النواب العراقي الأستاذ أحمد رحيم الموسوي.
استُهِلّت الاحتفالية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم قراءة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء العراق، أعقبتها عزف النشيد الوطني العراقي، في أجواءٍ وطنية وثقافية امتزج فيها عبق التراث بروح الانتماء.
وألقى مدير قصر الثقافة في ديالى، السيد حامد الحمداني، كلمة بالمناسبة رحّب فيها بالسادة الحضور، مستعرضًا ماهية الموسوعة التي وصفها بأنها عمل توثيقي شامل يُبرز العمق التاريخي والهوية الثقافية لمحافظة ديالى، ويعكس تنوّعها الثقافي والمذهبي. وأضاف الحمداني أن الموسوعة جاءت في أكثر من 400 صفحة، وشملت محاور عدة تُعنى بالتراث الثقافي والمادي وغير المادي، وقد أُنجزت بروح فريق علمي ومهني متكامل.
وبيّن الحمداني أن أهداف الموسوعة تمثلت في توثيق التراث الثقافي والأثري للمحافظة، وتعزيز مفاهيم التعايش السلمي والتنوّع المذهبي، فضلاً عن رفع الوعي بالهوية الثقافية المحلية وأهميتها في تعزيز النسيج المجتمعي.
وفي كلمته، أشاد النائب في البرلمان العراقي الأستاذ أحمد رحيم الموسوي بهذا المنجز الثقافي الكبير، مثمنًا جهود المؤلفين ودور المؤسسات الثقافية والأكاديمية في حفظ الذاكرة الوطنية وتعزيز الحراك الثقافي في ديالى.
كما أعرب عميد الكلية الاستاذ المساعد الدكتور ايمن عبد عون، في كلمته، عن سعادته بهذا الإصدار المهم، مؤكداً حرص الكلية على دعم المبادرات الثقافية والفكرية التي تسهم في خدمة المجتمع وتوثيق إرثه الحضاري.
وتخلّلت الاحتفالية جلسة حوارية موسعة ضمّت السادة المؤلفين للموسوعة، حيث استعرضوا خلالها مراحل إعداد الموسوعة وأبرز محطاتها البحثية، أعقبها فتح باب الحوار والمداخلات مع الحضور، الذين أغنوا الجلسة بملاحظاتهم وأسئلتهم القيمة.
واختُتمت الفعالية بتكريم السادة المشاركين في إعداد الموسوعة، وتوزيع نسخ منها على النخب الثقافية والأكاديمية، في بادرة تعكس روح الشراكة والتكامل بين المؤسسات التعليمية والثقافية.
ويُشار إلى أن هذا المشروع الثقافي ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة، وتحديدًا مع الهدف الرابع: “التعليم الجيد”، والهدف الحادي عشر: “مدن ومجتمعات محلية مستدامة”، لما يمثله من دعم للهوية الثقافية وتعزيز للوعي المجتمعي بقيم التنوع والتراث، إلى جانب إسهامه في بناء مجتمع معرفي يرتكز على احترام التعددية والانتماء الحضاري
