أساسية ديالى تفتح ملف التداخل المعرفي … حيث يصبح السند التاريخي حكماً على المتن الحديثي في ندوة علمية تخصصية

نظمت كلية التربية الأساسية بجامعة ديالى – قسم التاريخ، بالتعاون مع شعبة التعليم المستمر وشعبة الإعلام والاتصال الحكومي، ندوة علمية تخصصية بعنوان: (العلاقة بين علم الحديث النبوي الشريف والتاريخ). وشهدت الندوة مشاركة نوعية من قبل عدد من التدريسيين والطلبة المهتمين بالدراسات التاريخية والدينية.
هدفت الندوة، التي حاضر فيها الأستاذ الدكتور محمود فياض حمادي، إلى توضيح العلاقة الوثيقة والجدلية ما بين علم الحديث النبوي الشريف والتاريخ. وأكد المحاضر أن التاريخ يُعد جزءاً لا يتجزأ من علم الحديث، وذلك لأن النخبة الأولى التي دوّنت التاريخ الإسلامي كانوا في الأساس علماء حديث نبوي، وأن المتن الحديثي في طياته يحوي معلومات تاريخية واسعة جداً. كما بينت الندوة أن التاريخ أصبح مرتكزاً أساسياً في الحكم على رواة الحديث (علم الجرح والتعديل)، مما غدا من الأهمية بمكان لرجال هذا الفن الدقيق.
وتضمنت الندوة مناقشة عدة محاور علمية دقيقة؛ بيّن المحور الأول مراحل تدوين الحديث وأثرها العميق في التدوين التاريخي والحفاظ على الرواية. أما المحور الثاني فركز على التدقيق المقارن في الأسانيد (سلاسل الرواة) ما بين علم الحديث وعلم التاريخ. وسلط المحور الثالث الضوء على شروط الرواية وقبولها بين التخصصين.
وتخللت الندوة مناقشات ومداخلات بناءة من قبل المشاركين من أساتذة وطلبة، أغنت المادة العلمية المطروحة وأكدت على أهمية هذا التخصص البيني.
وأوصت الندوة بضرورة تشجيع المزيد من الدراسات البينية التي تربط بين التخصصات الإنسانية المختلفة، لا سيما التاريخ والحديث الشريف، لتعميق الفهم الأكاديمي للتراث الإسلامي، والحث على تطبيق المنهج النقدي الصارم للحديث في تحليل الروايات التاريخية.
ويأتي تنظيم هذه الندوة ضمن التزام الكلية بدعم أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي أقرتها الأمم المتحدة، وتتلاءم بشكل خاص مع: الهدف الرابع: التعليم الجيد: من خلال تعزيز البحث العلمي الرصين والتدريس القائم على التفكير النقدي في التراث والتاريخ. والهدف السادس عشر: السلام والعدل والمؤسسات القوية: عبر التأكيد على أهمية المنهجية العلمية الدقيقة والعدالة في الحكم على الروايات التاريخية والدينية، مما يعزز قيم العدل والحوكمة الرشيدة في المؤسسة الأكاديمية. والهدف السابع عشر: عقد الشراكات لتحقيق الأهداف: يتجسد التعاون بين قسم التاريخ وشعبتي التعليم المستمر والإعلام كنموذج للشراكة الفاعلة داخل المؤسسة لتحقيق أهداف معرفية مشتركة.
![]()
